الأزمة وصلت إلى البرلمان… إعلامي مقرب من السلطة يتهم الصعايدة بتوريد «الخادمات»

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: في نهاية الأسبوع، وبينما الفقراء خاصة من المصنفين بين العمالة الموسمية في جنوب مصر، يحصون خسائرهم التي تعرضوا لها طيلة عام على وقع توغل الفيروس القاتل في البلاد، إذ بالصعايدة الذين يتجاوز عددهم عشرات الملايين يتعرضون لإهانة بالغة على يد الإعلامي المقرب من السلطة تامر أمين، الذي اتهم محافظات الجنوب بأن نشاطها شبه الوحيد تصدير الخادمات للعاصمة، إذ قال نصاً “الريف في الصعيد في ناس بتخلف عشان عيالهم هما اللي بيصرفوا عليهم الولد يوديه ورشة، والبنات يشحنوهم على القاهرة عشان يشتغلوا خدامات”. وبالفعل انتقلت أزمة إهانة الصعايدة، للبرلمان، حيث يشهد مجلس النواب خلال جلساته الأحد المقبل، برئاسة المستشار حنفي الجبالي، إلقاء بيانات عاجلة ومطالبات باستدعاء القائمين على الإعلام حيث طالب النائب أحمد عبدالسلام قورة، بسرعة محاسبة تامر أمين، ووقف برنامجه آخر النهار فوراً، واستدعاء أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ومساءلتهم حول ما اتخذوه ضد الإعلامي الذي يجهل حقائق وتاريخ الصعيد، الذي يتمتع بتقاليد وعادات راسخة تضرب جذورها في الأرض منذ آلاف السنين، وحسب قول النائب الذي أكد لـ”المصري اليوم” أنه سوف يتقدم ببيان عاجل في أولى الجلسات المقبلة حول ما بدر من الإعلامي من كلام، بعد إهانته للصعيد ورجاله ونسائه، على الهواء وقال: لا يصح أن يقول مثل هذا الكلام العاري من الحقيقة، والحقائق التاريخية، وما يتصف به الصعيد من عادات وتقاليد تعد شبه مقدسة، لم تتغيرمع اختلاف العصور كافة. وقال قورة: المرأة في حياة الصعيدي مصونة، وهي أشبه بالكنز، عاش طول حياته من أجل حمايتها، ليتجسد شعور الغيرة في أشد صوره على زوجته أو ابنته أو أمه أو أخته، ليصل حتى لبنات قريته، فكثير ما سمعنا هذه الجملة واصفةً حاله «أصله صعيدي ودمه حامي». وتساءل النائب: كيف يتجرأ الإعلامي على عائلات الصعيد التي تنتسب إلى أشرف العائلات، والقبائل العربية التي تنتسب إلى سلالة «الأشراف». وأشار النائب إلى أن الإعلامي خالف ميثاق الشرف الإعلامي، وابتعد عن الموضوعية المفترض تقديمها للمادة الإعلامية، واهتم برفع وزيادة نسبة المشاهدة على حساب أبناء الصعيد، وتعمده الإهانة. ودعا قورة المسؤولين عن الإعلام إحالة الإعلامي إلى القضاء. وشهدت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 19 فبراير/شباط العديد من المعارك من طرف واحد، حيث شن كتّاب السلطة هجوماً شرساً ضد من يشككون في الإنجازات التي تقوم بها الدولة، معتبرين خصومهم رائدين في تسويق اليأس بين الناس، داعين إياهم لأن يتحلوا بالحياد عند تقييمهم لتلك المشروعات القومية.
ومن تقارير صحف الجمعة، أشارت “المشهد” بأنه في اليوم الأول لفتح باب الترشح لانتخابات نقابة الصحافيين تقدم للترشح على منصب النقيب ضياء رشوان ورفعت رشاد المتنافسان الرئيسيان في الدورة الماضية، إضافة إلى قائمة معتادة من مرشحي الظل تضم سيد الإسكندراني وطلعت هاشم.
الحلم الذي لم يتحقق

الأوكازيون الشتوي الحالي يوشك على الانتهاء، وتشير تقارير اهتم بها الدكتور محمود خليل في “الوطن” إلى أن حجم الإقبال على الشراء ضعيف للغاية، وتنقل شكوى العديد من التجار من أنهم لم يحققوا المستهدف من التخفيضات بسبب ضعف الإقبال. البعض عزا ضعف الإقبال إلى الطقس السيئ الذي لا يشجع على الخروج، وأوضاع كورونا التي تشجع على التباعد وعدم التزاحم، بالإضافة إلى حالة الركود العام. أسباب تبدو معقولة، لكن يبقى أن جوهرها يتحدد في ضعف القدرة الشرائية للزبون. نسبة كبيرة من دخل المواطن الآن تلتهمها الاحتياجات الأساسية الخاصة بالطعام والدواء والتعليم. فأسعار الأكل والشرب تشهد ارتفاعات متوالية، وكذا أسعار الأدوية، وتكلفة التعليم. ظهور فيروس كورونا وما ارتبط به من ارتباك اقتصادي عالمي، وما أدى إليه من توقف بعض الأعمال والأنشطة، وضمور بعضها الآخر ساهم أيضاً في تعقيد الموقف المعيشي والاقتصادي للمواطن. لذا كان من الطبيعي أن يستغني المواطن عما يمكن الاستغناء عنه – أو تأجيله – من احتياجات مثل اللبس، وبعض أوجه الترفيه وغيرها. تكلفة الاحتياجات الاستهلاكية اليومية للمواطن اليوم أصبحت تأكل كل دخله، ذلك إذا استطاع دخله أن يوفيها، ولم تعد لديه قدرة على تمويل شراء أي سلع أخرى ذات طابع استراتيجي طويل الأمد. الجاكيت الذي يشتريه المواطن على سبيل المثال بـ500 جنيه يمكن أن يرتديه لمدة سنتين، ما يعنى أن تكلفته اليومية عليه تقل عن جنيه، وهي تكلفة تقل كثيراً عن التكلفة اليومية المقابلة لما يحتاجه لتغطية احتياجاته اليومية، من الخضار أو الدواء أو الشاي أو البقالة وغيره، ومع ذلك لا يشتريه، لأن تكلفة تنظيف الجاكيت على مدار مدة استهلاكه أصبحت تفوق سعره بكثير. وبالتالى أصبح سعر استهلاك الجاكيت يفوق سعر شرائه، وقس على ذلك باقي السلع الأكثر ضخامة.

حلم يزداد أفولاً

وقال الدكتور محمود خليل، بأنه على الرغم من أن الأوكازيون فرصة لكل من البائع والمشتري.. يخفض البائع الأسعار فيبيع أكثر ويربح أكثر.. ويستفيد المشتري بالحصول على السلعة بسعر أقل، إلا أن كل السلع طويلة الأمد أصبحت أحلاماً مؤجلة بالنسبة للكثيرين، وبالتالي لن يفرق مع المواطن كثيراً أن يقل سعرها في أوكازيون، أو في معارض سنوية، أو أن يكون سعرها “كاش” أو بالتقسيط وغير ذلك. الركود الذي يضرب بعض الأسواق المحلية والعالمية، يبدو طبيعياً في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطن المحلي والعالمي. لذا فالحكومات الذكية، كما أشار الكاتب، هي التي تحاول أن تدعم القدرة الشرائية للمواطن قدر ما تستطيع. الإدارة الأمريكية فعلت ذلك على هامش الركود الذي بدأت تشهده الأسواق جراء أزمة كورونا، فبادرت إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم المواطن وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حتى تستطيع المواصلة. فزيادة المال في يد المواطن – وليس إنقاصه – هي السبيل الأول لإنعاش الاقتصاد، لأن شح المال أو ندرته يؤدي إلى الركود، والركود كما قال الدكتور محمود خليل، يؤدي إلى توقف المشروعات، وتوقف المشروعات يؤدي إلى ضرب الاقتصاد. إنها دائرة مرهقة تمسك برقاب المواطنين والحكومات.

نم قرير العين

الشيخ كرم زهدي الذي رحل قبل ايام، ويحسب له أنه أطلق “فقه المراجعات” بعد سنوات دامية في المواجهات بين الجماعة الإسلامية والدولة، أشاد به الدكتور ناجح إبراهيم في “المصري اليوم”: “هو أول من أنصف السادات في الجماعات الإسلامية، وقال إنه «ظلم من الحركات الإسلامية» «وإنه شهيد» وكان البعض يعتقد في البداية أنه يقول ذلك خروجاً من مأزق أو تقية أو رغبة في مغانم، ولكن كل هذا كان يمثل قرارة فكره وعقله، فلطالما حدثني قبل هذا الإعلان بسنوات أنه يرى أن السادات من أفضل حكام مصر، وأن الشباب المتدين لم يفهمه، وكان عقله قاصراً عن إدراك ما قدمه لمصر، وحصر نفسه في «كامب ديفيد وتحفظ سبتمبر/أيلول»، وأنه نسى كل أفضال السادات في غمرة ذلك، وعلى رأسها نصر أكتوبر/تشرين الأول العظيم، لقد تلقى زهدي هجوماً جباراً من تلاميذه، عقب هذه الكلمات فصمد لها صابراً. ولعل أهم حسناته على الإطلاق قيادته لمشروع «مبادرة منع العنف»، فقد تحمل فيها المسؤولية بقوة وجسارة، ولم تهزه الأعاصير وتحمل معظم الجانب الإداري الذي يحسنه وترك تماماً الجانب الفكري للمبادرة لثلة متميزة كنت واحداً منهم. ومن أهم ما قدمه كرم في جانبه الإداري نجاحه الكبير مع اللواء المرحوم أحمد رأفت في حل الجناح العسكرى للجماعة، بدون قطرة دم واحدة، وبدون طنطنة أو إعلام، والنجاح في تسليم أكثر من 500 هارب لأنفسهم طواعية، ومن تلقاء أنفسهم، وبدون ضغوط، وكل هؤلاء عوملوا معاملة حسنة. والفضل في هذا النجاح الكبير يعود لحسن ظن الفريقين وصدقهما مع بعضهما وتحلي اللواء أحمد رأفت بصفات رائعة أهمها، أنه لم يغدر بأحد، ولم يرق قطرة دم واحدة من بداية المبادرة، ولم يخلف وعداً قطعه على نفسه، وكانت هذه بعض أسرار شخصيته النبيلة، فقد توافقت كيميائية شخصيته الشجاعة مع شخصية الشيخ زهدي. وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ مصر التي نجح فيها حل جناح عسكري وتسليمه أسلحته وعتاده، بدون قيد أو شرط وبدون دماء أو غدر، فقد حاول المستشار الهضيبي الأب حل «التنظيم الخاص» للإخوان المسلمين فأدى ذلك إلى كوارث ودماء وفشلت المحاولة”.

أفلحوا لو صدقوا

أعرب رفعت رشاد في “الأخبار” عن أمله في أن ينزل نواب البرلمان إلى الشارع لكي يشاهدوا رأي العين ما يدور بين الناس: “أن يخصص النواب جزءا من وقتهم لتفقد أحوال المرافق وأحوال الشوارع.. أتمنى من كل لجنة أن تضع جدولا زمنيا لأعضائها يقومون خلاله بجولاتهم، كلا في مجاله. نواب لجنة الإدارة المحلية عليهم عبئا كبيرا، بسبب اهتراء المرافق المحلية والتسيب الحادث في الشوارع، وأمام المحلات، ومخالفات الإسكان وغير ذلك. نواب لجنة الإسكان يتفقدون المشروعات الجديدة، وإبداء رأيهم في مستوى المباني وأسعارها، وحتى في النظم المعمارية والتخطيط العمراني فربما كانت رؤيتهم مفيدة للقائمين على المشروعات. نواب لجنة الثقافة عليهم زيارة الكيانات الثقافية ومناقشة القائمين عليها، والمساهمة في وضع تصور لحال الثقافة ومستقبلها، وكيفية الاستفادة منها كقوة ناعمة وتسويقها داخل وخارج البلاد، كذلك تكثيف دراسة أحوال الإعلام. لجنة الشباب والرياضة يزور أعضاؤها الأندية ومراكز الشباب، وإبداء الرأي في مشاكلها، ووضع حلول لها، والمساهمة في زيادة انتشار مراكز الشباب والأندية الصغيرة أو الساحات الرياضية. وتابع الكاتب، أعضاء اللجنة التشريعية يزورون المباني القضائية للاطلاع على أحوالها، وإبداء الرأي في تطويرها معماريا وفنيا، لتسهيل عمليات التقاضي لتحقيق العدل. أعضاء لجنة الطاقة والبيئة يقومون بزيارة مناطق الجمهورية، لتفقد أحوال البيئة، والسعي لحل مشكلة القمامة وزيادة الوعي البيئي، وإعداد خطة تنظيمية لزيادة مساحات الخضرة في كل المناطق والمساحات الخالية. أعضاء لجنة الصناعة يقومون بزيارة المصانع ليس الكبير منها، وحسب ولكن المصانع الصغيرة ومجمعات الورش الحرفية، للمساهمة في وضع تصور للدفع بهذا القطاع الحيوي، الذي وفّر فرص العمل ويتيح الفرصة لتصدير منتجات مصرية للخارج. أما أعضاء لجان العلاقات الخارجية والشؤون العربية والشؤون الافريقية، فعليها دور كبير في تدعيم مكانة مصر في الخارج دوليا وعربيا وافريقيا، والتوسع في الاتصالات بين البرلمان المصري وبرلمانات الدول المختلفة لخلق وعي شعبي هناك بالقضايا المشتركة”.

سلاماً أيها العابر

ما زالت الصحف تشهد مزيداً من الرثاء للنائب المناضل البدري فرغلي ومن بين من رثاه محمد حبوشة في “اليوم السابع”: “رحل البدري فرغلي آخر أيقونات النضال الوطني المصري، الذي كان حاملا على أكتافه أعباء الملايين ممن جار عليهم الزمن، محارباً ومقاتلاً في الحق، رغم أنه عاش في الأساس حياة قاسية متخمة بالمآسي والأحزان، التي تنوء عن حملها الجبال.. رحل البدري فرغلي تاركا وراء ظهره تاريخا طويلا من النضال وقناطير من الكرامة وعزة النفس، ودعوات تنير قبره من جانب الغلابة الذين أنصفهم، ووقف إلى جوارهم في استرداد حقوقهم. لمفهوم النضال تاريخ كبير في تجربة البدري فرغلي، السياسية والوطنية، ويمكننا أن نميز في تاريخه بين عدة أنماط للمناضل، فهو المناضل السياسي، والمناضل الثوري العقائدي، والمناضل الأيديولوجي، والمناضل السياسي، عنده يشكل بداية انبثاق المفهوم، ففي المرحلة الأولى من حياته، بدأ ظهور هذا المفهوم في التشكل مع البدايات الأولى للحركة الوطنية في أطيافها السياسية والأيديولوجية المختلفة، في مقاومة الاستعمار، ومن الطيف الوطني إلى الطيف الإصلاحي، مرورا بالطيف الاندماجي، وانتهاء بالطيف اليساري كانت رحلته الطويلة مع النضال، ومن هنا، ظهرت الينابيع الأولى التي تمد هذا المفهوم بالحياة، وترسم بوضوح معالم حياته النضالية الطويلة التي امتدت إلى 74 عاما، عاشها بين الفقر والعوز، وبين رسم ملامح الأمل والتفاؤل على وجه الحيارى والحزانى والمكلومين. لقد سار البدري فرغلي، ابن بور سعيد، الذي ينتمي إلى أسرة رقيقة الحال، عزيز النفس إلى أبعد الحدود، ما جعله واحداً من أيقونات وطنية كبرى للنضال، وهي الأيقونات التي تتمرد على الزعيم السياسي، وترفض شخصنة النضال في فرد بعينه، وتقرر الذهاب إلى أقصى الرفض للواقع المفعم بالظلم والظلمات، ليكتمل عنده مفهوم المناضل الثوري العقائدي، ويقدم أروع الأمثلة في التضحية بالنفس من أجل حقوق الآخرين، لقد كان نموذجا أسطوريا للمناضلين الثوريين العقائديين الحقيقيين، الذين آمنوا بفكرة العدل والحرية، ولم يترددوا لحظة في النضال بكل شجاعة”.

ورطة بلا حل

يقول علاء عريبي في “الوفد” إن الإعلام المصري، خاصة الإعلام الخاص، يعاني من مشاكل جد خطيرة، والبديهي أن نناقشها ووضع حلول لها، ومن هذه المشاكل علاقة مالك القناة بالرسالة الإعلامية للقناة، فأغلب الملاك يفرضون أجنداتهم السياسية والاقتصادية والأدبية على هذه الرسالة، وأغلب الظن أنهم سعوا إلى إطلاق هذه القنوات ليس بهدف البيزنس، أو خدمة الوطن، بل كان الهدف الأساسي منها تخديم مصالحهم السياسية والاقتصادية والأدبية، سواء كانت هذه القنوات اجتماعية أو خبرية أو دينية. لذا يجب علينا فض هذا الاشتباك بين المالك والرسالة الإعلامية بقدر ما، صحيح لا يمكن الفصل بينهما بشكل كامل، لكن كما قلنا بالقدر الذي يتناسب والأمن القومي للمواطن وللوطن، مثلها مثل الصحف الحزبية والمستقلة، تعبر عن أيديولوجية الحزب أو المالك في الإطار الذي يخدم الصالح العام. ومن المشاكل الخطيرة كذلك التي يعاني منها الإعلام الخاص، خلط الأدوار والوظائف في ذهنية الإعلامي، حيث يعيش الإعلامي دور المذيع والبطل والناقد والزعيم والمثقف أو المسؤول والمحرض والقاضي وصانع القرار، وينسى دائما أنه مثل الصحافي مجرد أداة (نقل، وتفسير، وتوضيح، ومناقشة) وليس خطيباً أو قاضياً أو زعيماً أو مفكرا. المشكلة الثالثة في الإعلام الخاص، أنه أصبح في معظمه أداة حكومية، أو أداة تروج للخطاب الحكومي، وليس نافذة محايدة أو مستقلة، فالمتابع للقنوات الخاصة يعلم جيدا أن ملاك القنوات ومذيعيها يصطفون خلف النظام ويخوضون معاركه، حتى أن القنوات التابعة للحكومة أصبحت أكثر استقلالية، وعدم تبعية من قنوات رجال الأعمال، ناهيك عن الشللية والنفاق الواضح للنظام الحاكم، سواء من المذيعين، أو من مجموعة الضيوف الذين يتناوبون القنوات صباحا ومساء. رغم اتفاق أغلب الإعلاميين والمحللين على هذه السلبيات، إلا أن مشاريع القوانين المطروحة لضبط الصحافة والإعلام لم تعالج هذه السلبيات، أو تضع حلولا لها. وتساءل الكاتب: ما هي الآلية لضبط هذا المشهد؟ هل بوضع ميثاق شرف؟ ما الذي يتضمنه للحد من هذه الظاهرة؟

أمريكا أم إيران؟

تصر إيران كما أوضح عبد القادر شهيب في “فيتو”على عدم العودة لتنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي إلا بعد أن تلتزم أمريكا وتنهي العقوبات التي فرضتها عليها في عهد ترامب، بينما تصر أمريكا على أن تنفذ إيران كل التزاماتها أولا قبل العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه في عهد ترامب.. فمن يتنازل أولا.. أمريكا أم إيران؟ تنازل أمريكا سوف ينال كثيرا من هيبتها العالمية، ويضر برغبتها في العودة إلى قيادة العالم.. أما تنازل ايران فإنه سيضعف قدرتها على الحصول على شروط أفضل في المفاوضات المنتظرة، التي سوف تستهدف تنقيح الاتفاق النووي، فضلا عن أنه سوف يضعفها داخليا، وأمام حلفائها الإقليميين. ولذلك فإن الباب مفتوح الآن أمام بعض المقترحات التي تقدم حلا وسطا لهذه المشكلة، مثل العودة المتزامنة لأمريكا وإيران للاتفاق النووي، غير أن ذلك الاقتراح لا يلقى قبولا أمريكيا وأوروبيا نظرا لرغبة واشنطن، ومعها أوروبا في توسيع نطاق الاتفاق النووي ليشمل الصواريخ الإيرانية، ودورها الإقليمي، وليضم دولا إقليمية أخرى مثل السعودية.. ولذلك طُرح اقتراح آخر يقضي بتجميد بعض وليس كل العقوبات الأمريكية، لتعود إيران إلى تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي، ولتقبل بالتفاوض مجددا على تعديل أو توسيع نطاق هذا الاتفاق. كما أن الباب مفتوح أيضا للضغوط المتبادلة.. وهنا ملكت إيران المبادرة.. حيث نشطت أذرعها في المنطقة للقيام بعمليات هنا وهناك، في لبنان والسعودية، وأخيرا العراق بضرب كردستان العراق بالصواريخ.. أما أمريكا فإنها لجأت إلى توجيه التهديدات، خاصة ما يتعلق بهجوم أربيل ولم تنفذ تهديداتها حتى الآن. لذلك الأغلب أن الأزمة النووية الإيرانية سوف تطول ولن تجد حلا سريعا.

اللعبة مستمرة

بعد أربعة أسابيع من العمل البحثي، قضاها فريق من 13 من علماء منظمة الصحة العالمية يقودهم العالم الدنماركي بيتر بن مبارك في مدينة ووهان الصينية، التي يزعم الغرب أنها منشأ وباء كورونا، قال رئيس الفريق في مؤتمر صحافي إنهم لم يعثروا على دليل واحد يؤكد الزعم الأمريكي الذي ردده الرئيس السابق ترامب بأن فيروس كورونا تم تخليقه في الصين، وأضاف منصور أبو العزم في “الأهرام”: “هل يذكر أحد الفيديوهات التي كان يتم تدويرها كما النار في الهشيم، وباللغة العربية الراقية عن آلاف الذين يسقطون موتى في الشوارع في مدن الصين مصابين بكورونا، وكان الهدف منها القول إن معامل ووهان تطور أسلحة بيولوجية، وأن فيروس كورونا تسرب من المعامل، ولو كان الأمر كذلك، لكان علماء معامل ووهان هم أول الضحايا. طبعا لم تعجب واشنطن – كالعادة – النتائج التي خرج بها فريق علماء منظمة الصحة العالمية من ووهان، إذ كيف يقول فريق العلماء إن الصين بريئة.. هذا رأي مهني محترم صادر عن علماء دوليين وصلوا إلى أرقى المراكز العلمية، ويعملون بضمير بحثي صرف لا تتدخل فيه السياسة.. وواشنطن لا تريد إلا تسييس القضية، ووضع الصين في قفص الاتهام دائما، وإلا لن يكون من الممكن تحجيم دورها العالمي المتزايد، مدعوما بقوتها الاقتصادية والعلمية، ولن تتمكن أمريكا من السيطرة على الصين إلا عن طريق وضعها تحت ضغط الاتهامات المستمرة.. مرة بزعم انتهاكات هونغ كونغ، وأخرى عبر اللعب في هونغ كونغ، وثالثة تزويد تايوان بالأسلحة.. وهكذا تستمر اللعبة.

كرم زائد

هل يجوز أن نرسل مساعدات طبية أو غير طبية إلى لبنان أو الصين أو إيطاليا أو أمريكا، أو أي دولة في العالم، في حين أن شعبنا يحتاج إليها؟ المعترضون وفق ما أشار إليه عماد الدين حسين في “الشروق”، يقولون كيف تكون مصر في حاجة ماسة لكل المستلزمات والأدوية، وفي الوقت نفسه، تسافر وزيرة الصحة هالة زايد بنفسها إلى لبنان، ومعها ثلاث طائرات محملة بالمساعدات الطبية، وقبلها إنشاء جسر طبي جوي عقب الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، أوائل أغسطس/آب الماضي. المعترضون أنفسهم سخروا من إرسال مصر لمساعدات رمزية لكل من الصين وأمريكا وإيطاليا، في عز انتشار فيروس كورونا في مرحلته الأولى الربيع الماضي. لكن هل هذا المنطق صحيح؟ أجاب الكاتب أنه قد يبدو صحيحا للوهلة الأولى، إذا كان يتعلق بالأفراد تطبيقا للحكمة الشعبية: «ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع»، لكنه لا يصلح بالمرة في العلاقات الدولية. لو أن منطق هؤلاء سليم، فإن أي دولة في العالم يكون جزء من شعبها فقيرا، ينبغى لها أن لا تقدم مساعدات للدول الأخرى. هؤلاء لا يدركون فلسفة المساعدات، سواء كانت دائمة أو مؤقتة، ودورها في تحقيق أهداف الدولة، التي تقدمها وتحسن صورتها، وتدعم قوتها الناعمة. الولايات المتحدة تقدم مساعدات للعديد من بلدان العالم، رغم أن الملايين من شعبها عاطلون عن العمل، وبعضهم مشرد في الشوارع. وهي تقدم مساعدات لمصر منذ عام 1979، لتضمن استمرار علاقتنا مع إسرائيل. والاتحاد الأوروبي يقدم لنا العديد من منح ومساعدات، رغم أن بعض سكانه فقراء. دول الخليج قدمت لمصر وللعديد من الدول العربية والافريقية مساعدات ومنحا مختلفة، رغم أنني رأيت بعيني بعض أبنائها يعانون من شظف العيش.

المقابل مغر

تابع عماد الدين حسين كلامه: “لو أن هذه الدول فكرت في المنطق نفسه، الذي فكر فيه بعض المصريين، فإنها ستتوقف فورا عن تقديم أي «سنت» لدول أخرى، طالما أن هناك بعض سكانها يحتاجون ذلك. ثم إن جزءا مهما من هذا الفريق المعارض لإرسال مساعدات للخارج، حتى لو كانت رمزية، هو نفسه الذي يتحدث طوال الوقت عن الدور العظيم الذي لعبته مصر الناصرية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، حينما أرسلت مساعدات متنوعة للبلدان الافريقية، وبعض البلدان في العالم الثالث، تعاطفا مع قضاياها، رغم أن مصر كانت تحتاج كل قرش في ذلك الوقت. لكن الأصح أن هذه المساعدات هي التي ساهمت في خلق صورة مصر الداعمة لأشقائها العرب والافارقة، وحصلنا على أثمان سياسية كثيرة نتيجة هذا الدور، وما زلنا نجني بعضه حتى الآن. وأشاد الكاتب بما أعلنته وزارة الصحة قبل أيام، بإشراك مليون افريقي في مبادرة رئيس الجمهورية، لعلاج فيروس سي، خصوصا في جنوب السودان وإرتيريا وتشاد. وفي القياس نفسه يصبح مهما جدا دعم لبنان الشقيق في محنته. وانتهى الكاتب إلى أن المنتقدين كان بإمكانهم أن يركزوا على العديد من أوجه القصور، في ما يتعلق بالطريقة التي تصدت بها الحكومة لجائحة كورونا، لكنهم أخطأوا خطأ بالغا، حينما اعترضوا على المساعدات الإنسانية هنا وهناك، علما أنها جزء شديد الأهمية لدعم القوة الناعمة للدول، ولصورتها الإنسانية والحضارية. مأساة كبيرة أن يتم انتقاد أي شيء وكل شيء لمجرد الاختلاف فقط مع وجهة نظر الحكومة”.

سلع فاسدة

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة، كما أشار عبدالله عبدالسلام في “الأهرام”، أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضا. الآن لم تعد هناك حقائق مشتركة؛ بل حقائق أحادية ومعلومات مضللة يؤمن بها البعض، بينما الآخرون لديهم ترسانة حقائق مضادة كاملة. تابع الكاتب، في تحقيق استقصائي ضخم، كشفت وكالة أسوشيتدبرس، أن كبار السياسيين والإعلام في أمريكا والصين وإيران أغرقوا العالم بملايين الأخبار والتقاريرالمضللة حول مصدر كورونا. فور ظهور الوباء نهاية 2019، سارعت واشنطن والإعلام الأمريكي باتهام مدينة يوهان الصينية، وكان ترامب يصفه بالفيروس الصيني. أصبح ثلث الأمريكيين يعتقدون أن كورونا جرى تحضيره في مختبر علمي في الصين. لم تتأخر بكين وشنت حملة دولية أنفقت خلالها أموالًا هائلة متهمة واشنطن بتخليق الفيروس، لأهداف الحرب البيولوجية. أما إيران، فإن بعض رجال الدين فيها أوغلوا بتبني نظريات المؤامرة لدرجة رفض لقاحات، اعتبروها امتداداً لحرب أمريكا على بلادهم. المؤرخ البريطاني البارز تيموثى جارتون آش يعتقد أن الديمقراطية في خطر، لأن الحد الأدنى من الحقيقة المشتركة بين مواطني الدولة الواحدة لم يعد موجودًا. لقد تم الدفع بعشرات ملايين الأمريكيين لإنكار حقيقة فوز بايدن وخسارة ترامب. وأصبح لنصف الأمريكيين تقريباً حقيقة وللنصف الآخر حقيقة مخالفة. رغم كل محاولات مسؤولى مواقع التواصل الاجتماعي فلترة المحتوى والتخلص من الكم اللانهائي من المعلومات الكاذبة والتحريضية، إلا أن سوق هذه السلع الفاسدة يزدهر. العلاج الناجع يبدأ، حسب آش، باستعادة دور إعلام الخدمة العامة، الذي لا ينحاز للحكومات ولا للأحزاب، بل للحقيقة أو ما يعتقد أنها كذلك. ذلك الإعلام المستقل الذي يساعد في خلق مجال عام يشارك فيه المواطنون وممثلوهم على أساس الحقائق المشتركة. هذا الإعلام تعرض لضربات موجعة من حكومات اعتقدت أنه إعلام عفا عليه الزمن كـ”بي بي سي” مثلا، حيث يجرى تقليص الميزانية وتأسيس إعلام خاص بديل. ليس غريباً أن الشائعات وتشويه الحقائق قد تكاثرت مع تراجع إعلام الخدمة العامة، الذي يدعو البعض للتخلص منه، مع أنه الحل الأهم لاستعادة الذين انصرفوا عن الإعلام الوطني ولجأوا لإعلام آخر.

أضرار معنوية ومادية

أقام زوج دعوى قضائية ضد زوجته، أمام دائرة التعويضات في محكمة أكتوبر، بإلزامها بسداد مبلغ 120 ألف جنيه عن الأضرار المادية والمعنوية، بعد حرمانه من رؤية أطفاله طوال 6 شهور. وقال وفقاً لأسماء شلبي في “اليوم السابع”: ” زوجتي تستولي على نصف راتبي البالغ 32 ألف جنيه شهرياً، وعلى الرغم من ذلك تلاحقني بالاتهامات الكيدية، وتهددني بخارجين عن القانون وعائلتي، وترفض رؤيتي لأطفالي”. وأضاف “م .ب”، ويبلغ من العمر 39 عاما، أنه يعمل في إحدى الشركات الخاصة خارج مصر، وأنه بالاتفاق الودي معها، وفقاً للمستندات المقدمة للمحكمة، أخذ إجازته السنوية حتي يقضيها برفقة أولاده، وعندما عاد لمصر رفضت تنفيذ وعدها، ثم اكتشف قيامها بحيلة برفقة محاميها لمنعه من السفر، بعد صدور حكم بالحبس ضده غيابياً، بعد إعلانه على عنوان خاطئ، على الرغم من حصولها على النفقة بشكل شهري. وتابع: “زوجتي طوال سنوات زواجي داومت على افتعال المشاكل، فكانت دائمة التعنيف لي واتهامي بالتقصير، واستخدام أطفالي للضغط عليّ، وابتزازي للحصول على ممتلكاتي وتسجيلها باسمها، لتقرر بعد 15 عاما من الزواج الانفصال، وتستولي على منزلي، وتطرد والدتي مستغله غيابي خارج مصر”. وأكد الزوج: “حاولت رؤية أولادي بكل الطرق الودية، ولكنها رفضت، وقاطعت عائلتي منذ ما يزيد عن 6 شهور، حرّضت خارجين عن القانون لمحاولة ضربي عندما حاولت تنفيذ حكم الرؤية بشكل ودي”. للزوج وفقا للقانون إقامة جنحة امتناع عن تنفيذ حكم قضائي “الرؤية، كما أن للزوج إقامة دعوى تعويض عن الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي الرؤية”، وتتم الرؤية في النوادي الرياضية أو الاجتماعية ومراكز الشباب والحدائق العامة، وتكون في مكان قريب من مسكن الحاضنة خلال أيام العطلات الرسمية، كما اشترط القانون أن ألا تقل مدة الرؤية عن 3 ساعات أسبوعيا.

ظنه المسيح الدجال

من حوادث “الأخبار” رصد أحمد عبد الفتاح تلك الجريمة العائلية: “صراخ وعويل انتشر في كل أرجاء المكان، بعد أن شاهد المواطنون شابًا يهرول مسرعًا وبيده سكيناً ملطخة بالدماء، فحاول الجميع أن يبعد عن طريقه حتى لا يصيبهم بالأذى، وسرعان ما جلس وترك السكين من يده، وظل يبكي مثل الطفل الصغير، ويروي تفاصيل جريمته البشعة التي هزت مدينة الخانكة، في محافظة القليوبية، واقشعرت لها الأبدان، من قسوة وجحود الابن العاق على والده المسن، وذبحه. فلم يرحم الشاب قوي البنيان، ضعف والده المسن، وسرعان ما دخل عليه المنزل، واشتدت المشاحنات بينهما، حتى قام المتهم، بسحب السكين وذبح والده بدون رحمة أو إنسانية، ليتم القبض عليه من قبل الأهالي وتسليمه للشرطة، وأمام رجال المباحث جاءت المفاجأة، بأن اعترف بجريمته ولم ينكرها، وأنه قام بقتل المسن بسبب أنه شاهده كالمسيح الدجال، فلم يدر بنفسه إلا عقب قتله والدماء تسيل منه من كل مكان، ويصرخ ويقول “قتلت المسيح الدجال”.. وبعد لحظات من ارتكابه الجريمة، بدأ يسترد وعيه، ويدرك مصيبته، فجلس يبكي بجوار الجثة، دقائق معدودة، وهو يلوم نفسه عما ارتكبه في حق والده، ثم ترك المنزل وحاول الهروب وعند محاولة الإمساك به، حاول الانتحار بقتل نفسه ليتم إنقاذه، وتسليمه لرجال الشرطة، وتبين من التحريات الأولية، قيام نجل المجني عليه بارتكاب الواقعة، في الساعة الثالثة فجراً، فقد استل سكينا من المطبخ وذبح والده وبسؤال شقيقه الأكبر، أكد أنه يعاني من مرض نفسي. واعترف المتهم ويدعي “عبد الله م” 30 عاما، أنه يعيش مع أبيه في مدينة الخانكة، وأنه يعاني حالة نفسية، وساءت حالته خلال الأيام الأخيرة، وأنه كان يرى والده المسيح الدجال، ويوم الواقعة دفعته هلاوسه إلى مطبخ الشقة واستل سكينا وقام بطعن والده، الذي صرخ مستنجداً بالجيران الذين أبلغوا قوات الأمن على الفور، ليكلف رئيس النيابة بحبس المتهم، وإحالته لمستشفى الصحة النفسية، لتوقيع الكشف الطبي النفسي عليه، لبيان مدى سلامة قواه العقلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية