الأسد: السنّة صمام العروبة وبعد اغتيال الحريري ارادوا تحويلها لميليشيا

حجم الخط
2

بيروت – ‘القدس العربي’ عنونت صف لبنانية عديدة بالامس على مضمون الحوار الذي جرى بين الرئيس السوري بشار الاسد ووفد موسع من حزب الله وقوى 8 آذار الذي زار دمشق وإلتقى مطولاً الاسد في ‘قصر المهاجرين’.
وبحسب ما نقلت صحف لبنانية، فإن الأسد أبدى أمام الوفد الزائر امتعاضاً من سياسة النأي بالنفس المتبعة رسمياً في لبنان، معتبراً أنه ‘لا يمكن للمرء ان ينأى بنفسه إذا كان موجوداً في دائرة النار والحريق يقترب منه’. وتساءل ‘لست أفهم، ماذا تعني بالضبط هذه السياسة؟ هل المقصود منها ان يُنقل لبنان من مكانه الى قارة أفريقيا، ويبقى هناك في انتظار انتهاء الأزمة السورية، ثم يعود الى موقعه الطبيعي؟’.
وحول تكليف النائب تمام سلام برئاسة الحكومة، أطلق الرئيس السوري بعض التلميحات والإشارات، من دون أن يغوص في التفاصيل او في التسميات المباشرة، قائلاً ‘أحياناً، تفيد العودة الى العائلات والبيوتات العريقة التي تملك تاريخاً في العمل السياسي، وتسمح لها خبرتها بأن تكون لديها قراءة اوضح وأوسع للأمو’. وفي ما بدا أنها رسالة مبطنة الى السعودية، قال الأسد ‘لبنان ليس شركة مساهمة، يُعيّن فيها موظف او يُزاح، من الخارج’.
وتوسّع الأسد في الحديث عن دور الطائفة السنية في سورية ولبنان، حيث شدد على ‘أهمية هذه الطائفة العروبية التي نستمد قوتنا منها، وهي مرجع في الشأن القومي، وتأثيرها كبير على هذا الصعيد’.
وتناول موقع الطائفة السنية في لبنان، مشيراً الى ‘أنها لطالما كانت صمام الأمان للعروبة والتوازن، ولم تشكل ميليشيا، إنما المفارقة أنه بعد الحرب واتفاق الطائف، ولا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ‘أرادوا مذهبتها وتحويلها الى ميليشيا، ولبنان لا يستقر إلا بتكريس عروبة ووطنية هذه الطائفة العزيزة’.
وأكد ‘أن سورية، وخلافاً للانطباع الشائع، لا تنجرف نحو المذهبة، بل إن المجتمع السوري بات الآن أشد تضامناً وعقائدية ووطنية في مواجهة تحديات الأزمة’، مشدداً على ‘أن الجيش السوري متماسك ولا وجود لأي فرز مذهبي داخل صفوفه، ‘علماً أنهم حاولوا جاهدين إثارة العواطف والغرائز المذهبية، لكنهم لم يوفقوا بنسبة كبيرة’.
وأشاد الرئيس السوري بكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والبطريرك الماروني بشارة الراعي، لافتاً الانتباه الى أن ‘هؤلاء القادة لديهم روح وطنية ورؤية واسعة وفكر عميق’. وتوقف عند العلاقة مع عون، قائلاً ‘نسجّل له أنه خاصمنا بشرف وصالحنا بشرف، وما يعطي المزيد من المصداقية لمواقف العماد عون حيال الأزمة السورية أنه لم يكن في الماضي من أصدقائنا، بل على العكس كنا على خصومة شرسة معه، وبالتالي فإن مقاربته لما يجري عندنا تكتسب من هذه الزاوية أهمية خاصة، أما النائب سليمان فرنجية فشهادتي فيه مجروحة، وهو صديقي وأخي’.
وأشاد الأسد ‘بمساهمة عون وفرنجية في تعزيز البعد المشرقي للمسيحيين وتكريس ارتباطهم بنسيج هذه المنطقة’، كما أثنى على مواقف البطريرك الراعي ‘الذي يضيء الدرب’. ولم يفت الأسد الثناء على دور الأرمن في لبنان وسورية، قائلاً: ‘إذا كان الإسلام يربطنا بالأكراد، وإذا كانت الهوية العربية تربطنا بالمسيحيين، فإن الأرمن نجحوا في أن يصنعوا روابط وطيدة بالمجتمع الذي يتواجدون فيه، وأن يتحولوا الى جزء عضوي منه’. وفي معرض حديثه عن الوفاء، أشار الى أن الأرمن لم يغادروا لبنان عندما كان يمر في محنة، وهم لا يغادرون سورية برغم أزمتها’، مشيراً الى أنه يلتقي مع الوزير فرنجية في قوله ‘ إن الخيانة أصبحت وجهة نظر’.
وأوحى الأسد بأن الرئيس سعد الحريري أصبح خارج حساباته كلياً، عندما انتقده بقسوة في معرض إشارته الى أنه ‘ أبلغ القطريين والأتراك خلال فترة التواصل معهم أن الحريري غير مؤهل برأيه لتولي رئاسة الحكومة، ولكن يبقى القرار للبنانيين’.
وبالنسبة الى الواقع الميداني في سوريا، أعرب الأسد عن اطمئنانه لمسار التطورات على الأرض، مشيراً الى’ أن إستراتيجية القيادة السورية تعتمد على إبقاء دمشق والمدن الأخرى تحت سيطرة الجيش، ‘أما بعض مناطق الأرياف فنحن نتعمد إخلاءها أحياناً لضرورات تكتيكية، والأفضل أن نستنزفهم بدل أن يستنزفونا، علماً أن بمقدورنا استعادة أي منطقة متى نشاء’.
وأكد ‘أن ما يسمى ‘الجيش الحر’ قد انتهى فعلياً، ونحن نقاتل حالياً تنظيم القاعدة، وهناك مقاتلون ينتمون الى 23 جنسية اجنبية يحاربون على الأرض السورية حالياً’.
وأشار الى ‘أن كثيرين طالبونا في بداية الأزمة بحسم سريع للوضع، إلا أن المسؤول لا يستطيع أن يتعاطى مع ارضه وشعبه بهذه الطريقة، ولو تصرفنا على هذا النحو عندما كانت الصورة لا تزال ملتبسة لدى البعض، لكان من الممكن ان نخسر أصدقاء لنا، أما الآن فقد ربحنا بعض الخصوم’. وأضاف ‘على سبيل المثال، لقد تعاملنا بكثير من الحكمة مع دخول المسلحين الى مخيم اليرموك، ولا أخفيكم أن هناك من دعانا الى الحسم واستخدام القوة لإخراج المسلحين، لكننا اكتفينا بتعزيز الإجراءات حول المخيم، لحصر المسلحين في داخله، من دون إراقة الدم، ومع مرور بعض الوقت ارتفعت الصرخة من قلب المخيم ضد تواجد الإرهابيين’.
وحين تطرق الأسد الى موقع روسيا في معادلة الصراع، عَكَس ارتياحاً كبيراً الى ثبات موسكو على خيارها الإستراتيجي بدعم الدولة السورية، ‘ليس حباً بنا أو بشعبنا وليس كرمى لعيوني، وإنما لأن روسيا تعتبر أن معركة الدفاع عن دمشق هي معركة الدفاع عن موقع موسكو ومصالحها’. وإذ اعتبر أن الروس أقوى حالياً مما كان عليه الاتحاد السوفياتي في السابق، يلفت الانتباه الى ‘أن البعض يفترض أن مسار الأزمة مرتبط بما ستنتهي إليه القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين وباراك أوباما، ‘أما نحن فنقول إن سورية بصمودها وقوتها هي التي ستؤثر في هذه القمة، ولا تنتظر ان تتأثر بها، ونحن الذين سنفرض إيقاعنا عليها ولا ننتظر أن تفرض إيقاعها علينا، وكلا الرئيسين يترقب كيف ستكون الوقائع على الأرض في سورية، حتى يعرف ماذا سيفعل’.
وأكد الأسد ‘ أن سورية مرنة الى أقصى الحدود عندما تقتضي الحاجة ذلك، وربما تكون حالة وليد جنبلاط أكبر مثال، إذ وبرغم كل ما قاله بحق سورية وبحقي شخصياً عدنا واستقبلناه، لكن وفي المقابل، عندما يكون الحسم ضرورياً، فنحن قادرون، ونستطيع أن نحسم’.
وهاجم الأسد الجامعة العربية، معتبراً أنها بلا أفق، وفي الأساس أُسست لخدمة الإنكليز وهي لم تؤد دوراً عربياً إلا مرة واحدة، أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر’.
وعند تفنيد أدوار الدول الخارجية في الأزمة السورية، يرسمها الأسد كالآتي:
ـ قطر تمارس التدخل الفاضح وتنفق عليه الكثير من المال، متوقفاً في هذا السياق عند أهمية الدول التي لديها تاريخ الهوية العربية، معتبراً أن الحضارة انطلقت من بلاد الشام.
ـ السعودية تعاني من تباين داخل إدارتها، والعائلة الحاكمة انقسمت على نفسها، ولا أتوقع دوراً كبيراً للسعودية في المستقبل.
ـ الأمريكيون براغماتيون منذ بداية الأزمة ولا يذهبون الى الآخر، وهم في النهاية يمشون مع الرابح.
ـ أوروبا مرتبكة..
ـ أردوغان يراهن على الإخوان المسلمين، ومن ينتقد انفتاحنا الواسع على تركيا في المرحلة السابقة، نقول له إن هذا الانفتاح هو الذي جعل أردوغان يخسر في داخل بلده، بينما ربحنا نحن في المقابل تعاطفاً من شرائح تركية واسعة’.
وخلص الأسد الى أن المعركة طويلة جداً ‘ولا خيار لنا سوى الانتصار’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد يوسف:

    أحد السوريين من ابناء حماه الذي فقد أربعه من اهله في مجازر حماه عام 82 فال لي بعد عدة اشهر من اندلاع الثوره السوريه :بعد مجيئ بشار الاسد الى السلطه سماعنا خطابه عما يريد ان يصححه في سوريا سياسيا وأمنيا واقتصادياً تفائلنا بالخير وطوينا صفحة الالم التي تسبب لنا بها والده وعضينا على الجراح وقلنا بين بعضنا البعض .لنطوي صفحة الماضي ولنبدأ سوريا الجديده مع هذا الرئيس الشاب .النتيجه ان هذا الرئيس القادم من بلاد الغرب وهو طبيب العيون والمفترض ان يكون أكثر الناس يعرف مدى الام الجسد والروح الانسانيه .قد فاق باجرامه كل التصورات ولن اعيد واردد ما تقوله الصحافه عما يحدث في بلاد الشام نظره ومقارنه بسيطه تكشف لنا اين كانت سوريا واين اصبحت الان . وصدق المثل عندما قال :العرق دساس .

  2. يقول سعيد الشيخ:

    السنة صمام العروبة والإسلام… ولذلك تقتل أطفالهم وتشرد نساءهم وتدمر بيوتهم.. كرمى لعيون من؟ ولترضي من؟ أعتقد أنك نقتلك أهل السنةا لا تريد إرضاء سنيا ولا عربيا.. وإنما تريد الفوز بأحضان إيران… ولا عجب : “من أشبه أباه فما ظلم”.

إشترك في قائمتنا البريدية