دمشق – “القدس العربي”:
نهاية شهر أكتوبر الفائت وفي مقابلة له مع قناتي السورية والإخبارية السورية قال رئيس النظام السوري بشار الأسد أنه لن يمارس العنترية ويُرسلَ جيشه ليحارب الأمريكان شرقي سوريا، لكنه أشار للمقاومة الشعبية التي قد تتشكل ضدهم. والآن يتحدث الأسد من جديد في مقابلته مع قناة RT24 عن المقاومة ضد الأمريكان ويقول إن الوجود الأمريكي في سوريا سوف يولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وبالتالي إلى الخروج الأمريكي. يقول الأسد أيضاً: “نحن لا نفكر طبعا بصدام روسي أمريكي. هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها، نذكرهم بالعراق ونذكرهم بأفغانستان، وسوريا ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع”.
وهنا، ثمة سؤال عن طبيعة وشكل تلك المقاومة التي يُشير لها الأسد، ويهدد بها الأمريكيين. احتمالاتٌ عديدة تنطلق بدايةً من أن الأسد لن يضع جيشه في مواجهة القوات الأمريكية الضاربة وهذا منطقي جداً، ويرى عسكريون وضباطاً يتبعون للنظام السوري تواصلت معهم “القدس العربي” أن هنالك إمكانية لتشكُّل خلايا مقاومة شعبية في مرحلة ما، قوام هذه الخلايا من محاربين سابقين قاتلوا إلى جانب جيش النظام ولديهم خبرة في الضربات المباغتة وحرب العصابات والهجمات الخاطفة، “مثلاً ثمة مقاتلين حاربوا سابقاً في صفوف قوات الدفاع الوطني من أبناء مناطق الشرق والبادية السورية ولديهم خبرة في طبيعة المنطقة وخصوصيتها، ثمة أيضاً مقاتلين حاربوا ضمن جماعات متعددة ساندت القوات الحكومية في عملياتها في جبهات متعددة ولديهم أيضاً خبرات متراكمة في الأعمال الهجومية الخاطفة والحروب غير النظامية وهؤلاء يستطيعون إيلام القوات الأمريكية عندما تحين اللحظة المناسبة”.
بحسب هؤلاء العسكريين، وسائل المواجهة في حرب العصابات متعددة، قد تجد القوات الأمريكية نفسها أمام هجمات طائرات مسيّرة من نوع (الدرون) والتي يمكن تحميلها بعدة كيلو غرامات من المواد عالية الانفجار وربما لن يكون بمقدور قوات ترامب ردَّها. أما الصواريخ القصيرة المدى محلية الصنع فيمكنها أن تفتِك بالجنود الأمريكيين إذا ما أَحسَن مُشغِّلوها استخدامها، والتصدّي لهذه الصواريخ قد يكون شبه مستحيل بالنسبة للجيش الأمريكي غير القادر على التضحية بجندي واحد أمام الرأي العام والكونغرس في واشنطن.