غزة- “القدس العربي”: توسعت معركة الأسرى الإداريين ضد الاحتلال، حيث يواصل أكثر من 500 أسيv خطواتهم الاحتجاجية الجماعية، المتمثلة في مقاطعة محاكم الاحتلال “الصورية”، في وقت دخل الأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 139 يوما مرحلة “الخطر الشديد” وبات يقترب من الدخول في مرحلة “الغيبوبة”.
ولليوم الثاني على التوالي يواصل الأسرى الإداريون مقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري.
وبهذه الحظوة التي أقرت بشكل جماعي، يرفض هؤلاء الأسرى المثول أمام المحاكم الإسرائيلية، التي تصدر وتؤيد الأحكام الصادرة ضدهم، بدون أي تهم، بحجة “سرية الملف والتهم”.
وقد أكد هؤلاء الأسرى في بيان وُجّه للرأي العام، أنهم اتخذوا “موقفا وطنيا وجماعيا” يتمثل بإعلان المقاطعة الشاملة والنهائية وغير المسبوقة لكل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري، ومنها المراجعة القضائية والاستئناف.
وقالوا إنهم لن يكونوا “جزءا من هذه المسرحية التمثيلية والمستفيد منها هو الاحتلال وأجهزته الأمنية، خاصة جهاز المخابرات “الشاباك” المُقرِر الفعلي لإبقاء المعتقلين رهن هذا الاعتقال”.
وقالت إن مشروع المقاطعة الشاملة للمحاكم يبدأ بشكله الاستراتيجي والذي سَتراكِم فيه كل الجهود التي بُذِلت على مر السنوات، مؤكّدة المضي خلال الأشهر المقبلة نحو الاستعداد لـ”خوض الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام” في حال لم يستجب الاحتلال لمطالبهم العادلة والمُنسجمة مع الأعراف والقوانين الدولية.
وطالبت المواطنين في كل أماكن تواجدهم وقواهم وفصائلهم الوطنية والإسلامية والنقابات والاتحادات الطلابية والعمّالية والمهنية لـ”الاستعداد الكامل ودعم مشروعهم الوطني لصد هجمة المحتل ورفع يده المُسلَّطة عبر الاعتقال الإداري والتي باتت تستهدف أي حراك أو كلمة أو وقفة شعبية وجماهيرية تُناهض الاحتلال”، ودعت كذلك كل شعوب العالم الحرة والمؤسسات الدولية والحقوقية لنصرتهم.
إلى ذلك، قالت لجنة الأسرى الإداريين إن إقدام الاحتلال على محاولة اغتيال الأسير هشام أبو هواش يُنذر بانفجار الأوضاع ويسرع وصولنا لإضراب مفتوح عن الطعام كأسرى إداريين.
جاء ذلك، في وقت يواصل فيه الأسير هشام أبو هواش المعتقل هو الآخر إداريا، معركته ضد السجان لنيل حريته، على سرير العلاج في مشفى “آساف هروفيه” الإسرائيلي ويواجه مصيرا مجهولا، في ظل رفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطلبه بإطلاق سراحه، رغم وضعه الصحي الخطير، وقال شقيقه عماد، إن هشام لم يستفق منذ فجر السبت، محذرا من أن الأمر ينذر بدخوله في “غيبوبة”، ما يؤثر على حياته.
من جهته أكد المحامي جواد بولس، أنه استنادا على تقرير طبي صادر عن أطباء لحقوق الإنسان، فإن الأسير أبو هواش، يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأنّه في حالة حرجة للغاية، لافتا إلى أن الأطباء أرفقوا ملاحظات أساسية ومهمة في التقرير تتمثل برفض الطاقم الطبي في المستشفى تزويدهم بمعلومات عن الوضع الصحي لهشام.
وقال نادي الأسير في بيان له إن سلطات الاحتلال “تنفذ جريمة بحقّه، مع استمرارها في تعنتها ورفضها الاستجابة لمطلبه والمتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي”.
كما حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من خطورة الوضع الصحي للأسير أبو هواش، مؤكدة أنه دخل “مرحلة الخطر الشديد” نتيجة إضرابه عن الطعام.
وأشار إلى أن صحته تتراجع بشكل ملحوظ، خاصة أنه يدخل في حالة فقدان للوعي بشكل متقطع، في ظل تحذيرات واضحة من قبل الأطباء بأنه قد يدخل في مرحلة حرجة في أي وقت، وأشار إلى أن أبو هواش فقد قدرته على الحركة، ويُعاني حاليا من صعوبة بالغة في الكلام.
وكان وفد طبي من وزارة الصحة أكد الخميس أن الحالة الصحية للأسير هواش حرجة للغاية، وأن الأسوأ ربما يحدث في أي لحظة.
وأوضح الوفد أن أبو هواش يعاني من ضبابية في الرؤية وعدم قدرة على الحديث، وضمور شديد في العضلات، وعدم مقدرة على الحركة، في حين قلَّت قدرته على إدراك ما يدور حوله، لافتا إلى أنه حاول الحصول على الفحوصات الطبية التي أجريت للأسير.
وقال: “تمكنا من الاطلاع على آخر الفحوصات وكانت في 16 ديسمبر، حيث تبين وجود نقص في ملح البوتاسيوم وارتفاع في أنزيمات الكبد”، وتابع: “لم تجر له أي فحوصات أخرى منذ ذلك التاريخ”.
كذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت سابق إن الأسير أبو هواش المضرب بات في “حالة حرجة”.
وأضافت في بيان لها “من منظور طبي، فإن أبو هواش في حالة حرجة وهو بحاجة إلى متابعة طبية مختصة”.
كان الله في عون الأسيرات والأسرى (الأطفال منهم والنساء) الفلسطينيين الأبرياء العزل المساكين