غزة – “القدس العربي”:
تبقى أسيران فلسطينيان، يخوضان “معركة الأمعاء الخاوية”، وعيونهم ترقب الانتصار الذي حققه زملاؤهم، وآخرهم كايد الفسفوس، أقدم المضربين، الذي حقق انتصارا على السجان الإسرائيلي، وانتزع منه قرارا بالإفراج عنه بعد أقل من شهر، دون تمديد اعتقاله من جديد، ليسجل الانتصار الثاني خلال أقل من 24 ساعة.
ولا يزال الأسيران المعتقلان إداريا هشام أبو هواش المضرب منذ 99 يوما، ولؤي الأشقر المضرب منذ 44 يوما، يواصلان معركة الإضراب، طلبا للحرية، رغم تدهور وضعهما الصحي.
ويعاني الأسير أبو هواش (39 عاما) من دورا بالخليل من ضعف شديد، وأوجاع في كافة أنحاء الجسد وصعوبة في الحركة، وفقدان متكرر للوعي، كما يعاني من التقيؤ بشكل مستمر، حيث وصل وزنه إلى 50 كغم.
وإسنادا للأسرى المضربين تنظم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقفات احتجاجية يشارك فيها أهالي المعتقلين ومسؤولو الفصائل، وممثلون عن مؤسسات الأسرى والمجتمع المدني، ترفع خلالها صور المضربين عن الطعام، ولافتات تنادي يتدخل دولي لإنقاذ الأسرى من السياسات العقابية التي تنفذها سلطات الاحتلال.
وذكرت عائلة الفسفوس أن نجلها سيبقى محتجزا في المستشفى وسيبقى اعتقاله الإداري مجمدا إلى حين الإفراج عنه، وعبرت والدته فوزية الفسفوس، عن سعادتها بانتصار نجلها وقالت “انتظرنا هذه اللحظة منذ مدة طويلة، وكنا على يقين بأنه سينتصر عاجلاً أم آجلاً، وأيضاً بصموده وعزيمته وإرادته التي لا تلين تمكن من الانتصار على السجان بعد معركة صعبة ذاق فيها العذاب والآلام، وحقق الوعد الذي قطعه على نفسه”.
وأضافت وهي تتحدث عن معركة الإضراب “كنت عندما أعود من زيارته أصاب برعاش شديد، لم أكن أتمكن من النوم، حالته كانت مقلقة جداً، حيث كان يتألم من كافة أنحاء جسده، ولكن في النهاية تمكن من هزيمة السجان”.
والأسير الفسفوس (31 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، اعتقل بتاريخ 20 من شهر أكتوبر الماضي، وهو أسير سابق اعتقل عدة مرات، ومتزوج وأب لطفلة.
وقبل ساعات قليلة من انتزاع الفسفوس هذا الانتصار، كان الأسير عياد الهريمي علّق إضرابه المفتوح عن الطّعام بعد اتفاق مع سلطات الاحتلال يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، بحيث يفرج عنه بتاريخ 4 مارس 2022.
وأوضح نادي الأسير في بيانه، أن الهريمي خاض إضراباً استمرّ لنحو شهرين، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، ووصل مؤخراً لوضع صحّي صعب، لا سيما وأنه امتنع عن تناول المدعّمات، إذ عانى من آلام في جميع أنحاء جسمه، إضافة إلى عدم استطاعته الوقوف على قدميه، ومعاناته من عدم وضوح بالرؤية وتقيؤ بشكل مستمر.
يشار إلى أنّ الهريمي (28 عاماً)، من بيت لحم، ويقبع في سجن عيادة الرملة، ومعتقل إدارياً منذ شهر نيسان/ أبريل 2021، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال المتكرر، وأعاد الاحتلال اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة، وكان قد أضرب سابقاً ضد اعتقاله الإداريّ، ففي عام 2016 خاض إضراباً استمر لمدة 45 يوماً، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو تسع سنوات.