غزة- “القدس العربي”:
قال نادي الأسير الفلسطيني، إن الأسيرين المضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهما الإداري، ماهر الأخرس (49 عاماً)، وعبد الرحمن شعيبات (30 عاماً) يواجهان أوضاعاً صحية صعبة وخطيرة، في وقت طالب فيه مركز يهتم بأوضاع الأسرى، بتدخل عاجل لإنقاذ حياة المرضى منهم، بعدما كشفت نتائج تشريح جثمان الأسير الشهيد داود الخطيب، أن إدارة السجن ماطلت لوقت طويل في التدخل وعمل اللازم لإنقاذ حياته.
وأوضح نادي الأسير في بيان له، أن الأسير الأخرس المضرب عن الطعام منذ 47 يوماً، ونُقل مؤخراً إلى إحدى المستشفيات التابعة للاحتلال، وذلك بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي، لافتاً إلى أنه وبجانب معركة الإضراب، فإن الأخرس يخوض معركة أخرى متمثلة برفضه أخذ المدعمات، علماً أنه معتقل إدارياً منذ شهر تموز الماضي.
كما أن الأسير شعيبات المضرب عن الطعام منذ 23 يوماً، صعّد من إضرابه بالتوقف عن شرب الماء بعد نقله مؤخراً إلى زنازين سجن “ايشل” وذلك وفقاً لعائلته، التي أكدت أن نجلها يعاني من صعوبة كبيرة في الحركة والكلام.
يذكر أن الأخرس من جنين وهو أب لستة أبناء وأسير سابق، والأسير شعيبات من بيت لحم وهو أسير سابق.
والأسبوع الماضي، فك أسيران إضرابهما عن الطعام بعد شهر، بعدما حصلا على قرار بعدم تمديد اعتقالهما الاداري مرة أخرى.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في هذه الأوقات ظروفا صعبة داخل سجون الاحتلال، خاصة بعد الكشف عن إصابة الكثير منهم بفيروس “كورونا” وفي ظل عدم قيام سلطات الاحتلال باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقايتهم، حيث لا زالوا يقبعون في زنازين ضيقة تفتقر لكل مقومات الحياة، كما أنهم محرومون من الحصول على مواد التعقيم.
إلى ذلك، تواصلت الفعاليات المساندة للأسرى، بناء على الدعوات التي أطلقتها المؤسسات التي تعنى بأوضاعهم، ونظمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فعالية في مدينة الخليل بمشاركة العديد من الجهات الشعبية والأهلية والتنظيمية.
وأوضح مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، أن إدارة سجون الاحتلال تستفرد بالحركة الأسيرة في ظل ارتفاع وتيرة المصابين بفيروس “كورونا”، ودعا كافة فعاليات محافظات الوطن لإيصال صوت الأسرى الذين يعانون من هذا المرض.
وأشار إلى اقتحام إدارة السجون لغرف الأسرى، وتنفيذ عمليات تنكيل وقمع متواصلة، ما تسبب بازدياد أعداد الإصابات في ظل وجود ما يقارب 24 إصابة حتى الآن بفيروس كورونا.
وكانت هيئة الأسرى والمحررين، أعلنت الخميس، أن نتائج تشريح جثمان الأسير الشهيد داود الخطيب، أكدت أن سبب الوفاة نتج عن قصور حاد في عمل عضلة القلب، نتيجة اعتلال في العضلة، وأمراض في الشرايين التاجية.
وأكدت محامي الهيئة كريم عجوة، انتهاء تشريح جثمان الشهيد الأسير الخطيب في معهد الطب العدلي “أبو كبير” بالقدس المحتلة، وذلك بحضور الطبيب الشرعي الفلسطيني والمنتدب من وزارة العدل أشرف القاضي.
واستشهد الأسير الخطيب، من مدينة بيت لحم، في سجن “عوفر” الاحتلالي، يوم الثاني من الشهر الجاري، بعد تعرضه لجلطة قلبية حادة خلال تأديته للصلاة، وقد ماطلت إدارة السجن لوقت طويل في التدخل وعمل اللازم لإنقاذ حياته وتقديم الرعاية الصحية له.
يشار إلى أن الشهيد الخطيب، معتقل منذ أبريل 2002، ومحكوم بالسجن 18 عاما و8 أشهر، وتبقّى من محكوميته أربعة أشهر.
من جهته طالب مركز الأسرى للدراسات المؤسسات الحقوقية والدولية بالضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية.
وقال مدير المركز رأفت حمدونة في تصريح صحفي، إن “دولة الاحتلال اتبعت سياسة الاستهتار الطبي بحق الأسرى وخاصة مع ذوي الأمراض المزمنة، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية، الأمر المخالف للمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأكد حمدونة أن السكوت على جريمة استشهاد الخطيب “سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة التي وصلت لـ225 شهيدا منذ عام 1967، محذراً من سياسة الاستهتار الطبي في السجون”، وطالب بأهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية بإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك، وطالب بتدخل للتعرف على أسباب وفاة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبعد خروجهم من الأسر والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى ويجب التخلص منه تحت كل اعتبار”.
كما طالب المؤسسات الدولية العاملة في مجال الصحة بإنقاذ حياة الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية واللذين وصل عددهم إلى قرابة (700) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة، منهم 300 أسير يعاني من أمراض مزمنة كالقلب والسرطان والفشل الكلوي والربو والسكر والضغط وأمراض أخرى.
وأكد أن هنالك خطورة على الأسرى المرضى في “مستشفى سجن الرملة” كونهم بحالة صحية متردية، ويعانون من الاستهتار الطبي وعدم توفير الرعاية والعناية الصحية والأدوية اللازمة والفحوصات الطبية الدورية لهم، الأمر الذي يخلف المزيد من الضحايا في حال استمرار الاحتلال في سياسته دون ضغوطات دولية جدية من أجل انقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.