غزة- “القدس العربي”: بالرغم من تدهور وضعه الصحي، بشكل خطير، يواصل الأسير هشام أبو هواش، “معركة الامعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ125 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، فيما صعد الأسرى من خطواتهم الاحتجاجية رفضا لما قامت به إدارة سجون الاحتلال، من اعتداءات طالت ممثلات الأسيرات في سجن “الدامون”.
وقال الناطق الاعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن الأسير أبو هواش (40 عاما) ما يزال محتجزا في عيادة سجن “الرملة”، لافتا إلى وجود خطر حقيقي على حياته جراء نقص كمية السوائل والأملاح في جسمه، إضافة لنقص حاد في وزنه والإعياء والإجهاد الشديدين.
وأكد أنه لا يقوى على الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، ويعاني من دوخان، محذرا من خشية تعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة قد تؤدي لاستشهاده، أو إصابة جهازه العصبي بسبب تضرر وظائف أعضائه الحيوية، كالقلب والكبد، والكلى والرئتين، ولفت إلى أن محاكم الاحتلال تواصل تعنتها ورفضها الاستجابة لمطلب الأسير بإنهاء اعتقاله الإداري، بل أصدرت قبل نحو أسبوع قرارا بتثبيت اعتقاله لمدة 4 أشهر.
هيئة الأسرى حذرت من تعرضه لـ”انتكاسة صحية”
ويتفاقم وضع هذا الأسير يومًا بعد يوم، حيث يرفض الاحتلال حتّى اليوم نقله إلى مستشفى مدني، رغم ما تؤكده التقارير الطبية من خطورة وضعه الصحيّ.
وأكد نادي الأسير أنّ أجهزة الاحتلال بمختلف مستوياتها “تنفذ جريمة بحقّه وبأدوات وسياسات مختلفة”، لافتًا إلى أن محاكم الاحتلال وبشكلٍ أساس مارست دورًا مضاعفًا في عملية التنكيل بالمعتقل أبو هواش، وذلك من خلال سلسلة قرارات صدرت عنها منذ إصدار الأمر الإداريّ بحقّه خلال فترة إضرابه، كان آخرها قرار يقضي بتثبيت أمر اعتقاله الإداري وذلك لمدة أربعة شهور.
يشار إلى أنه في الأول من الشهر الجاري، عُقدت جلسة جديدة في محكمة الاستئنافات العسكرية، ورفضت البت في قضيته، وفي السادس من ذات الشهر عُقدت له جلسة أخرى في المحكمة العليا للاحتلال، وكذلك قررت عدم البت في قضيته.
وفي الثامن من الشهر عُقدت مجددًا له جلسة في محكمة الاستئنافات العسكرية، وأصدرت قرارًا في اليوم التالي أي في التاسع من كانون الأول يتمثل بعدم البت في القضية وإرجاء إصدار القرار، كما عقدت يوم العاشر من ذات الشهر محكمة أخرى وقررت إرجاء البت في القضية، وفي نفس اليوم وبعد أن نقلته من سجن “الرملة” إلى مستشفى “أساف هروفيه” أعادته مجددًا للسجن رغم وضعه الصحيّ الصعب، والخطير.
وفي الثاني عشر من هذا الشهر أصدرت محكمة الاستئنافات العسكرية قرارًا يتمثل برفض الاستئناف وتثبيت أمر اعتقاله الإداريّ لمدة أربعة شهور.
يُشار إلى أنّ الأسير أبو هواش معتقل منذ يوم 27 أكتوبر 2020، وصدر بحقّه منذ اعتقاله ثلاثة أوامر اعتقال إداريّ، واحد بينهم صدر بعد اليوم الـ70 من إضرابه الحالي، يذكر أنّه أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات، متزوج وأب لخمسة أطفال.
يذكر أنّه وفي إطار ما يواجهه المعتقلون الإداريون في سجون الاحتلال، فإنهم بصدد بلورة موقف جماعي لمقاطعة محاكم الاحتلال، حيث شرع خمسة منهم في خطوة المقاطعة، علمًا أن عدد المعتقلين الإداريين نحو 500.
والاعتقال الإداري لا تقدم خلاله سلطات الاحتلال أي اتهامات للأسير، وتزعم أن التهمة سرية، لذلك يجري إصدار أمر الاعتقال ويجري في أغلب الأوقات تمديده.
ويلجأ الأسرى لخوض “معارك الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتد بعضها لأشهر طويلة، إلى عمليات قمع من الاحتلال وعزل انفرادي.
وفي السياق، أكد مكتب إعلام الأسرى، أن حالة من التوتر الشديد تسود سجون الاحتلال الإسرائيلي، عقب الهجمة الممنهجة من قبل إدارة مصلحة السجون ضد الأسيرات الفلسطينيات.
وأوضح في بيان له، أن الأسرى في السجون ارتدوا زي السجن تعبيرًا منهم عن استعدادهم لأي طارئ قد يحدث ضد الأسيرات لتصعيد المواجهة مع السجان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الأسرى يرفضون الخروج للفحص الأمني، وعدم استجابتهم للتشخيص أثناء العد اليومي، مشددًا على أن الأوضاع لو بقيت على حالها حتى مساء اليوم فإن الأسرى سيتخذون خطوة تصعيديه أخرى سيعلن عنها في حينها.
وكان الأسرى شرعوا منذ ليل الخميس الماضي في عدة خطوات احتجاجية، وهددوا إدارة السجن في حال عدم إنهاء عزل الأسيرتين شروق دويات ومرح باكير، سيخرج ممثلو التنظيمات من أقسامهم إلى الزنازين، وعلى الإدارة أن تتحمل مسؤولية ما قد يحصل لاحقًا.
يشار إلى أن سلطات السجون قامت الخميس الماضي بعزل الأسيرتين وهم ممثلات الأسيرات في سجن “الدامون”، على خلفية رفضهما للإجراءات الظالمة بحق الأسيرات، ومنذ ذلك الوقت يشهد سجن “الدامون” حالة من التوتر والاحتقان على خلفية إقدام الإدارة على إجراء تنقلات في صفوف الأسيرات.
وقالت لجنة أهالي الأسرى المقدسيين إن إدارة السجن تمنع منذ ثلاثة أيام لقاءات المحامين مع الأسيرات، فيما كشف عن تعرض إحدى الأسيرات للاعتداء على يد قوة “النحشون” التابعة لسجون الاحتلال خلال توجهها للمحكمة.
وأدان نادي الأسير عملية الاعتداء التي قال إنها “تُشكل مؤشرا خطيرا على مصير الأسيرات اللواتي يواجهن عمليات تنكيل يومية ممنهجة، ومنها عمليات النقل المتكررة”، عدا عن الظروف الاعتقالية القاسية التي تفرض عليهن، والتي تبدأ منذ لحظة الاعتقال الأولى.
يذكر أن الأسيرة الجريحة دويات معتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسّجن لمدة 16 عامًا، والأسيرة الجريحة باكير معتقلة كذلك منذ عام 2015، ومحكومة بالسّجن لمدة ثماني سنوات ونصف.
وإسنادا للأسرى المضربين تنفذ العديد من الفعاليات الإسنادية، أمام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قنبلة الأسرى الفلسطينيين الذين يعدون بالآلاف لابد يوما ستنفجر في وجه المحتل الغاصب للأرض الفلسطينية