الأسير المضرب عواودة يواجه خطر “الموت المفاجئ”.. و”الجهاد الإسلامي”: ستكون بداية تصعيد

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة– “القدس العربي”:

رغم تردي الوضع الصحي للأسير خليل عواودة، المستمر في معركة الإضراب عن الطعام لليوم الـ 142 على التوالي، إلا أن سلطات الاحتلال لا تزال ترفض مطالبه بإنهاء اعتقاله الاداري، وهو ما دفع بحركة “الجهاد الإسلامي” لتحذير الاحتلال بـ “التصعيد”.

ويواصل الأسير عواودة “معركة الأمعاء الخاوية” رفضًا لاعتقاله الإداريّ، رغم التحذيرات المتواصلة بإمكانية إصابته بأذى يفضي لاستشهاده، بسبب طول مدة الإضراب.

وكان عواودة استأنف قبل شهر إضرابه عن الطعام من جديد، بعد أن علّقه لأيام قليلة، حيث كان قد خاض وقتها إضرابا لمدة 111 يوما، بناء على وعد إسرائيل بإنهاء اعتقاله، لكن الاحتلال نكث بالوعد الذي قطعه.

وقام الاحتلال، بعد نكثه بالوعد، بتجديد الاعتقال الإداري له لمدة 4 أشهر لهذا الأسير، رغم أن عواودة يعاني من هزال واضح وصعوبة في الكلام، كما يشتكي من آلام حادة في مختلف أنحاء جسده ويتقيأ بشكل مستمر، عدا عن فقدانه الكثير من وزنه وتنقله على كرسي متحرك.

ودعما لهذا الأسير نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، شارك فيها أهالي الأسرى وممثلو هيئات حقوقية وقادة الفصائل الفلسطينية.

وحمل المشاركون صورا لعواودة ولافتات تنادي بتدخل الجهات الدولية ذات العلاقة، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إلزام سلطات الاحتلال بإطلاق سراحه.

وخلال الوقفة قال خضر حبيب، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، منذراً الاحتلال “أي ضرر يقع على الأسرى سيدفع العدو الثمن غالياً وسيكون بداية تصعيد”.

واتهم حبيب سلطات الاحتلال، بأن لديها “نية مبيتة” لإعدام الأسير المضرب خليل عواودة، من خلال إهماله طبيا، وعدم الاستجابة لمطالبه بإنهاء اعتقاله الإداري.

وأكد حبيب أن التلكؤ في الإفراج عن الأسير عواودة “يعد جريمة يريد العدو ارتكابها لتضاف لسلسة الجرائم بحق شعبنا والحركة الأسيرة”، وأضاف منذرا “في حال استشهد عواودة، يعني أن العدو الصهيوني أعدمه بدم بارد، وسيحاسب عليها العدو المجرم”.

وانتقد الشيخ حبيب صمت العالم وعجز المؤسسات الدولية، في ظل ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من عذابات.

وأكد في ذات الوقت أن المقاومة الفلسطينية “ستنجز صفقة تبادل مشرفة للأسرى، وسيتم الإفراج عن الأسرى القابعين في السجون”.

والجدير ذكره أن نادي الأسير كان قد أكد، في بيان له، أن الأسير عواودة يواجه الموت، في ظل ظروف صحية صعبة تتفاقم مع مرور الوقت.

وكانت دلال عواودة، زوجة الأسير خليل عواودة، أطلقت نداءً عاجلاً لإنقاذه، وقد حذرت من استشهاده، مع استمرار إضرابه ورفضه العلاج وتلقي المدعمات بسبب رفض الاحتلال الاستجابة لمطالبه.

وقالت زوجته إن زوجها نقل، يوم الأربعاء الماضي، عاجلاً من “سجن الرملة”، إلى “مستشفى أساف هروفيه”، بعد تدهور حالته الصحية، حيث كان بحالة صحية صعبة، ومع ذلك أعادته إدارة سجون الاحتلال إلى “سجن الرملة”، لافتة إلى أن الاحتلال يساومه على فك إضرابه وتلقي المدعمات والعلاج من أجل إبقائه بالمستشفى.

وأكدت أن زوجها يرفض ذلك قبل تحقيق مطالبه، في مقابل إهمال الاحتلال لمطالبه.

والجدير ذكره أن المشفى الإسرائيلي، الذي ينقل إليه عواودة للعلاج، كان قد أصدر تقريراً طبياً حذر فيه من إمكانية “الموت المفاجئ” لهذا الأسير، بسبب حالة الإعياء التي يعاني منها.

ورغم التقرير الطبي، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض إطلاق سراحه، ما يدفع باتجاه وجود نية للاحتلال للتخلص منه.

ولم يتلق هذا الأسير سوى بعض المدعمات الغذائية، عندما علّق إضرابه لأيام قليلة قبل شهر، فيما تواصل حالته الصحية التدهور يوما بعد يوم.

وإسنادا لمعركة الأسير عواودة، قام عشرات الأسرى بتنفيذ إضرابات تضامنية، توقفوا خلالها عن تناول الطعام، رغم تعرضهم لعمليات قمع وعزل من قبل سلطات الاحتلال.

يشار إلى أن زميله الأسير رائد ريان، من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس، علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، الذي استمر لـ113 يومًا، يوم الخميس، بعدما حقق انتصارا انتزع فيه قرار من السجان الإسرائيلي، بعدم تمديد اعتقاله الإداري من جديد.

والاعتقال الإداري يتم بدون تهمة، ويتذرع الاحتلال وإدارات المعتقلات بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التُهمة الموجهة إليه، وغالبًا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية، وتصل أحيانًا إلى سنة كاملة.

وفي سياق الحديث عن معاناة الأسرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسير محمد صفران (45 عاما) من مدينة رام الله، لا يزال يواجه أوضاعا اعتقالية وحياتية قاسية للغاية داخل عزل “معتقل شطة”، منذ تسعة أشهر، إضافة إلى معاناته من موضوع الحجز على حسابه بـ”الكانتينا”.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها، أن قرار الحجز على أموال “الكانتينا” الخاصة بالأسير صفران، جاء بذريعة أنه يدين لدولة الاحتلال بمبالغ مالية متراكمة، وسلطات الاحتلال ترفض السماح لعائلته بوضع مبلغ من المال في حسابه ليعيش منه.

وأوضحت أنه، رفضا لهذا القرار، قرر الأسير خوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما يعانيه، لكنه علّقه بعد عدة أيام بعد تدهور طرأ على حالته الصحية، وخسر الكثير من وزنه وبدأ يعاني من التهابات حادة بالكلى ومن مشاكل بالدم والبول.

وأشارت الهيئة إلى أن الأسير بحاجة ماسة لمبلغ “الكانتينا” ليستطيع العيش بكرامة داخل السجن وشراء الأمور الأساسية كالمنظفات والطعام، لا سيما أن وجبات الطعام التي تقدمها إدارة المعتقل له وجبات غير مطهوة، ومؤخرا بات يشتكي من ظهور بثور على جلده، بسبب عدم امتلاكه “شامبو” للاستحمام.

إلى ذلك، فقد أعلن نادي الأسير أن نتائج الفحوصات الطبيّة الخاصّة بالمعتقل شادي غوادرة (34 عامًا)، من بلدة بير الباشا في جنين، بينت أنه غير مصاب بورم سرطاني، وإنما يعاني من التهابات في الرئة والمعدة، نتيجة لآثار الإصابة التي تعرض لها أثناء اعتقاله.

وأوضح أن غوادرة، الذي تعرض لإهمال طبيّ متعمد على مدار سنوات اعتقاله، عانى مؤخرًا من تفاقم في وضعه الصحيّ، وبعد فحوص أولية أُجريت له في حزيران الماضي، والتي تمت بعد مطالبات عديدة؛  كشفت في حينه عن وجود ورم لم تحدد طبيعته، إلى أن أجريت له مؤخرًا فحوص طبية أخرى، بينت أنّه غير مصاب بورم سرطانيّ، لافتا إلى أن هذا الأسير بحاجة إلى متابعة صحية وفحوص دورية لمراقبة وضعه الصحيّ، خاصة أنّ العشرات من المعتقلين الذين عانوا في البداية من مشاكل صحية وكانوا بحاجة لمتابعة تفاقم وضعهم الصحي، جرّاء سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، حتّى تحوّلت مشاكلهم الصحية إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها، ومنهم من استشهد بعد سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية