الرباط –« القدس العربي»: قال مسؤول قضائي مغربي إن الأجهزة الأمنية المغربية تمكنت من اقتفاء أثر بعض المغاربة العائدين إلى بلادهم من الذين كانوا ضمن صفوف التنظيم الإهابي «داعش» بعد الهزائم التي لحقت به، وضبطتهم وقدمتهم للعدالة.
وأوضح الحسن الداكي، الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الرباط في تقديمه الإحصائيات المتعلقة بنشاط النيابة العامة لدى هذه المحكمة والنيابات العامة لدى المحاكم الابتدائية التابعة لها ومقارنتها مع سنة 2017، أن العديد من الذين ضبطوا عدلوا عن الالتحاق ببؤر التوتر كالمنطقة السورية والعراقية بسبب إيقاف بعضهم وتشديد المراقبة على الحدود، مما مكن من مواجهة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والإسهام بشكل ملحوظ في تسجيل انخفاض في عدد قضايا الإرهاب خلال 2018 مقارنة مع سنة 2017 .
وأوضح الداكي أن عدد المحاضر المسجلة سنة 2018 بلغ 120 محضراً قدم بموجبها أمام النيابة 215 شخصاً، فيما سجل سنة 2017 ما مجموعه 161 محضراً قدم بموجبها 239 شخصاً، بنسبة انخفاض في عدد المحاضر بلغت 34,16 في المئة و 10 في المئة في عدد الأشخاص المقدمين.
وبلغ الرائج أمام قضاء التحقيق خلال سنة 2018 ما مجموعه 175 ملفاً أنجز منها 149 ملفاً، أي بنسبة 85,14 في المئة، مقابل 181 ملفاً سنة 2017 أنجز منها 145 ملفاً، أي بنسبة 80 في المئة، مسجلاً بذلك ارتفاعاً في نسبة الإنجاز بمعدل 6,4 في المئة. من جهة أخرى، مثل أول أمس الإثنين، السويسري “كيفن زولير جيرفوس”، الملقب بـ”عبد الله”، الذي اعتقل للاشتباه في علاقته بالمتورطين في جريمة «شمهروش»، والتي راح ضحيتها سائحتان أوروبيتان قرب مدينة مراكش قبل شهر ونصف، أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بسلا.
وأفادت مصادر مطلعة أن التحقيق مع المواطن السويسري استمر حوالي الساعة والنصف، استمع فيها القاضي للمتهم، هذا الأخير الذي وضح علاقته بمنفذي الجريمة البشعة، وأن “كيفن” أو “عبد الله”، حضر إلى المحكمة وهو يرتدي قميص فريق رياضي مغربي وأخبر قاضي التحقيق بتفاصيل اعتناقه للدين الإسلامي، واستقراره في المغرب، وعلاقته بمنفذي الجريمة.
وقال موقع «اليوم 24» إن كيفن نفى أن يكون قد درب منفذي جريمة «شمهروش» على القتال، كما ورد على لسانهم في محاضر الشرطة القضائية، مؤكداً أن علاقته بهم قطعت قبل سنة ونصف تقريباً بعد اكتشافه للأفكار المتطرفة والمغلوطة التي يحملونها للدين الإسلامي، وأنه اختار الزواج والاستقرار في المغرب بعد أن قطع علاقته بمنفذي جريمة «شمهروش»، نافياً وبشكل قطعي معرفته بتدبيرهم للجريمة والتخطيط لها. وقال “عبد الله” إنه دخل الدين الإسلامي وتعرف على إمام المسجد الذي يشتبه في أنه حرض «مجموعة شمهروش» على العنف، وكان يتعلم على يده تعاليم الدين الإسلامي، غير أنه يقول: «سرعان ما فطن لمغالاته وقطع علاقته به كلياً، وأيضاً بباقي أفراد المجموعة».
ونفى ما تردد عن تخطيطه لسرقة محل مجوهرات في سويسرا لتمويل جهاديين في سوريا: «لم أخطط ولا فكرت نهائياً في هذا الموضوع».