مدريد- “القدس العربي”: قال الأمير هشام العلوي ابن عم العاهل المغربي محمد السادس إن دولا استعملت الأموال الطائلة لإفشال الربيع العربي خوفا من الإصلاح، واعتبر أن كل إنسان ديمقراطي ويؤمن بحقوق الإنسان كان عليه التنديد بجريمة قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
واستعرض الأمير هشام، في حوار مطول مع قناة “بي بي سي” العربية، مساء الإثنين، مسار حياته سياسيا وفكريا وعلاقته بالملك الراحل الحسن الثاني الذي كان عمه والملك محمد السادس علاوة على العائلات الملكية العربية.
وفي رد على سؤال حول توجيه انتقادات قوية إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن جريمة خاشقجي، بينما تجمعه علاقات متينة مع العائلة الملكية السعودية، قال: “نعم تجمعني علاقة متينة مع العائلة الملكية بل وقدمت استشارات في ملفات إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمراء، لكن الإنسان الديمقراطي والمتشعب بحقوق الإنسان عليه التنديد بهذه الجريمة”. وتابع ” أن يقطع شخص بالمنشار ثم يتم تذويبه أو الإلقاء بجثته وعدم قول أي شيء.. لا يمكن”.
وفيما يتعلق بالربيع العربي، ألقى الضوء على دور بعض الدول العربية التي مولت الثورات المضادة بالمال مثل الدول الخليجية، وفسر ابتعاده عن أصدقائه من الأمراء العرب بالقول إن الربيع العربي كان مرحلة الحسم والفوز، إما الوقوف الى جانب مطالب الشعوب أو مناهضتها، وكانت مصلحة الدول الخليجية مع الاستمرارية دون إصلاح، ولهذا فضل الابتعاد عن الذين عارضوا الربيع العربي مع الإبقاء على العلاقات الإنسانية فقط.
وتناول الحوار الذي دام قرابة ساعة، وأجرته معه الصحافية اللبنانية جزيل الخوري، قضايا أخرى ومنها المغرب. وكشف في هذا الصدد عن العلاقة القوية التي جمعته بالملك محمد السادس في مراحل الطفولة والشباب حتى سنة 1994. وأشار إلى أنه وبعد وفاة الملك الحسن الثاني، أبلغ من باب المسؤولية التاريخية ابن عمه الذي أصبح ملكا بضرورة الإصلاح السياسي والقطيعة مع السلطة التقليدية المعروفة في المغرب بالمخزن”.
وتأسف لكون أغلبية السياسيين والمفكرين صفقوا للإستمرارية على حساب الإصلاح وهو ما يفسر لماذا يعيش المغرب الآن مأزقا حقيقيا سواء سياسيا أو اجتماعيا. وسخر من ثقافة التآمر والاتهامات التي عملت جهات على الترويج لها ضد المطالبين بالإصلاح السياسي من سياسيين وحقوقيين وصحافيين.
ورأى في الدستور المغربي الذي جاء خلال الربيع العربي تقدما في بعض الجوانب لكن لم يتم استغلالها، كما أشار إلى أنه وقع تحايل دستوري من طرف مؤسسة المخزن، ومن ضمن الأمثلة “يشهد المغرب انتخابات شفافة ولكن في العمق مزورة هيكليا. كل من استلم الحكومة سيبقى في موقف هش ولن يستطيع دفع التغيير”. ووقف على الحراك الشعبي في المدن الصغيرة والهامش مثل الريف، لكنه أصر على نوعية الحلول التي يجب أن تكون وطنية.
رجل مثقف و شجاع و منحاز إلى حقوق الشعوب في التغيير الإيجابي من خلال الإصلاح
يحسب له بشدة انه تنازل عن الكثير من المميزات بل سمعت مؤخراً انه تنازل حتى عن لقبه ( كأمير) ليخاطب بدون سموه و طال عمره إلى آخر هذه الألقاب المصطنعة. و كان بإمكانه ان يعيش مع كل الميزات الكبرى اىتي يمنحها له لقبه، الا أنه آثر أن ينحاز إلى الإنسانية و حقوق الإنسان المهضومة بشدة في منطقتنا.
للاسف .. امثال هؤلاء لا يسمح لهم بالوصول الى الحكم
تحية اعزاز وتقدير الى الامير وان تنازل عن اللقب- هشام العلوي