الرباط- «القدس العربي» : قيل إن المناسبة شرط، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، لا يسقط القذائف الكلامية من غير مناسبة، وكان المؤتمر الذي عقدته نقابة «الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب» المحسوبة على الحزب الإسلامي المعارض، فرصة ليهاجم زعيماً نقابياً يرأس إحدى المركزيات وهي «الاتحاد المغربي للشغل».
لم يتردد القيادي الإسلامي لحظة واحدة في اتهام الزعيم النقابي دون ذكر اسمه، بكونه تلقى المال من أجل «التشفي» في هزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أفرزت حكومة عزيز أخنوش.
وحسب بن كيران، فإن «العدالة والتنمية» ونقابة «الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب»، طريقة اشتغالهما تضايق بعض الجهات، ومنهم من أصبح يرغب في دخول الحزب في صراع دائم من أجل «الابتزاز»، وفق تعبيره.
بن كيران في خروجه السياسي الجديد ومن منبر نقابة حزبه، استرجع دعوة «الاتحاد المغربي للشغل» مناضليه بالتصويت ضد «العدالة والتنمية»، واعتبر حينها الميلودي موخاريق الزعيم النقابي، ذلك تصويتاً عقابياً له ما يبرره.
مسألة الحياد التي لم يحافظ عليها موخاريق في نقابته خلال الانتخابات، كانت موضوع غمز من طرف بن كيران الذي لمح إلى «قطعة من الكعكة» التي كانت سبباً في موقف الزعيم النقابي المذكور.
وعلى حد القيادي الإسلامي، «فإن زعيماً نقابياً في المغرب، يظن أنه أكبر زعيم نقابي، يهيمن على أكبر نقابة، يخرج ليقول نحن الذين ساعدنا على إسقاط حزب العدالة والتنمية، ويطالب بذلك بحظه وحقه من الكعكة».
وبدت نبرة الاستياء واضحة في كلام بن كيران الذي خصص حيزاً وافياً في كلمته للأمين العام لنقابة «الاتحاد المغربي للشغل»، حين خاطبه بقوله «إن العلاقات الودية التي كانت تجمعنا كانت تفرض عليك ألا تقول مثل هذا الكلام». وصعّد من لهجته في السياق نفسه وفي الوجهة ذاتها، ليسأل الزعيم النقابي «أخبرنا كم أعطوك مقابل الخدمة التي أديتها»، ويقصد التشفي في هزيمة حزب «العدالة والتنمية» بل المجاهرة بالمساهمة في ذلك.
ويبدو أن الأمين العام لـ «العدالة والتنمية» انتظر طويلاً حتى يجمع الكلام المناسب ليرد على الميلودي موخاريق الأمين العام لنقابة «الاتحاد المغربي للشغل»، فمنذ انتخابات الثامن من أيلول/ سبتمبر من العام المنصرم، بقيت التصريحات التي أدلى بها الزعيم النقابي طي التجاوز من طرف الحزب الإسلامي، ليعود رئيسه لإحياء الماضي القريب.
موخاريق كان واضحاً في عدم حياده، وخاض المعركة الانتخابية ضد «العدالة والتنمية» ودعا أنصار نقابته بالتصويت ضده، بسبب «القرارات غير الشعبية التي اتخذت في السنوات العشر الأخيرة»، وفق تعبير الزعيم النقابي في تصريحات صحافية حينها، وكان بذلك يشير إلى الفترة التي ترأس فيها الحزب الإسلامي المغربي الحكومة خلال ولايتين متتاليتين.
لم يفهم بعد السيد بنكيران المحترم أن الشعب هو الذي اسقط حزبه بسبب قراراته
كلهم يدعون حبهم للشعب كلهم بحال بحال ليس في القنفذ املس