الدوحة- القدس العربي: مع جيل جديد من لاعبي منتخب قطر الأولمبي لكرة القدم، وعلى وقع الإنجازات والطفرة الرياضية الواقعة في هذا البلد المقبل على تنظيم كأس العالم 2022، يستعد المنتخب الأولمبي لخوض غمار نهائيات كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 عاما التي تستضيفها في الثامن يناير الجاري والمؤهلة بدروها إلى أولمبياد طوكيو من العام نفسه.
واختار الاتحاد القطري لكرة القدم تعيين الإسباني فيليكس سانشيز مدربا للمنتخب الأولمبي، إضافة إلى تدريبه المنتخب الأول الذي قاده العام الماضي 2019 إلى لقب كأس آسيا التي جرت في الإمارات. وخلف سانشيز مواطنه ألبرت فرنانديز، مع احتفاظه بمنصبه مديرا فنيا للمنتخب الوطني الأول الذي يشغله منذ يوليو/تموز 2017.
سانشيز يسعى لتكرار دورة الإمارات في تايلاند
واتخذ الاتحاد القطري هذا القرار قبيل الاستحقاق الذي يقبل عليه العنابي الأولمبي والمتمثل في نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاما في تايلند والمؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية صيف هذا العام 2020 بطوكيو. ويبدو أن الاتحاد القطري وضع هذه الخطوة في إطار الاستفادة من خبرات سانشيز الكبيرة مع المنتخبات الوطنية، خصوصا للفئات العمرية، والنجاحات التي حققها.
ويسعى الإسباني سانشيز لتكرار دورة بطولة كأس آسيا التي جرت في الإمارات، والتي فاز بها المنتخب القطري لأول مرة في تاريخه، عن جدارة واستحقاق حيث حقق البطولة بالفوز على كل المنتخبات المشاركة على الرغم من حرمانه من جمهوره بسبب الحصار المفروض على قطر من طرف السعودية والإمارات والبحرين منذ الخامس يونيو 2017.
ويلعب “الأدعم” في هذه البطولة ضمن المجموعة الثانية، حيث يفتتح المنافسة بمواجهة المنتخب السوري يوم الخميس 9 يناير، ثم يلتقي مع نظيره السعودي يوم الأحد 12 يناير، ثم اليابان يوم 15 من الشهر نفسه.
وأجرى الأولمبي القطري مباراة ودية في28 ديسمبر الماضي تعادل خلالها مع نظيره الإيراني (2/2)، في إطار استعدادات المنتخبين للمشاركة في بطولة كأس آسيا بتايلاند. وسجل هدفي قطر في اللقاء، عبد الرشيد أماروا، هداف منتخب الشباب في البطولة الآسيوية، التي أقيمت مؤخرا في إندونيسيا.
البحث عن بطاقة للأولمبياد
وسبق لسانشيز (43 عاما) تدريب المنتخب الأولمبي القطري ضمن سلسلة من المهام التي أتاحت له الإشراف على الفئات العمرية المختلفة، من منتخب الشباب الذي توج معه عام 2014 بلقب كأس آسيا (دون 19 عاما)، ومنتخب دون 23 عاما (الأولمبي) الذي قاده إلى المركز الثالث في البطولة القارية عام 2018.
أما أبرز إنجاز له على الإطلاق فيبقى قيادة العنابي للمرة الأولى في تاريخه إلى لقب نهائيات كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة بين 5 يناير وغرة فبراير من العام نفسه.
ويبدو أن الإسباني فيليكس سانشيز مدرب منتخبي قطر الأول والأولمبي عازم على تحقيق النجاح في مهمته الحالية مع المنتخب الأولمبي الذي يستعد لخوض كأس آسيا تحت 23 سنة.
ويسعى المنتخب القطري للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020)، والعودة من جديد للعب بالأولمبياد، بعد آخر مشاركة له في برشلونة، عام 1992.
ويعكف سانشيز على تحقيق النجاح في مهمته المزدوجة مع المنتخب الأولمبي الفوز بكأس آسيا لأقل كم 23 سنة، والمشاركة في نهائيات الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو صيف هذا العام.
ولهذا الغرض، يوجد المنتخب الأولمبي القطري في العاصمة التايلاندية بانكوك منذ عدة أيام من أجل الاستعداد المبكر لكأس آسيا خاصة وأن الحصول على بطاقة التأهل إلى الأولمبياد يعد الهدف الأساسي لدى سانشيز حاليا من أجل مواصلة رحلة التفوق مع الكرة القطرية بعدما سبق وقاد منتخب شباب قطر إلى الفوز بكأس آسيا عام 2014، وتأهل إلى كأس العالم في نيوزيلندا، وكذلك قاد المنتخب الأول للفوز بكأس آسيا 2019 لأول مرة في تاريخه، ولكنه لم يوفق من قبل في التأهل إلى الأولمبياد عبر التصفيات للمنتخبات الأولمبية التي أقيمت في الدوحة قبل أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، ولهذا يريد تحقيق هذا الهدف كما لم يفعل من قبل، وبعد ذلك يعود للتركيز مع المنتخب الأول في بقية مشواره بالتصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة إلى كأس العالم في قطر عام 2022، وكأس آسيا بالصين عام 2023.
ظهور مذهل في أولمبياد لوس أنجلوس 1984
مقارنة بالمنتخبات المجاورة الأخرى، فقطر لديها سجل مثير للإعجاب فيما يتعلق بمشاركاتها في كرة القدم الأولمبية، حيث تمتلك في سجلها مرتين تأهلت فيهما لدورات الألعاب الأولمبية الصيفية، كما حقق المنتخب الأوليمبي ميدالية ذهبية في الألعاب الآسيوية 2006 التي استضافتها قطر.
كانت أول محاولة لقطر للتنافس على المستوى الأولمبي – والتي أثبتت نجاحها – في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، وكان أول ظهور للمنتخب القطري في دورة الألعاب الأولمبية مذهلا كما حصل، حيث تعادل 2-2 مع فرنسا بقيادة بلاتيني -والتي توجت بالميدالية الذهبية في النهاية للمرة الأولى في تاريخها – وهو ما ساهم على انتشار أصداء العنابي الأوليمبي سريعا، حيث أرسلت موجات الصدمة في جميع أنحاء العالم، ولكن مع المعاناة من هزيمتين أمام تشيلي والنرويج حرم الأولمبي القطري من العبور إلى دور ربع النهائي.
بعد ثماني سنوات وتحديداً في دورة الألعاب الصيفية برشلونة 1992، سيطرت مجموعة جديدة من الشباب الموهوبين على الكرة القطرية، وكانوا هم الجيل الجديد من لاعبي العنابي، بعدما تمكنوا من التأهل على حساب اليابان والصين والمملكة العربية السعودية.
وفي النهائيات.. جاءت قطر في المجموعة الثانية مع منتخبات إسبانيا الدولة المضيفة وكولومبيا ومصر، وانطلقت قطر من مباراتها الأولى بفوز على مصر 1-0، قبل أن تسجل تعادلا ثمينا 1-1 مع كولومبيا ، قبل أن تخسر أمام إسبانيا 0-2 ، لتحجز لها مكانا معها في مرحلة خروج المغلوب وتنجح في التأهل إلى دور ربع النهائي .ولكن الطموحات القطرية اصطدمت بجدار منتخب بولندا القوي ، لتصنع حاجزاً أمام التوقعات والطموحات المتصاعدة ، بعدما خسر العنابي 2-0 ، لكن الوصول إلى المرحلة الثانية أدى إلى أفضل نتيجة أولمبية في البلاد .
عندما استضافت دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 (الأسياد)، وجدت قطر هدفاً مزدوجاً لها في هذه الدورة، من ناحية إظهار أنها قادرة على استضافة حدث كبير من هذا المستوى القاري، وإثبات أن فريقها لكرة القدم جدير بالوقوف إلى جانب منتخبات النخبة في آسيا.
وبالفعل نجحت قطر في إثبات الأمرين، فكان المنتخب الأوليمبي على قدر المسؤولية، ونجح في تحقيق البطولة والميدالية الذهبية بمشوار رائع لم يهزم طوال البطولة بأكملها، لتتصاعد قوة الدفع لكرة القدم في قطر من مباراة إلى أخرى، ووصلت إلى ذروتها في المباراة النهائية 2-0 ضد منتخب العراق.
وكانت آخر الانجازات القطرية على الصعيد الأولمبي، تحقيق العنابي المركز الثالث والميدالية البرونزية في كأس آسيا تحت 23 سنة التي أقيمت في الصين يناير 2018.