جنيف: أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أنّ سكان قطاع غزة الذين يتعرّضون لقصف متواصل منذ أسابيع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، “لم يعد لديهم الوقت أو الخيارات”.
وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين “في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه (الفلسطينيون) أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم”.
الأونروا تندد بقطع سويسرا التمويل
كما ندد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة (أونروا) بالخطوة التي اتخذتها سويسرا لقطع المساعدات في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها كارثية.
وعبر لازاريني عن أسفه إزاء “النقص الحاد في تمويل الوكالة” بعد يوم من تعبيره عن خيبة أمله بسبب التحرك السويسري.
وقال “رغم نجاحاتنا، تعاني الأونروا من نقص حاد في التمويل مما يؤثر على جودة خدماتنا”.
وأضاف بدون ذكر الخطوة السويسرية “دعم حقوق اللاجئين ليس من مسؤولية الجهات الإنسانية والتنموية وحدها، بل هي مسؤولية… مشتركة مع المانحين والدول المضيفة”.
ووافق المجلس الوطني السويسري، وهو المجلس الأدنى بالبرلمان، على وقف مساهمة البلاد السنوية للأونروا وقيمتها 20 مليون فرنك سويسري (22.83 مليون دولار) بأغلبية 116 صوتا مقابل 78 صوتا يوم الاثنين. وقال صاحب المبادرة، الذي كان ضمن وفد برلماني زار الأونروا في وقت سابق من العام الجاري، إن الوكالة تفتقر إلى الموضوعية.
ومن المقرر أن يقيم مجلس الشيوخ القرار غدا الخميس. ويجب أن يوافق كلا المجلسين على القرار كي يدخل حيز التنفيذ.
وكتب لازاريني على منصة إكس أمس الثلاثاء “باعتبارها دولة رائدة في مجال القانون الإنساني الدولي، أشعر بخيبة أمل من هذا القرار الذي قضى بقطع المساعدات عن الوكالة الإنسانية الأكبر والأكثر نشاطا على الأرض في غزة اليوم”.
وقال لازاريني إن قدرة الوكالة على القيام بعملها في القطاع الفلسطيني على شفا الانهيار. وعبر الشهر الماضي عن اعتقاده بأن هناك محاولة متعمدة لخنق عمليات الأونروا.
ونددت جهات أخرى تابعة للأمم المتحدة بالخطوة السويسرية. وعبر فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أمله في أن تواصل سويسرا ودول أخرى تمويل الأونروا.
وقال “إذا اختفت الأونروا ولم يتم تمويلها، سيتعرض الفلسطينيون الذين عاقبهم التاريخ بالفعل بشكل مأساوي لعقوبات أكبر”.
وردت إسرائيل على الهجوم الدامي الذي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول بقصف القطاع على مدى أسابيع مما أسفر عن نزوح 85 بالمئة من سكان غزة داخليا. كما قُتل أكثر من 130 من موظفي الأونروا منذ بدء الصراع.
وتقدم الأونروا، التي تأسست في عام 1949 بعد أول حرب بين إسرائيل والعرب، خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية والمساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
(وكالات)