غزة: قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، الخميس، إن مقتل 6 من موظفيها بقصف إسرائيلي على مدرسة “الجاعونة” في مخيم النصيرات هو أعلى عدد من قتلاها في حادث واحد منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وقالت الوكالة في منشور على منصة إكس: “إنها مأساة بكل معنى الكلمة، في غزة 6 من زملائنا في الأونروا قتلوا عندما استهدفت ضربتان جويتان مدرسة ومحيطها في النصيرات في المناطق الوسطى”.
وأضافت: “هذا هو أعلى عدد من القتلى بين موظفينا في حادث واحد”، مبينة أن “من بين القتلى مدير ملجأ الأونروا وأعضاء آخرين من الفريق الذين كانوا يقدمون المساعدة للنازحين”.
وبيّنت أن “هذه المدرسة تعرضت للقصف 5 مرات منذ بداية الحرب”، لافتة إلى أنها “تأوي حوالي 12 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأكدت الوكالة أن “لا أحد في غزة في مأمن، لا أحد مستثنى (من القصف الإسرائيلي)”، كما شددت على أنه “يجب حماية المدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى في جميع الأوقات، فهي ليست هدفًا”.
ودعت “جميع أطراف النزاع إلى عدم استخدام المدارس أو المناطق المحيطة بها لأغراض عسكرية أو قتالية”، وجددت التأكيد على ضرورة “وقف إطلاق النار الآن”.
Just Tragic.#Gaza
Six @UNRWA colleagues killed today when two airstrikes hit a school and its surroundings in Nuseirat in the middle areas.
This is the highest death toll among our staff in a single incident.
Among those killed was the manager of the UNRWA shelter and other…— UNRWA (@UNRWA) September 11, 2024
ومساء الأربعاء، أعلن متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن إسرائيل قصفت مدرسة “الجاعونة” التابعة للأونروا في النصيرات والتي تؤوي نازحين للمرة الخامسة خلال 11 شهرًا.
وقال دوجاريك خلال مؤتمر صحافي، ردا على أسئلة صحافيين بشأن قصف المدرسة، إن “الموقع تم التنسيق بشأنه مسبقا مع قوات الأمن الإسرائيلية”.
وذكر أنهم تواصلوا مع الجيش الإسرائيلي بشأن الهجوم، لكنه لم يقدم أي بيان توضيحي لهم.
ولدى سؤاله عما إذا كانت المنظمة تدين الهجوم، قال دوجاريك: “ندين جميع الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين ومنشآت الأمم المتحدة”.
من جانبه، أدان الأردن، الخميس، بـ”أشد العبارات” استهداف إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة “أونروا” في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، معتبراً ذلك “خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي”.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه “بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في مخيم النصيرات”.
واعتبرت ذلك “خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي”، مؤكدة على أن “استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ما هو إلا نتيجة لغياب موقف دولي فاعل وحازم ينهي هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.
كما عبرت عن “رفض المملكة واستنكارها لهذا الفعل الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ومع قواعد القانون الدولي، وخاصة اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949”.
وشددت الوزارة على “ضرورة ضمان حماية المدنيين، والمنشآت الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية للأشقاء الفلسطينيين، والمرافق الإنسانية ومراكز الإيواء، التي ينص القانون الدولي على وجوب ضمان حمايتها”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية كاملة للكارثة الإنسانية في غزة”.
وأكدت الوزارة أن “استهداف إسرائيل موظفي الإغاثة والأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، هي جريمة حرب جديدة تضاف لجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء”.
ودعت المجتمع الدولي، وخاصةً مجلس الأمن إلى “اتخاذ خطوات فورية وحازمة لوقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية اللازمة له، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في مخيم النصيرات، مما أسفر عن ارتقاء العشرات ومن بينهم ستة من موظفي الأنروا وإصابة عدد من الفلسطينيين، خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي.… pic.twitter.com/fEZiSxQZaI
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) September 12, 2024
والأربعاء، استشهد 18 فلسطينيا بينهم 6 موظفي أونروا، جراء غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة “الجاعونة”، بحسب بيانات للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وخلال الشهور الماضية، استهدفت إسرائيل العديد من المدارس التي تؤوي نازحين، مرتكبة مجازر بحق المدنيين بداخلها، وخاصة من النساء والأطفال.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر؛ حيث يأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
(الأناضول)