اسطنبول: بعد عشر سنوات على الإطاحة بها من الحكم في مصر وتعرضها لملاحقات واعتقالات، تؤكد جماعة الإخوان المسلمين أنها عازمة على تجاوز المحن وتعوّل على حراك شعبي آخر لطرد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي المقيم في اسطنبول: “جماعة الإخوان المسلمين عمرها 93 عاما ومرت بظروف مشابهة كثيرا، مثلا في حقبة عبد الناصر عام 1954 حتى خرجت من السجون في 1974 ولم تختف ولم ينقطع تواصلها مع أعضائها طوال كل هذه العقود”.
في 2011، خرج الإخوان المسلمون إلى الضوء بعد مشاركتهم الكثيفة في الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك.
في 2012، انتخب محمد مرسي المنتمي إلى الإخوان المسلمين رئيسا لمصر في انتخابات ديموقراطية، لكن حكمه استمر أقل من سنة تخللتها احتجاجات واضطرابات اجتماعية. في 2013، أطاح الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي بمرسي. ثم انتخب السيسي رئيسا.
ومنذ ذلك الحين، شنت السلطات حملة قمع واسعة طالت أعضاء وقادة الإخوان المسلمين الذي قتل العديد منهم أو سجنوا أو اضطروا إلى مغادرة البلاد.
وقال فهمي: “تعرف جماعة الإخوان المسلمين كيف تتواصل مع أفرادها بطرق مناسبة للأحوال والظروف الأمنية والسياسية”.
ودخل فهمي السجن ثماني مرات في عهد مبارك، وغادر مصر للاستقرار في اسطنبول عام 2015 بعدما أمضى سنتين في السجن إثر تولي الجيش السلطة.
“أسوأ من مبارك”
وأضاف: “المناخ الآن أسوأ مما كان عليه في حقبة مبارك. كان مبارك يحرص على قدر من التوازنات وممارسة قدر من السياسة، لكن الانقلاب غير حريص على كل هذه الأمور. هذا الانقلاب غاشم ودموي يتعامل مع الناس الآن بالحديد والنار حتى لا يتمكنوا من الحركة أو الخروج إلى الشارع”.
رغم ذلك، يرى فهمي أن حكم السيسي سينتهي بتمرد شعبي شبيه بذاك الذي دفع مبارك إلى الاستقالة في ذروة الربيع العربي.
وبعد الإسلاميين، شملت حملة القمع في مصر معارضين ليبراليين وإعلاميين وناشطين.
ويتابع فهمي: “لا يمكن أن يحصل أي تغيير في مصر عن طريق انتخابات في ظل وجود هذه المنظومة. الحراك الشعبي هو الذي يجبر هؤلاء على التراجع”.
ويضيف: “لا شك أن الظلم مهما كان، لا يمكن أن يستمر على الدوام. قدرة الناس على الصبر والتحمل لن تظل إلى الأبد”، معتبرا أنه “لا بدّ أن يحدث حراك أو فعل على الأرض. لا نعلم متى، لأن الحراك لا يستطيع أحد ان يتنبأ بموعد قدومه”.
ويرى أن حتى الدول الغربية الداعمة للسيسي الذي يقدم نفسه على أنه رادع في وجه الإسلام المتطرف، “تدرك أنه يقود البلد إلى حافة الانفجار”.
“لا مستقبل”
ويؤكد فهمي: “مصر تحت حكم السيسي ليس لها أي مستقبل. يكفي الآن أن ننظر إلى تصفية الشركات الوطنية الموجودة في مصر مثل الحديد والصلب، وسجن رجال الأعمال للاستيلاء على الشركات التي يملكونها. الآن الجيش يملك 70 إلى 80 في المئة من اقتصاد وشركات البلد، وهو يدير كل شيء”.
ويشير فهمي من جهة أخرى إلى أن حركته لا تخشى تبعات المصالحة التي حصلت أخيرا بين قطر من جهة، والسعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة ثانية. وكانت هذه الدول الأربع قطعت علاقاتها في 2017 مع قطر متهمة إياها بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرونها “منظمة إرهابية”.
ويشدد على أن “من أهم مصادر قوة جماعة الإخوان المسلمين أنها لا تعتمد على الحكومات ولا تتلقى دعما ماديا إلا من أفراد الجماعة”، مضيفا: “جماعة الإخوان لا تتلقى أي دعم لا من تركيا ولا من قطر ولا من أي دولة أو منظمة على مستوى العالم، وهذا من أحد أسباب استمراريتها إلى الآن”.
ويوضح أن المساعدة الوحيدة التي تتلقاها جماعة الإخوان المسلمين من تركيا هي السماح لها بالتواجد على أراضيها.
ويصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القادم من الإسلام السياسي، السيسي بأنه “انقلابي”، ويتهم السلطات المصرية بأنها “قتلت” مرسي الذي توفي في السجن عام 2019 بعدما انهار في قاعة المحكمة خلال محاكمته.
ويؤكد فهمي قائلا: “نحن لا نعرّض الدولة التي تستقبل الإخوان المسلمين للحرج، ولا نخرج عن الأعراف والقوانين في الدول التي نتواجد فيها”.
(أ ف ب)
من الاخطاء القاتلة للاخوان (والاغلبية الساحقه من افراد هذه الأمة) أنهم يحلمون باقامة دولة اسلامية دينية. هذه الأمة لن تقوم لها قائمة الا باقامة دول مدنية، بشرط ان لكن مستوفية لكل مقوماتها وليس على طريقة ما يريده الحكام المستبدون. نحن بحاجة لاصلاح ديننا وعدم تجميده في حدود ما قاله الفقهاء القدامى الذين قاموا بجمع الاحاديث، بعد عصر النبوة بمئتي عام. ونقلوا اسلوب حياة من عاشوا بعد عصر الخلافة الراشدة على انه دين. واعتبروا ان تطبيقهم ذلك للدين هو التطبيق النموذجي والوحيد. فاصبحت تفاصيل الحياة القائمة اّنذاك من لباس وطعام وشراب وفنون وغير ذلك، اصبحت كلها تعتبر زورا وبهتانا جزءا من الدين. وهكذا فقد تم وضع مئات الالاف من الاحاديث لتجعل اسلوب الحياة ذلك اسلوب حياة واجب الاتباع من كل الناس الى يوم القيامه. وكان ذلك اما لتدني السقف المعرفي او تحقيقا لمصالح فردية او ارضاء للحكام. واصبح ينظر لاحاديث النبي عليه الصلاة والسلام على انها وحي ثان مواز للتنزيل الحكيم ومطابق له في القدسية وربما اعلى منه في بعض الاحيان.
مسيرة الاخوان المسلمين منذ قرابة مائة عام تقريبا لم تحقق نجاحا في مختلف الاقطار العربية ، بل بالعكس اصبحت مستهدفة محليا ودوليا ، لاسباب هم اولى بتحليلها والخروج الى ارض الواقع وليس بناء على احلام يقظه ، لم يتكيفوا مع المستجدات المحلية والاقليمية والدولية فكانت سقطتهم المدوية
عليهم ان يفصلوا بمهامهم كدعاة عن نهج السياسة ، من الصعب جدا الجمع بين استراتيجية الدعاة واستراتيجية القضاة