الرياض: منذ خوضه مباراته الدولية الأولى ضد أستراليا في شباط/فبراير 2012 خلال تصفيات مونديال 2014 حيث سجّل هدفا في المباراة التي خسرتها السعودية 2-4، بات سالم الدوسري الملقب بالـ”تورنيدو” (الإعصار)” نظرا للجهود الجبارة التي يبذلها على المستطيل الأخضر، عنصراً أساسياً في صفوف “الصقور الخضر” الذين سيشاركون في النهائيات العالمية للمرة السادسة في تاريخهم.
غرّد موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على حسابه الرسمي في مناسبة احتفال الدوسري بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في 19 آب/أغسطس “احذروا التورنيدو، فهو قادم بقوة لقطر 2022. سالم الدوسري يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ31، وكل شيء يجعلنا نعتقد أن الإعصار السعودي جاهز للإبهار”.
وعلى الرغم من مشاركته في معظم الأحيان في مركز الجناح، فإنه يستطيع اللعب في أي مركز في خط الأمام، بفضل سرعته ورشاقة ساقيه التي تجعل منه مراوغاً من الطراز الاول، حتى ان البعض أطلقوا عليه لقب “نيمار الخليج”، كما أنه غالبا ما يتواجد في المناطق الخطرة لإنهاء الهجمات ويقوم بممارسة ضغط على المنافس عندما لا تكون الكرة في حوزة فريقه.
تعوّل السعودية كثيراً على الدوسري في ثاني مونديال يشارك فيه، بعد الأوّل في روسيا 2018، عندما سجّل هدف الفوز 2-1 في مرمى مصر في الثواني الأخيرة، لكن من دون طائل لأن المنتخبين العربيين خرجا من الدور الأوّل.
وعن شعوره في تسجيل هدف الفوز، مانحاً منتخب بلاده أول انتصار لها منذ مونديال 1994، عندما تغلبت السعودية على منتخب عربي آخر هو المغرب 2-1، قال الدوسري “فخر لي شخصيا. طموح كل لاعب المشاركة في كأس العالم وعندما تسجل هدف الفوز في إحدى المباريات فهو شعور رائع”.
وتابع “هدفي رفع اسم الكرة السعودية في المحافل الدولية”.
خاض حتى الآن 62 مباراة دولية في صفوف السعودية وسجّل 16 هدفا، وهو أحد اللاعبين السعوديين القلائل الذين سجّلوا في كأس العالم وكأس آسيا (2019) والألعاب الأولمبية في طوكيو 2021.
كما زار الشباك أيضاً في صفوف ناديه الهلال في كأس العالم للأندية ضد فلامنغو البرازيلي، في نصف نهائي نسخة عام 2019 عندما خسر فريقه 1-3، ثم في مباراة فريقه ضد الجزيرة (6-1) في نسخة عام 2022 من البطولة ذاتها.
اكتسب خبرة عندما كان أحد تسعة لاعبين انضموا إلى اندية اسبانية مختلفة عام 2018 من خلال اتفاق بين هيئة الرياضة السعودية ورابطة الدوري الإسباني لاكتساب الخبرة قبل مونديال 2018، فخاض تجربة في صفوف فياريال لمدة ستة أشهر ومباراة واحدة ضد ريال مدريد انتهت بالتعادل 2-2، علما بأنه شارك في الشوط الثاني عندما كان فريقه متخلفا صفر-2.
وقال عن هذه التجربة “كسبت الكثير خلالها لا سيما من الناحية التكتيكية والسرعة واللياقة البدنية”.
رجل المناسبات الكبيرة
ويُعدّ الدوسري رجل المناسبات الكبيرة، لا سيما في صفوف نادي الهلال وساهم في قيادته إلى لقبين في دوري أبطال آسيا عامي 2019 و2021، علمًا أنه سجل في النهائي الأول ضد أوراوا ريد دايموندز الياباني.
أما في صفوف المنتخب السعودي، فيدين اليه المدرب الفرنسي هيرفيه رونار بالكثير، فقد انقذ فريقه من خسارة مذلة أمام اليمن بتسجيله هدف التعادل 2-2 في تصفيات مونديال 2022، كما منح فريقه ثلاث نقاط ثمينة بتسجيله هدف الفوز 3-2 في مرمى اوزبكستان في الثواني الأخيرة في التصفيات عينها.
بدأ الدوسري مسيرته الكروية في الفئات العمرية مع فريق الهلال وسجّل كلاعب هاو في 12 كانون الثاني/يناير 2011، فيما كان ظهوره الأول بقميص الفريق الأول في موسم 2012 في ديربي العاصمة الرياض أمام النصر، عندما نجح في تسجيل هدف في المباراة (3-صفر) بعد نزوله احتياطياً.
أكثر انضباطاً
يملك سجلاً ناصعاً في صفوف “الزعيم” حيث ساهم في تتويج فريقه بطلاً للدوري السعودي 4 مرات وكأس السعودية 3 مرات بالإضافة إلى اللقبين القاريين.
اكتسب الدوسري نضجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان يلعب بطريقة فردية مبرزاً مهاراته الرائعة في المراوغة، بات أكثر انضباطاً ويوظف أداءه بشكل جماعي لمصلحة المنتخب.
يحتفل الدوسري بأهدافه على طريقته الخاصة من خلال حركة “خلط الطعام” التي يتميز بها أيضا جناح بايرن ميونيخ سيرجي غنابري.
يأمل الدوسري في ترك بصمة في النهائيات العالمية في مجموعة قوية تضم الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي وبولندا التي تعوّل على هدافها روبرت ليفاندوفسكي والمكسيك، ولما لا تسجيل هدف عالمي على غرار الهدف الشهير لمواطنه سعيد العويران في مرمى بلجيكا في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 والذي اعتبر من بين أجمل الأهداف في تاريخ النهائيات.
(أ ف ب)