إسطنبول ـ «القدس العربي» انهال الإعلام التركي الرسمي وبشكل غير مسبوق على تغطية الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها بلدة فيرغسون بولاية ميسوري الأمريكية، وذلك في خطوة ندية رداً على تغطية الإعلام الأمريكي للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها تركيا العام الماضي، والتي عرفت بـ»أحداث تقسيم».
وتشهد بلدة فيرغسون بولاية ميزوري الأمريكية، احتجاجات واسعة منذ أيام للتنديد بقرار هئية المحلفين، القاضي بعدم توجيه اتهام للشرطي «دارين ويلسون»، لإطلاقه النار على الشاب الأفريقي الأمريكي «مايكل براون» (18 عاما)، ما أدى لمقتله، في التاسع من أغسطس/ آب الماضي.
ونشرت وكالة الأناضول الرسمية وبجميع لغاتها إعلانات متتالية لمستخدميها عن تميزها بتغطية شاملة ومستمرة على مدار الساعة بالاخبار والصور والفيديو للاحتجاجات المستمرة في الولاية، واعدةً القراء بتغطية هي الأوسع بين وسائل الإعلام في العالم أجمع.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية قد ركزت بشكل كبير جداً على الاحتجاجات التي شهدتها تركيا صيف 2013، وعملت على ابرازها ووصفها بأنها ثورة مشابهة لما يحدث في العالم العربي، وتصاعدت أزمة مع الخارجية الأمريكية آنذاك عقب اتهام الشرطة التركية بالاعتداء بالضرب على مصور لشبطة الاخبار الأمريكية CNN. وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العديد من المقابلات الصحافية الإعلام الأمريكي بشكل كبيراً، واصفاً إياه بالكاذب والذي يحاول بث الفوضى والشغب في تركيا، من أجل اسقاط الحكومة التركية التي كان يرأسها في ذلك الوقت، معتبراً أنها تمارس «الدعاية السلبية وليس الإعلام»، وأن الإعلام الغربي «يكيل بمكيالين».
كما خصصت الوكالة موقعاً خاصاً على شبكة الإنترنت للبث المباشر للأحداث في الولاية، وقالت الوكالة في بيانها: «سيبدأ البث المباشر لتلك الأحداث، عبر وكالة الأناضول، اعتبارا من يوم غدٍ الأربعاء (اليوم)، ليتلقّى العملاء مشاهد حية من موقع الحدث مباشرة. وسينقل البث المباشر للأحداث، لمراكز الأنباء الخاصة بالمحطات التلفزيونية المرتبطة بنظام الأناضول عبر تقنية «غلوبال تي في»، كما أن التطورات ستبث مباشرة أولا بأول».
كما تعمدت الوكالة استخدام إسلوب تحريري يبرز عنف الشرطة الأمريكية، وقالت في إحدى فقراتها: «بسبب عدم توجيه لائحة اتهام لشرطي أطلق النار على الشاب الأفريقي الأمريكي (الأعزل)، «مايكل براون» (18 عاما)، ما أدى لمقتله»، ناشرةً تسلسلا طويلا للأحداث في الولاية وتصاعدها.
وأعلنت الوكالة أنها ستنشر على موقعها الخاص بالصور أحدث الصور الملتقطة في الاحتجاجات، مشيرةً إلى أن موقعها أصبح «أكبر بوابة صور يجري تحديثها بشكل مستمر، وواحدًا من أهم المصادر عن احتجاجات مدينة فيرغسون الأمريكية، بالنسبة لآلاف الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت والمؤسسات الإعلامية في تركيا والعالم»، مبتعثةً ثلاثة مصورين محترفين لتغطية الأحداث بالولاية.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مدير الأخبار المرئية في وكالة الأناضول، أحمد سيل، قوله: «إن مكتبي الوكالة في نيويورك وواشنطن اتخذا التدابير اللازمة قبل عدة أسابيع من أجل تغطية الاحتجاجات»، موضحًا أن «مصور الوكالة في مكتب واشنطن، توجه قبل أسبوع إلى فيرغسون بانتظار صدور قرار هيئة المحلفين، وتبعه مصور مكتب نيويورك، جيم أوزديل، مع اندلاع الاحتجاجات».
يذكر أن العلاقات الأمريكية التركية شهدت توتراً كبيراً في الأشهر الأخيرة، لاسيما بعد بدء «التحالف الدولي» بتوجيه ضربات إلى تنظيم الدولة الإسلالمية «داعش» في كل من سوريا والعراق، ورفض تركيا المشاركة إلا ضمن شروط أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبرزها توسيع الضربات لتشمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية. وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية التي خرج بها الاجتماع الأخير لنائب الرئيس الأمريكي جون بايدن مع أردوغان قبل ايام إلا أن الطرفان لم يتمكنا بعد من الوصول لصيغة ترضي أنقرة وتقنعها بالدخول والمشاركة في الحرب التي يشنها «التحالف» على «داعش».
إسماعيل جمال
رد الصاع صاعين .و المعاملة بالمثل شىء طبيعى و منطقى .حب من حب و كره من كره.الرجولة تقتضى التوكل على الله أولا ثم على النفس ثانيا .عقدة الانكسار أمام الاخرين يجب أن تزول بغير رجعة والتصرف بنخوة و اعتزاز.و هذا لا يتاح الا للذين هم شرعيين و منتخبين من قبل شعوبهم و هم “ليسوا كثر” فى عالمنا العربى.