غزة- “القدس العربي”: لا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تفتح صفحاتها وشاشاتها، للتحريض على الفلسطينيين، بشكل “عنصري”، في الوقت الذي تعطي مواقع التواصل الاجتماعي هامشا كبيرا لساسة متطرفين في تل أبيب، للتعبير على مدى كرههم للفلسطينيين، على مواقعها، التي تحارب “المحتوى الفلسطيني”.
وفي هذا السياق رصد التقرير الجديد لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، “التحريض والعنصرية” في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة ما بين 22 حتى 28 أغسطس.
واشتمل التقرير على توثيق الخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي.
ورصد التقرير ما جاء على صحيفة “معاريف” من مقال تحريضي في “قناة 20” في سياق وفاة عضو “الكنيست” العربي عن القائمة العربية الموحدة سعيد الخرومي، وعنونته “داعم الإرهاب من حزب القائمة العربية الموحدة”، مستخدمة عبارة “وعند هلاك الأشرار هتاف”.
كما جاء على صحيفة “يسرائيل هيوم” مقال آخر يحرّض على الفلسطينيين عقب الحرائق التي اندلعت في جبال القدس، وجاء فيه “هنالك فلسطينيون، تثلج قلوبهم مرأى الحريق الذي نسف عشرات الدونمات من الغابات وحولها إلى رماد”.
وقد هاجمت، وفق رصد “وفا”، الصحيفة الإسرائيلية حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، وقالت إنها اتخذت “توجها مشابها خلال حرائق عام 2016، حين قامت بالتشديد على أن الهوية الفلسطينية لجميع الأحجار والأشجار المشتعلة هي جزء من فلسطيننا التاريخية”.
وضمن حملة التحريض، هاجم موقع “ماكو”، في تقرير له، تعيين معلمة (مربية) “عربية” للصف الثاني في مدرسة “هرتسليا بيتواح”، وهي مدرسة مرموقة للأغنياء في مدينة “هرتسليا”، ونقلت عن أحد أولياء الأمور قوله: “يوم الاستقلال، بالنسبة لها هو يوم النكبة”.
اشتمل على التحريض على مدرسة عربية تعمل بإحدى المدارس الإسرائيلية
ويدّعي أولياء أمور الطلاب في المدرسة أنه “لا توجد أي مشكلة مع معلمة عربية تعلّم في مدرسة يهودية عادية، مواضيع مثل الرياضيات والانكليزية، لكن أن تكون مربية توجد هنا مشكلة”.
وقال الموقع “تعريف المربية وفقا لوزارة التربية والتعليم هو أن يكون المربي بمثابة رزمة كاملة من الحب لإسرائيل، حب الوطن، الأعياد، والرموز، أيام الذكرى وغيرها، وكل هذا ليس باستطاعة مربية عربية أن تمنحه”.
ولذلك قام أولياء الأمور بتعيين محام، كما وقعوا عريضة ضد التعيين.
وحين جرى رصد القنوات التلفزيونية، ذكر التقرير أنه ضمن سلسلة برنامج “من الجانب الآخر”، ألقت هيئة البث والإذاعة والتلفزيون (مكان) الضوء على قضية لاعب كرة القدم العالمي مؤنس دبور، الذي يلعب للمنتخب الإسرائيلي، وتعود هذه القضية إلى الأحداث الأخيرة، وقام بنشر صورة للمسجد الأقصى مرفقة مع آية من القرآن الكريم، يدعم فيها المسجد الأقصى والمصلين في ساحاته بعد مهاجمتهم من قبل جنود الاحتلال في ليلة القدر، ما أدى لتوقيفه عن اللعب في المنتخب، والاشتراط عليه في حال عودته تقديم الاعتذار وإجراء محادثة توضيحية لزملائه في المنتخب.
وفي نفس القناة، وضمن الجزء الثالث من سلسلة تقارير “أتباع كاهانا”، تحاول القناة إظهار أن “كاهانا” ظُلم وأظهر بصورة خاطئة، في الوقت الذي ظهرت فيه مشاهد له، في التقرير ذاته، وهو يحرض على الفلسطينيين.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر عضو “الكنيست” عن “حزب الليكود” نير بركات، تدوينة على موقع “فيسبوك” جاء فيها “الدرس من أفغانستان– لا لدولة فلسطينية”. وأضاف “أصلي مع جميع شعب إسرائيل لسلامة مقاتل حرس الحدود الجندي برئيل شموئيلي بن نيتسا، الذي أصيب بصورة بالغة جدا على الحدود مع قطاع غزة”.
وتابع “أمام الإرهاب الإسلامي المتطرّف علينا أن نعمل بقوة. عدم رد وضعف حكومة لبيد وبينيت أمام الهجمات الإرهابية على دولة إسرائيل والمس بالجنود – يمس بشكل كبير بقدرتنا على الردع ويجلب هجمات أكبر. علينا أن نعمل بيد من حديد أمام الإرهاب الإسلامي”.
كما كتب على موقع “فيسبوك” عضو “الكنيست” عن “حزب يمينا” عميحاي شيكلي، “يؤلمني أن لبيد وجد وقتا للحضور لجنازة سعيد الخرومي ولكنه لم يقم بزيارة المقاتل الذي يصارع الموت على بعد 5 دقائق سفر من هناك”.
وعلى موقع “تويتر”، غرد عضو “الكنيست” عن “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش يقول “ننهي الآن جولة مريبة في عكا القديمة، عدنا إلى أعمال الشغب والعنف الكبيرة، ممنوع أن نضع رؤوسنا في الرمل مثل النعامات”.
وزعم “يوجد تطرّف وطني خطير لدى الكثيرين من عرب إسرائيل، والأسوأ من ذلك، يوجد قيادة عربية تدعم الإرهاب وللأسف الشديد شريكة في هذه الحكومة السيئة”.