الإمارات بعد “قبرص” والجسر الجوي “القطري”.. الأردن “استجابة واستدارة”.. ما هي “مخاوف” السوداني؟

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

جدول أعمال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اشتمل خلال ساعات قليلة فقط من صباح الأربعاء على سلسلة لقاءات ونشاطات حراكية وصاخبة إلى حد مرصود، وفقا لما تكشف عنه وسائل الإعلام الأردنية.

الملك استقبل في صباح واحد وزير الدفاع القبرصي فاسيليس بالماس ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي حضر إلى عمان على نحو مفاجئ، فيما لم يعلن رسميا عن لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتواجد في عمان ونشرت السفارة السعودية في العاصمة الأردنية صورا لجلسة حوارية معه ومع شخصيات أردنية في مقر إقامة سفير المملكة العربية السعودية وهو أيضا سفير السعودية لدى السلطة الفلسطينية وممثلها القنصلي في القدس.

العاهل الأردني أيضا غادر في زيارة خاصة وصفت بأنها مهمة إلى دولة الإمارات.

والنشاط الدبلوماسي والسياسي الأردني دخل في حالة تسارع استثنائية تناقش حصرا التطورات في سوريا المجاورة.

لم تكشف تفاصيل عن أسباب زيارة وزير الدفاع القبرصي في عمان ويرجح الخبراء أن المسألة لها علاقة بأوضاع أمن البحر المتوسط وملف المساعدات الذي يتفاعل للشعب السوري الشقيق على حد وصف تقارير وكالة الأنباء الحكومية.

الأسباب التي دفعت رئيس وزراء بغداد إلى عمان أيضا لم يكشف النقاب عنها.

لكن البيان الصادر عن استقبال القصر الملكي للدكتور محمد شياع السوداني  تضمن التأكيد بصحبة العراق على ثوابت الأردن في ملفي العدوان على غزة ولبنان، فيما حفل البيان الإعلامي بالتركيز على بحث تقديم المساعدة من العراق والأردن لدعم استقرار الأوضاع في سوريا.

الأهم وفقا لما كشفته أوساط في بغداد لـ”لقدس العربي” أن رئيس الوزراء العراقي عبر للمسؤولين الأردنيين عن خشيته من تأثر بلاده بانعكاسات الثورة السورية.

ويبدو أن السوداني بحث مع الدوائر الأردنية مسألتين على وجه الخصوص.

وهما أولا- إعادة تشكيل غرفة عمليات أمنية لمواجهة نشاط محتمل لتنظيمات إرهابية في الساحة العراقية وسط تقارير تفترض بأن الضغوط العسكرية على بقايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا قد تؤدي إلى تنشيط خلاياها النائمة في العراق.

ثانيا- الحوار العراقي الأردني المفاجئ لمرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا يتضمن أيضا الانشغال بعدم انتقال أو حصول اضطرابات في العراق.

وهو ملف يميل السوداني لمناقشته مع الصديق الأردني تجنبا لانفعالات قد تظهر لاحقا عند مكونات المناطق السنية في العراق، حيث يوجد اتصالات قوية للدولة الأردنية بقيادات بارزة في المكون العشائري السني في العراق حصرا.

وأغلب التقدير أن رئيس وزراء الحكومة العراقية يريد أن يحتاط عبر تفاهمات مع الأردن تصل إلى نخبة عريضة من قادة العشائر السنية في عمان.

التفاعل الأردني النشط مع الحدث السوري وتدحرجاته لا يقف عند هذه الحدود فقد تم الإعلان أيضا في الأثناء، صباح الأربعاء، عن تدشين جسر جوي قطري لتقديم المساعدات للشعب السوري بالاتفاق مع الأردن.

وهو إعلان يعني لوجستيا وسياسيا بأن الأردن وقطر برسم التعاون لدعم الاستقرار في سوريا بواسطة ضخ كمية كبيرة من المساعدات الإغاثية على الأقل لريف دمشق ومحافظة درعا بحكم القرب الجغرافي بين الأردن وتلك المناطق.

وكان الأردن قد أعلن دعم حقوق الشعب السوري في تقرير مصيره واستعادة حقوقه واعتبر الإعلان بمثابة تأييد متأخر نسبيا للثورة السورية في الوقت الذي بدأت فيه الخارجية الأردنية بالعمل على برنامج مكثف لتسهيل إجراءات عودة السوريين إلى بلادهم.

وفي السياق أبلغ وزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة بأن الفرصة قد تصبح مواتية الأسبوع المقبل لاستئناف التصدير من جهة الأردن لسوريا، الأمر الذي يشكل خطوة إضافية في سياق التطبيع البيروقراطي  بين الأردن وحكومة المرحلة الانتقالية السورية الجديدة.

بالخلاصة ما يشير له مجمل النشاط الأردني في الملف السوري هو سلسلة فعالة ومنتجة من الاستجابات التي قد تفهم على أنها استدارة أردنية مبرمجة للتعاطي مع احتياجات الأمر الواقعي الآن في سوريا المجاورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية