الإمارات بغضب: “إسرائيل لا تقرر عنا”.. هل بدأت “اتفاقات إبراهيم” تنحدر للهاوية؟

حجم الخط
0

ثمة إمكانية بأن تبعث الإمارات جنودها إلى محور فيلادلفيا على حدود مصر – قطاع غزة في اليوم التالي لإنهاء الحرب، وهذا على جدول الأعمال منذ زمن بعيد. عملياً، حل هذا اليوم، فالحرب انتهت في قطاع غزة.

ومع ذلك، الخطاب الذي تسرب من إسرائيل لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، أغضب قيادة الإمارات التي اضطرت لإصدار نفي رسمي حاد من خلال وزير خارجيتها عبد الله بن زايد، وأوضحت فيه موقفها القاطع من أن جنودها لن يرسلوا إلى غزة إلا بعد خطة سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

 إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على إقامة ائتلاف من دول عربية تدير قطاع غزة مدنياً، وبذلك تمهد لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكن تجاهل الحكومة عن قصد لذكر السلطة الفلسطينية، دفعت الأطراف لرفض المشاركة في الخطاب – السعودية والإمارات ومصر والأردن. يريد رئيس الوزراء نتنياهو من جهة نقل مسؤولية قطاع غزة إلى السلطة، ويخاف من شركائه الائتلافيين، ومن جهة أخرى يحاول إقناع دول عربية للأخذ دور النقل العملي للسيطرة إلى السلطة.

 وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي له علاقات شخصية وثيقة مع نتنياهو، بدا كمن نفد صبره من التقديرات والتفسيرات والتسريبات القائلة بأن الإمارات وافقت على إرسال جنود إلى غزة في اليوم الذي تخرج إسرائيل منها، وليس صدفة أن نشر في حسابه الخاص في “X” تغريدة علنية أعلن فيها بأن الإمارات ترفض أي اقتراح لإرسال جنودها إذا لم يتضمن الأمر إقامة دولة فلسطينية.

الإمارات معروفة كدولة مصداقة وقوية، ومشكوك أن تغير مواقفها، فما بالك أيضاً أنها ترى الأمن والسلام في المنطقة متعلقين بإنهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967.

 هذه ليست التغريدة الأولى للشيخ بن زايد التي تنتقد إسرائيل؛ ففي أيار الماضي كتب يقول: “الإمارات تشجب بشدة تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو في كل ما يتعلق بدعوة الإمارات للمشاركة في إدارة قطاع غزة الذي هو تحت احتلال إسرائيلي، وليس له أي صلاحيات لاتخاذ أي قرار يتعلق بالإمارات”.

 صحيح أن الإمارات وقعت على اتفاق تطبيع مع إسرائيل -ونحيي هذا الأسبوع السنة الرابعة لتوقيعه- لكن بين هذا وبين إهمال المسألة الفلسطينية من قبل قيادتها هوة عميقة أو فهم إسرائيلي مغلوط. رغم انتقاد الإمارات للقيادة الفلسطينية، وبخاصة بسبب الفساد السلطوي في قيادتها، فإن الإمارات إحدى الدول العربية الداعمة والمتبرعة لمؤسسات عديدة سواء في قطاع غزة أم في مناطق السلطة الفلسطينية، وكانت الجهة الأساس التي منعت نتنياهو من ضم غور الأردن.

تعمل الإمارات على تعزيز السلطة وتحقيق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وهي بلا شك ستكون مستعدة لدعم مشاريع عديدة تحقق السلام بين الشعبين، لكنها عملياً لن تعمل دون تنسيق عربي كامل في المسألة الفلسطينية.

بقلم: جلال البنا

 إسرائيل اليوم 19/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية