الإيرانيات الشجاعات: كي لا يكيل الغرب بمكيالين!

حجم الخط
15

تصاعدت الاحتجاجات في إيران بحيث شملت 15 مدينة، بما فيها قمّ، المدينة الشيعية المقدسة، مسقط رأس المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، وحصدت المواجهات، حسب وسيلة إعلام رسمية، 17 ضحيّة، في حين قالت منظمة «إيران هيومن رايتس» غير الحكومية، من مقرّها في أوسلو، أن 31 قتيلا سقطوا في التظاهرات حتى الآن.
دارت أغلب الاحتجاجات الشعبية السابقة في إيران، حول قضايا سياسية، كما حصل في العامين 2009-2010، بعد إعلان السلطات عن فوز محمود أحمدي نجاد، وإعلان مرشحي المعارضة حينها عدم اعترافهم بالنتائج؛ أو قضايا اقتصادية، كما حصل عام 2019، احتجاجا على زيادة سعر البنزين بنسبة 300٪، وأدت التظاهرات الشعبية حينها إلى إحراق مئات المباني الحكومية والمصرفية، ومقتل واعتقال مئات المتظاهرين.
اشتعلت الاحتجاجات الحالية، في المقابل، بعد وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية من شمال غرب البلاد، التي كانت تزور مع أهلها العاصمة طهران في 13 من الشهر الجاري حين ألقى القبض عليها عناصر من «شرطة الأخلاق» بدعوى لبسها «ملابس غير محتشمة» وما لبثت أن توفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى.
أثارت الأحداث الأخيرة ردود فعل مؤسسات حقوقية عالمية، فنددت «منظمة العفو الدولية» بحصول قمع و«استخدام غير قانوني للرصاص والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي» كما استدعت الواقعة إشارة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، وكذلك تعليقات رسمية من عدة دول، مثل بريطانيا وألمانيا، كما فرضت واشنطن، أمس، عقوبات اقتصادية على «شرطة الأخلاق» الإيرانية، وعلى وزير المخابرات، ومسؤول القوات البرية في «الحرس الثوري».
الجهات العسكرية والأمنية الإيرانية، من جهتها، نفت وقوع ضحايا، واعتبر «الحرس الثوري» ما يحصل «حربا إعلامية واسعة» و«مؤامرة مصيرها الفشل» وابتعث خامنئي، مرشد الجمهورية، ممثله في إقليم كردستان، عبد الرضا بورذهبي لتعزية أسرة الفتاة، كما أن نائبا في البرلمان، جلال رشيدي كوشي، انتقد «شرطة الأخلاق» في تصريح لوكالة أنباء «إسنا» الإيرانية قائلا إنها «لا تحقق أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بالبلاد».
دفعت الأحداث الأخيرة إلى موجة عالمية من التأييد لـ«نساء إيران الشجاعات» فحيّا الرئيس الأمريكي «الإيرانيات الشجاعات» وهو ما فعلته رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية التي أشارت أيضا إلى «شجاعة النساء الإيرانيات» وتابعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الموضوع بتنديدها بـ«الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات».
أشار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال كلمته في الأمم المتحدة مؤخرا، إلى حادثة الفتاة فندد بـ«المعايير المزدوجة» للغرب، و«الكيل بمكيالين» مطالبا بـ«عولمة العدالة». في شرحه للمسألة قال رئيسي إنه يعني بالمعايير المزدوجة «التغطية الإعلامية الواسعة لحادث وفاة الشابة أميني» مقابل «الصمت المميت» على وفاة النساء المشردات في الغرب، وكذلك «انتهاكات حقوق الإنسان والأمم» بما في ذلك الخاصة بالسكان الأصليين في كندا.
ليس صعبا الاتفاق مع مطلب الرئيس الإيراني بـ«عولمة العدالة» وهناك وقائع واضحة على وجود «معايير مزدوجة» فاضحة لدى الغرب، بدءا من حماية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم دول أوروبا الغربية، المستمرة لجرائم إسرائيل، بحق «النساء الفلسطينيات الشجاعات» (والشعب الفلسطيني عامّة).
لا يمكن أيضا تجاهل العمل الممأسس، لدول وأحزاب ووسائل إعلام، في بعض الدول الأوروبية الكبيرة، وخصوصا في فرنسا، التي تتعالى فيها أصوات اليمين المتطرّف والكراهية المستفحلة للمسلمين والأقليات، وما يجري فيها من استهداف حقوق النساء «المسلمات الشجاعات» حيث يتم إقصاؤهن من الفضاء العام، وذلك في بلدان تعتبر أركانا تاريخية في مجال الديمقراطية وفي رفع شعارات المساواة والحرية الفردية.
آخذين في الاعتبار هذه التناقضات والمفارقات، يصعب أن ننكر، من جهة أخرى، أن اليمين المتطرّف والعنصريّ في الغرب ليس إلا جزءا من المشهد العامّ وأنه نتيجة طبيعية لتنافس الاتجاهات السياسية، وأن وجود معايير مزدوجة تجاه قضايانا السياسية والاجتماعية في كيانات سياسية غربية وازنة ليس مبررا للدفاع عن تراجع الحريات السياسية والاجتماعية في بلداننا، أو لقمع أشكال المعارضة السياسية والاجتماعية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” في حين قالت منظمة «إيران هيومن رايتس» غير الحكومية، من مقرّها في أوسلو، أن 31 قتيلا سقطوا في التظاهرات حتى الآن. ” إهـ
    ربع هؤلاء القتلى من رجال الأمن !
    وهذا هو الجديد !! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول أحمد:

      ربع القتلى من رجال الأمن …. معلومة غير صحيحة ، تأكد من مستنداتك

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    دولة (إيران) تجبر النساء بلبس الحجاب ,
    ودولة (فرنسا) تجبر النساء بخلع الحجاب !
    أين الحرية الشخصية ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول سفان القندرچي:

      المسألة هنا لا يُنظر إليها بهذه النظرة الميكانيكية المحض هذا غلو وإفراط، في إيران ثمة انفتاح وحرية شخصية أكثر مما تتصوّر استنادا إلى “منشور” جزئي ومغرض – ناهيك عن فرنسا
      وبعدين إقرار (وليس كما تتخيَّل إجبار) النساء الإيرانيات في إيران بالتحجُّب شيء وإقرار النساء غير الفرنسيات في فرنسا بالتسفُّر (إذا ما أُخذ مقابلا لا نقيضا للتحجُّب) شيء آخر – حسبنا الله

  3. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    لا شك الغرب المنافق يكيل بمكيالين،وعلى رأسهم أمريكا الإرهابية، أما ما يجري في إيران فحدث ولا حرج

  4. يقول سالم:

    امريكا وأوروبا يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون، معظم سكان الأرض يعرفون أنهم يكذبون.
    أصبح زعماء اوروبا يكذبون وتظهر علامات تقول نحن منافقون وكاذبون .

  5. يقول سامح //الأردن:

    * الحل بقيام إيران بحل (شرطة الأخلاق) فورا.
    هي المسبب ولا داعي لها.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم ومضلل للحق والحقيقة.

  6. يقول عربي سوري:

    ليس دفاعًا عن نطام الملالي وليس دفاعًا عن نساء ايران الشجاعات وليس دفاعًا عن الاوكران الشجعان الذين يدافعون عن بلدهم بدلًا من السوريين الجبناء الذين هربوا وتركوا بلدهم للعصابات الأقلواتية والمحتل الإيراني والروسي والافغاني وحزب ايران اللبناني ولكن فقط تذكير الحلف الصليبي المنافق عن الجرائم التي قام بها في الماضي بحق الشعوب التي استعمرها واليوم بحق الشعوب العربية والاسلامية كما حدث في في العراق وفي افغانستان وكذالك سورية وفلسطين ودعمه الدكتاتورية العربية فقط من اجل سرقة خيرات البلدان العربية وترك شعوبها تعاني الفقر والجوع والتشرد فقط لكي يستمر تدفق النفط الرخيص
    نحن لا ندافع عن العقل المتحجر لعصابة الملالي ولكن الغرب الذي كرس كل اعلامه لمحاربة الحجاب او البوركيني لا يحق له ان يدافع عن حقوق المرأة التي تم هدرها في الغرب نفسه وبشهادة المجرم بوتين وعصابته الذي برر الحرب على اوكرانيا بانه لمنع تمدد الانحلال الاخلاقي الغربي الى الشعب الروسي

    1. يقول SALAM:

      اوكرانيا منعت كل الرجال من مغادرة البلاد… فلو فتحت الحدود لهرب اغلبيتهم كالسوريين

  7. يقول عربي:

    دموع التماسيح التئ يذرفها الحلف الصليبي على نساء ايران الشجاعات ليس حباً ودفاعًا عن هولاء النساء بل لان القضية قضية حجاب التي يعتبرها الحلف الصليبي نفاذية لاخلاقه المنحلة ولانه رمز من رموز الاسلام الذي قال احد المسؤولين الاميركيين الكبار بعد سقوط الاتحاد السوفياتي
    اليوم انتصرنا على الشيوعيه ولم يبقى سوى ان ننتصر على الاسلام ونصبح سادة العالم
    بصراحة انا لا يهمني الذي يحصل في ايران الا من جانب ان حكومة الملالي ستشرب من نفس كاس السم التي سقتها الشعب السوري ولهذا اتمنى لنساء ايران ( الشجاعات) ورجالهم ان يتخلصوا من حكم الملالي ولو انني لا اثق في الاثنين واعرف ان خطر ايران على الامة العربية لن يزول بزوال حكم الملالي

  8. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    لماذا لا تفرض ” شرطة الأخلاق” هذه عقوبات علي الجيش الإسرائيلي الذي ينتهك حريات و كرامات و يحرم من الحياة النساء و الأطفال و الشيوخ و الصحافيات و الصحافيين الفلسطينيين و يفرض أعتى ظلم علي غرة منذ عقود؟
    ذلك أن أمريكا ، أن الغرب له عين واحدة وضعيفة الرؤيا: لا يريد بها إلا ما يدور في فلك الشعوب الإسلامية.

  9. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    هل يظن الغرب أننا اغبياء جدا لحد تلقف كل اكاذيبه و تلفيقاته و دموع تماسيحه التي يتباهى بذرفها من أجلنا.
    ندرك و يدرك الغرب أنه منافق و هماز و لماز و انا حقوق الإنسان و الحريات التي يتباهى بالدفاع عنها ليس لها أي معاني في قواميسه الهمجية.

  10. يقول جمال:

    اين انتم يا اصحاب حقوق الانسان من مقتل شرين ابو عقله واين انتم من قاتلي الاطفال كفانا تعابير رنانه . الدذب عندكم مثل طعامكم .جاف ويقشعر البدن

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية