لندن- “القدس العربي”: يستمر الغموض حول الطريقة التي تم بها اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، ويبقى الراجح أن العملية جرت من طرف “كوماندو” داخلي على شاكلة الاغتيالات السابقة التي تعرض لها علماء البرنامج النووي. وهذه من أكبر نقاط ضعف إيران في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
استيقظ العالم، صباح الأربعاء، على نبأ اغتيال هنية في العاصمة طهران، بعدما حضر مراسيم تنصيب الرئيس الجديد، وهو الحدث الذي تسبب في قلق شديد على المستوى الدولي بحكم أنه يشكل منعطفا خطيرا في حرب غزة والتي بدأت تمتد بقوة الى مناطق أخرى منها اليمن وإيران ولبنان.
ولا يوجد تفسير مقنع حتى الآن يوضح عملية الاغتيال، وإن كانت الرواية الرائجة هي غارة جوية، كما جرى الحديث عنه في الساعات الأولى، ثم رواية صاروخ انطلق من دولة مجاورة مثلما أفادت الصحف الإيرانية دون تقديم توضيحات أكثر.
ولا تعد هذه الروايات سوى محاولة للتضليل لأسباب متعددة منها محاولة التغطية على المنفذين إذا كانوا سيختبئون أو سيغادرون إيران. ذلك أن إسرائيل لا يمكنها تنفيذ عملية جوية ضد إيران دون رصد رادارات دول المنطقة والأقمار الاصطناعية للدول الكبرى الطائرات. كما أن رواية صاروخ من بلد مجاور يعتبر مغامرة حقيقية من طرف الدولة التي ستسمح لإسرائيل باستخدام أراضيها لتنفيذ هجوم ضد طهران. وهناك فرضية أوردها الموقع الأمريكي المتخصص في التحليل العسكري “ذي زون وار” أن إسرائيل قد تكون اعتمدت على صاروخ باليستي له قدرة كبيرة على الارتفاع الجوي، وبالتالي تجاوز المضادات الإيرانية لضرب الهدف. غير أن صاروخا من هذا النوع يجب أن يخلف دمارا كبيرا في المبنى ومحيطه، بينما المبنى الذي لقي فيه إسماعيل هنية حتفه لم يتضرر كثيرا.
وعودة الى عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد عدد من علماء البرنامج النووي يبقى الراجح هو استعمال مسيرة صغيرة دقيقة من النوع الانتحاري أو قذيفة دقيقة جدا من نوع NLOS أطلقها “كوماندو” محلي من مسافة قصيرة كان لديه مسبقا كل المعطيات حول إسماعيل هنية، الطريق التي يسلكها، نوعية الحراس ومقر الإقامة ونوعية المبنى، بمعنى كم من المتفجرات يتطلب الأمر لتفجير السيارة أو المبنى.
وهناك الرواية التي أوردتها “نيويورك تايمز”، الخميس، نقلا عن مسؤولين، أن اغتيال هنية تم بواسطة قنبلة تم زرعها منذ شهرين في المبنى، وتفعيلها عن بعد عند الحاجة الأمنية، أي تنفيذ الاغتيال. وهذا يعني أن إسرائيل كانت تعرف مسبقا أين ينزل هنية وعدد من ضيوف إيران، مما جعلها تستعد مسبقا بشهور أو سنوات لتنفيذ اغتيالات إذا دعت الضرورة.
وتمت كل عمليات اغتيال علماء البرنامج النووي بسبب وجود فرق كوماندوز محلية إيرانية مرتبطة بإسرائيل. وكان الرئيس الإيراني الأسبق أحمد نجادي قد أكد في يوليو/تموز 2021 أن رئيس قسم مكافحة التجسس الإسرائيلي كان يعمل لصالح إسرائيل، وفكك الحرس الجمهوري كوماندوز إيرانية تغلغلت وسط هياكل الإدارات والأجهزة الإيرانية.