لندن ـ «القدس العربي»: طلبت النيابة العامة السعودية الإعدام للداعية المعروف الشيخ سلمان العودة، في بداية محاكمته في الرياض أمس الثلاثاء، بعدما وجهت له 37 تهمة، حسبما أفادت وسائل اعلام محلية، وحساب «معتقلو الرأي» على تويتر.
وقالت صحيفة «عكاظ» في حسابها في تويتر «بدأت قبل قليل المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة مساعد الأمين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف ككيان إرهابي»، في إشارة إلى العودة.
وأضافت «النيابة العامة توجه ضده 37 تهمة وتطالب بالقتل تعزيراً»، من دون أن تحدد هذه التهم.
وكان عبد الله العودة – نجل الداعية السعودي المعتقل – كشف الإثنين عن تدهور وضع والده الصحي وسوء ظروف اعتقاله، ووعد بالكشف عن ملف «صادم» في هذا الصدد، وذلك قبل أيام من مرور عام على اعتقال العودة.
والعودة أحد رجال الدين المعروفين الذين اوقفوا في أيلول/سبتمبر الماضي ضمن حملة اعتقالات قالت السلطات إنها موجهة ضد أشخاص يعملون «لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها».
وفي كانون الثاني/يناير الماضي نُقل العودة الى مستشفى في جدة بعدما أمضى أكثر من أربعة أشهر في السجن الانفرادي، بحسب ما أعلنت منظمة العفو الدولية نقلا عن أفراد في أسرته.
ورأى محللون أن بعض الذين أوقفوا في خضم الحملة معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا في ما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ينظر بعضهم الآخر بريبة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان.
ويقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حملة تغييرات اجتماعية في المملكة منذ أشهر، يقول إن هدفها إعادة السعودية إلى كنف «الإسلام المعتدل» بعد عقود من التشدد.
لكن الحملة التي شهدت السماح للمرأة بقيادة السيارة وإعادة فتح دور السينما وغيرها من التغييرات الاجتماعية، تتزامن مع اعتقالات تطال ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان ورجال دين وكتّابا.
وأوقف العودة بعدما نشر تغريدة رحب فيها بطريقة غير مباشرة بإمكانية التوصل إلى حل للأزمة مع قطر. والعلاقات بين السعودية والإمارة الصغيرة مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017 على خلفية اتهام الرياض للدوحة بدعم تنظيمات متشددة في المنطقة.
يشار إلى أن العودة من أبرز وجوه «تيار الصحوة» الذي ينظر إليه على أنه قريب من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظرها المملكة.
هذا وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه تلقى ببالغ القلق والألم بدء محاكمة سجناء الرأي والنصح والدعاء، من العلماء الربانيين والمفكرين والمصلحين ونحوهم، أمثال الشيخ سلمان العودة، والدكتور عوض القرني، ود. خالد العجيمي، ود. علي العمري، ود. علي بادحدح، والشيخ صالح آل طالب، والشيخ د. عبد العزيز الفوزان، وغيرهم.
وفي بيان وقعه رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي، والأمين العام الدكتور علي قره الداغي، حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، قال الاتحاد إن «هؤلاء العلماء الربانيون لم يقوموا بثورة على الدولة، وإنما وجهوا نصحهم الخالص دون نفاق ولا محاباة، فكان جزاؤهم السجن والعقاب في بلد أسس على أساس مرجعية الإسلام وعقيدة التوحيد».