‘ ‘لا يمكنني أن أرى نتنياهو أكثر’، قال الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي للرئيس الامريكي براك اوباما. ‘فهو كذاب’، واصل يقول. هذا حصل في مؤتمر العشرين الكبار الذي انعقد في تشرين الثاني 2011. الجواب الذي حصل عليه الرئيس الفرنسي من نظيره الامريكي كان مقززا بقدر لا يقل. ‘انت مللته؟ ولكن ماذا معي. أنا احتاج لان أتصدى له كل يوم’. نعم، الدبلوماسية في افضل صورها. الرئيسان المحترمان لم يخططا، بالطبع، لان تتسرب الاقوال، ولكن ما العمل عندما تخرج اقوال من هذا النوع دوما الى الخارج في نهاية المطاف. هل يتذكر أحد ما أي طلب اسرائيلي في تلك الايام باعتذار فرنسي أو امريكي؟ بالمناسبة، اقوال يعلون، خلافا لاقوال اوباما وساركوزي، عنيت في معظمها بانتقاد موضوعي لوزير الخارجية الامريكي. صحيح كانت هناك نبرة شخصية واهانة تعلقت بكيري’ نفسه، ولكن الاغلبية الساحقة من الاقوال عنيت بالجوهر وبالنهج الاسرائيلي من المفاوضات نفسها. ولكن اوباما وساركوزي حتى هذا لم يكن. مجرد قرصات لاذعة وانتقاد شخصي. ولا شيء اكثر من ذلك. طلب اسرائيلي بالاعتذار لم يكن هناك، ولا حتى مبادرة كهذه من جانب البيت الابيض او قصر الاليزيه. كلنا اعتدنا منذ الان على انه مسموح قول كل شيء عن اسرائيل، ومسموح التشهير بالتأكيد (بل ومرغوب فيه) لرئيس وزرائها. ولكن الازدواجية الاخلاقية لا تتوقف فقط عند حدود الولايات المتحدة. فهي توجد هنا ايضا. وذلك لانه بعد تلك الاقوال المهينة لاوباما وساركوزي لم نسمع احدا من اولئك الاسرائيليين الذين وقفوا للدفاع عن كيري يفعل ذات الشيء بالنسبة لنتنياهو. أتذكرون قائمة الوزراء والنواب الذين وقفوا في الطابور هذا الاسبوع كي يهاجموا يعلون (ورئيس الوزراء ايضا) وسعوا الى الدفاع بتفان عن سمعة وزير الخارجية الامريكي؟ أحد منهم لم يكن هناك كي يدافع ويدعم رئيس وزرائهم عندما شهر به زعماء اجانب وضحكوا على حسابه. هذا الاستخفاف بالنفس هو ظاهرة غير مفسرة. لا توجد كرامة اسرائيلية ينبغي الدفاع عنها من ناحية اولئك المتلوين بألسنتهم. كرامة أجنبية فقط. عندما تهان الكرامة الامريكية، ولا سيما من مسؤولين اسرائيليين، نجد كبار اليسار يقفزون على الفور ليدافعون عنها ببسالة. اما عندما يداس رئيس وزرائهم، فهم ليس فقط لا يخرجون للدفاع عنه بل العكس بالضبط. سيأتون ليدعون بانه مذنب في ان الامريكيين سيتحدثون عنه بهذه اللغة القاسية. فعندما يشتم هو مذهب. وكذا عندما يتعرض للشتيمة. لا يمكن الفوز في هذه اللعبة. بالمناسبة، مع كل الاحترام للكلمات القاسية، التي بالطبع يمكنها أن تهين، فان اكتشاف تجسس بين الاصدقاء، مثل التنصت الى مكالماتهم الهاتفية او مراقبة صناديق بريدهم الالكتروني، فان هذا مهين اكثر بقليل من مجرد الشتيمة. ولسبب ما، فان احدا من اولئك الذين ثاروا هذا الاسبوع وهاجموا يعلون لم ينبس ببنت شفه قبل بضعة اسابيع عندما تبين ان الولايات المتحدة تدخل كل يوم، وكل ساعة، لبواطن صديقتها الافضل. ‘مثل هذا الامر لا يجري بين الاصدقاء’، جاء في بيان لوزارة الخارجية الامريكية في اعقاب تصريحات يعلون هذا الاسبوع. مع مثل هؤلاء الاصدقاء… .