واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات:كشفت مصادر أمريكية أنه بعد فترة وجيزة من اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في اسطنبول، الشهر الماضي، تحدث أحد أعضاء فريق القتل مع رئيسه وهو يقول: «يمكنك إخبار «رئيسك» أن العملاء نفذوا المهمة». ووفقا لتقديرات المخابرات المركزية الأمريكية فإن المقصود هو ولي العهد محمد بن سلمان، والمهمة هي قتل خاشقجي.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المسؤولين يعتقدون أن لفظ «رئيسك» كان إشارة إلى الأمير بن سلمان على الرغم من عدم ذكره بالاسم، وأشارت إلى أن ماهر عبد العزيز المطرب، وهو واحد من 15 سعودياً أرسلوا إلى اسطنبول لقتل خاشقجي قد أجرى المكالمة الهاتفية التي اعترضتها أجهزة المخابرات باللغة العربية.
وكان ضباط المخابرات التركية قد أخبروا المسؤولين الأمريكيين أنهم يعتقدون بأن مطرب، وهو ضابط أمن كثيراً ما كان يرافق الأمير محمد في رحلاته، كان يتحدث مع أحد مساعدي الأمير. وعلى الرغم من أن الترجمات من العربية قد تتباين إلا أن الأشخاص الذي أطلعوا على تفاصيل المكالمة الهاتفية يقولون إن مطرب قال أيضاً لمساعد الأمير كلمات تفيد بأن «العمل قد أنجز».
صحيفة تركية تكشف أدوات الجريمة في صور حقائب… ومراقبون: السعودية تستغل الحرم المكي للدعاية للحكام
يقول بروس أو. ريديل، الضابط السابق في المخابرات الأمريكية والذي يعمل الآن في معهد بروكنغز: «مثل هذه المكالمة هي أقرب شيء إلى الدليل الدامغ يمكن أن تحصل عليه في مثل هذه الحالة، وهو دليل إدانة قطعي، لا ريب فيه».
ونشرت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة اليوم الثلاثاء صورا قالت إنها تظهر الأدوات التي استخدمها فريق الاغتيال السعودي في قتل الصحفي جمال خاشقجي، وقد التقطتها أجهزة الأشعة السينية في مطار أتاتورك.
وأوضحت الصحيفة أن فريق الاغتيال السعودي المكون من 15 شخصا حمل معه تلك الأدوات في حقيبة دبلوماسية وهو يغادر تركيا من مطار أتاتورك بعد ساعات قليلة من قيامه بقتل خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتظهر الصور التي التقطتها أجهزة الأشعة السينية في المطار ونشرتها صحيفة صباح أن الحقيبة احتوت عشرة أجهزة اتصال خاصة وجهازي صعق كهربائي ومقصا كبيرا وحقنتين طبيتين ومشارط ومكابس (دباسات) وأجهزة لتشويش الإشارات اللاسلكية والكهرومغناطيسية، إضافة إلى سلاح يسهل إخفاؤه.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة اللاسلكي استخدمت للمراقبة والتواصل الآمن بين أعضاء فريق الاغتيال، كما استخدمت الحقن وأجهزة الصعق لقتل الضحية، في حين استخدمت المكابس لإحكام إغلاق الأكياس التي وضعت فيها أجزاء جثة خاشقجي لمنع تسرب الدماء أو سوائل الجسم منها.
وفي السياق، ذكرت وكالة «أكوفين» الإخبارية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية الأفريقية أن «حالات التأييد التي حظيت بها السعودية لدى حكومات أفريقية محدودة في كارثتي حرب اليمن واغتيال جمال خاشقجي وفي حملة مقاطعة قطر، كانت لضغوط تمارسها حكومة الرياض بمهارة وبدون استحياء على هذه الحكومات، بينها التهديد بوقف التمويلات وبتعقيد منح تأشيرات الحج والعمرة».
وأشارت الوكالة ذات الصيت المهني الكبير تحت عنوان «أفريقيا والسعودية: الشريك الأفضل والأسوأ»، إلى «أن حكومة الرياض قد تُعقد حصول دول أفريقية لم تساند سياسات السعودية في هذه الملفات على تأشيرات الحج والعمرة بالغة الحساسية، وهي تأشيرات قد تقطع شعوب هذه الدول عن زيارة الأراضي المقدسة».
وقال خالد محمد أبو الفضل، مدرس القانون في جامعة كاليفورنيا، في مقال رأي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» إنه في اعقاب مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وبينما كانت نظرات العالم مشحونة على الأمير محمد بن سلمان ، عادت الملكية السعودية مرة أخرى إلى استخدام المسجد الحرام للدفاع عن ولي العهد والتحدث عنه بطريقة تؤكد شرعيته وسيطرته على مكة والمدينة بطريقة مزعجة للغاية».
وأشار أبو الفضل إلى خطبة ألقاها الشيخ، عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام وصاحب أرفع سلطة دينية في السعودية، في يوم الجمعة المصادف 19 تشرين الأول/أكتوبر من نص مكتوب إذ شرع في تمجيد محمد بن سلطان كهدية إلهية للمسلمين ، وقال في الخطبة التي بثتها الشبكات التلفزيونية و تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن “مسار الإصلاح والتحديث في هذه الأرض المباركة .. من خلال العناية والاهتمام من قبل ولي عهدها الإصلاحي الشاب الطموح والمخلص، صاحب الرؤية والابتكار والحداثة المتعمقة رغم كل الضغوط والتهديدات. (تفاصيل ص 10 ورأي القدس ص 23)