الخليل: رويدا رويدا، تقضم إسرائيل، البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من خلال استمرار السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينية، وتحويلها لمستوطنات يهودية.
والأحد الماضي، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، على البدء بالتخطيط لبناء حي استيطاني يهودي في سوق الجملة (سوق الخضار) بالخليل، وهو ما رفضته الحكومة الفلسطينية، ووصفته بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وسوق الجملة (الحسبة)، هو سوق خضار أغلقته إسرائيل أمام الفلسطينيين عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين في 25 فبراير/شباط 1994، وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً فلسطينياً وإصابة 125 على الأقل.
وحسب القناة 13 العبرية، فإنه سيتم هدم مباني السوق (المملوكة للفلسطينيين وعددها نحو 50 متجراً) وسيتم بناء متاجر جديدة مكانها، مع الحفاظ على الحقوق الفلسطينية في الطوابق الأرضية، دون مزيد من التوضيح.
والفلسطينيون ممنوعون من الاستفادة من متاجرهم بالسوق منذ عام 1994، عندما تم إغلاقه بقرار عسكري إسرائيلي.
ودحض رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، ادعاءات المستوطنين بملكية “السوق”.
وقال إن “السوق ملك لبلدية الخليل، وتملك كل الأوراق الخاصة بذلك”، مشيرا إلى أن البلدية “ربحت قضايا رفعتها على سلطات الاحتلال بشأن السوق”.
وتابع: “لدينا عدة قرارات من محاكم إسرائيلية تقضي بملكية السوق، وأخرى بفتحه، لكن الاحتلال يتذرع بدواع أمنية”.
وبتدشين الحي الاستيطاني الجديد، يرتفع عدد الأحياء داخل البلدة القديمة إلى خمسة بالإضافة إلى مستوطنة “كريات أربع” على أطراف البلدة، بحسب معطيات لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولجنة إعمار الخليل القديمة، وتجمع شباب ضد الاستيطان.
وقُسّمت الخليل بحسب اتفاق الخليل (بروتوكول الخليل) في 17 يناير/كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة من الخليل وأطرافها.
مستوطنات
وتشير المعطيات إلى إن إسرائيل شيدت في عام 1968، مستوطنة “كريات أربع” على أطراف البلدة القديمة، ويسكنها نحو 7600 مستوطن إسرائيلي.
وشيدت المستوطنة على مساحة 4300 دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وقد خطط للمستوطنة أن تستوعب 10,000 عائلة.
ويقول أبو سنينة، إن السلطات الإسرائيلية، سعت منذ اليوم الأول لاحتلال الضفة الغربية للسيطرة على البلدة القديمة، عبر السيطرة على المباني الفلسطينية.
وفيما يلي معلومات حول المستوطنات في مدينة الخليل
-الدبويا
في عام 1979، سيطر مستوطنون على مبنى “الدبويا” في الخليل القديمة، وحوّلوه إلى مستوطنة تعرف إسرائيليا بـ”بيت هداسا”، حيث جرى السيطرة على عدة منازل قريبة وضمت للمستوطنة.
– إبراهيم أفينو
في عام 1980، سيطر مستوطنون على منزل، وسوق للخضار، وأعلنوا عن بناء مستوطنة جديدة داخل البلدة القديمة، عرفت بـ”إبراهيم أفينو”، ويطلق عليها فلسطينيا “الحي اليهودي”.
ويضم الحي عشرات المنازل القديمة، التي أعاد مستوطنون ترميمها والسكن فيها.
– بيت رومانو
في عام 1983 سيطر مستوطنون على مدرسة أسامة بن المنقذ، وعلى محطة الحافلات وسط الخليل، وشيدوا مستوطنة “بيت رومانو”.
ولا تبعد المستوطنة بضعة أمتار عن مستوطنة “بيت هداسا”.
– مستوطنة تل الرميدة
في عام 1984 سيطر مستوطنون على مساحة ألف متر مربع من أراضي حي تل الرميدة في الخليل، وأقاموا مستوطنة وسط المنازل الفلسطينية.
السيطرة على منازل وإفراغ البلدة
ويسيطر المستوطنون على أربعة منازل منفردة في البلدة القديمة من الخليل، وهي:
– منزل عائلة الرجبي قرب المسجد الإبراهيمي.
– منزل عائلة أبو رجب بالقرب من ملعب المدرسة الإبراهيمية.
– منزل عائلة البكري في تل الرميدة.
– منزل عائلة الزعتري في شارع السهلة.
ويسكن الخليل القديمة نحو 600 مستوطن، و200 طالب في مدارس دينية يهودية، يحميهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
في المقابل يسكن البلدة نحو 10 آلاف فلسطيني.
وبحسب المعطيات، فإن نحو 43% من المنازل في البلدة القديمة من الخليل، فارغة، و77% من المحال التجارية مغلقة، بواقع 1829 محلا تجاريا، منها 512 محلا بقرار عسكري إسرائيل، والبقية نتيجة إفراغ البلدة القديمة من السكان، والمضايقات اليومية.
وتمنع إسرائيل دخول المركبات الفلسطينية إلى البلدة القديمة، وتقيم 22 حاجزا عسكريا، و105 عائق حركة.
أحياء وأسواق مغلقة
وتغلق إسرائيل أحياء “جبل الرحمة، تل الرميدة، شارع الشهداء، السهلة، محيط المسجد الإبراهيمي، حارة السلايمة، حارة غيث، واد الحصين، واد النصارى، واد العروس، عين بين سليم، البقعة والبويرة، وحارة جابر”.
وأغلقت أسواق “سوق الدجاج، سوق اللبن، سوق الحدادين، سوق النجارين، سوق الجمال، سوق الخضار قطاعي وجملة، سوق الجملة، سوق الذهب”.
المسجد الإبراهيمي
منذ عام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين (45%)، وآخر باليهود (55%)، إثر مجزرة الحرم.
(الأناضول)