الاستيطان يتنامى على أيدي “شبيبة التلال” و”تدفيع الثمن” الإرهابيتين والبؤر الجديدة تنهب مساحات جديدة من الأراضي الفلسطينية

حجم الخط
0

غزة- القدس- “القدس العربي”: يتضح من المعطيات على الأرض، أن حكومة الاحتلال التي أعلن مسؤولوها دعم الاستيطان، أنها تلجأ في هذه الأوقات لتنفيذ مخططات جديدة، لنهب المزيد من أراضي الضفة، تقوم على اساس توفير الأمن والحماية، للجماعات الاستيطانية التي تهاجم المناطق الفلسطينية، في الوقت الذي تصمت فيه هذه الحكومة على بناء “البؤر الاستيطانية”، بالتزامن مع دفع المزيد من الخطط الجديدة للتنفيذ.

دعم حكومي خطير

آخر تلك الإعلانات المباشرة عن الدعم الحكومي اللامحدود لخطط الاستيطان، جاءت على لسان رئيس الحكومة نفتالي بينيت، الذي قال إن حكومته ستواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وذلك خلال عقده اجتماع مع كبار قادة جيشه في مقر عسكري بالضفة، حيث أكد خلال اللقاء أنه لن يكون هناك تجميد للاستيطان.

وكُشف النقاب قبل يومين عن رسالة بعثها وزير القضاء الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى وزير الجيش بيني غانتس، أكد فيها أنه لن يتم تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، حيث قال ساعر في الرسالة: “سأقاتل من أجل حدوث ذلك، وقد أجريت عددا من المحادثات حول هذا الأمر، وأعتقد أن هذا سيحدث”، وكان بتلك الرسالة يؤكد رفضه لأي مماطلة من وزارة الجيش على تأجيل البناء في تلك المستوطنات.

وقد بعث ساعر برسالته، ليدعم خطط قدمتها مجالس المستوطنات لوزارة الجيش، من أجل بناء حوالي 4000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، حيث تجري حاليا مناقشة المرحلة الأولية لبناء مئات الوحدات في عدة مستوطنات بالضفة الغربية، ويدور الحديث عن خطط للبناء في التجمعات الاستيطانية ونسبة أخرى خارج تلك التجمعات الاستيطانية، حيث برر المستوطنون هذا العدد الكبير من الخطط لوجود تجميد صامت للاستيطان خلال الأشهر الأخيرة.

بؤر عشوائية

جاء ذلك في الوقت الذي يواصل فيه مستوطنون العمل في منطقة “موفييه” بالأغوار الشمالية، لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة، لتضاف إلى ست بؤر أقامها المستوطنون في تلك المنطقة خلال السنوات الماضية، حيث وضعوا علامات لطرق، وحفروا بعض الحفر الصغيرة، وأحضروا مقاعد جلوس، مما يثير الشك حول أن تكون هذه الأعمال نواة لبؤرة استيطانية جديدة بالأغوار الشمالية.

في الوقت نفسه يقوم المستوطنون بمباركة وحماية جيش الاحتلال ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية في مخطط استيطاني يتجاوز ما يسمونه تباطؤ حكومة الاحتلال في إقرار المزيد من المشاريع والخطط الاستيطانية.

وقد بدأ مسلسل إقامة البؤر الاستيطانية ينتقل من منطقة لأخرى في الضفة الغربية، بدءا بجبل صبيح مرورا بالمعرجات وانتهاء بالأغوار، حيث أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة قرب تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات، الواقعة بين محافظتي رام الله والبيرة وأريحا والأغوار.

كما نصب مستوطنون من مستوطنة “مجدوليم” إلى الجنوب من مدينة نابلس، أربعة بيوت متنقلة “كرفانات” على أراضي بلدة قصرة بهدف توسيع المستوطنة على حساب أراضي المواطنين، كما نصبوا بيوتا أخرى متنقلة على اراضي بلدة قريوت جنوبي نابلس، وتحديدا في منطقة البطاين الواقعة بين مستوطنتي ” شيلو” و”عيليه”.

كما تعمل الجماعات الاستيطانية، على إقامة بؤرة شرقي مدينة رام الله، وتحديدا قرب مستوطنة “معاليه مخماس”، والتي تضم 5 عائلات في المرحلة الأولى، وسميت “نوفي يسرئيل”، فيما أعاد مستوطنون بناء منازل في بؤرتين استيطانيتين قرب رام الله بعد أن تم هدم 20 مبنى كانت بداخلهما منذ أيام قليلة لتنفيذ قرار قضائي بذلك كونها غير قانونية، حيث تم إخلاء تلك البؤر يوم الإثنين من الأسبوع الماضي، وفي اليوم التالي عاد مستوطنون لتشييد مبانٍ جديدة، وتم إطلاق حملة تبرعات جديدة لإعادة إنشائها، ومن بين الأشخاص الذين جندوا في الحملة عضو “الكنيست” بتسلئيل سموتريتش، الذي شجع الإسرائيليين على التبرع عبر مقطع فيديو.

إلى ذلك، كُشف عن مخططات استيطانية جديدة لتهجير سكان بلدة الخان الأحمر الواقعة إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة، والتي تريد دولة الاحتلال من وراء هذه العملية تنفيذ ما يعرف بمخطط “E1” الاستيطاني الكبير الذي يفصل القدس عن الضفة، ويقطع الضفة ما بين شمال وجنوب.

وبحسب موقع “واي نت” العبري، فإن وزارة الجيش في تل أبيب، تدرس حاليا مقترحين يتعلقان بنقل قرية الخان الأحمر البدوية من مكانها، في ظل رفض الأهالي تلك  الخطط، إذ يقوم المقترح الأول على نقل القرية على بعد حوالي 150 مترا شمال غرب الموقع الحالي في تجاه مستوطنة “كفار أدوميم”، والآخر أن تنقل إلى الجانب الآخر من الطريق السريع 1 المؤدي إلى القدس، حيث زار مسؤول أمني إسرائيلي تلك القرية مؤخرا، وقام بجولة بهدف فحص ودراسة واقع المنطقة عن كثب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية