الاسرائيليون يعانون من خيبة أمل بسبب انجرار الحكومة وراء الجيش مما أدي لحرب ضد حزب الله
الاسرائيليون يعانون من خيبة أمل بسبب انجرار الحكومة وراء الجيش مما أدي لحرب ضد حزب الله نفور، خيبة أمل عميقة وهلع. تلك كانت الاحاسيس المنتشرة التي جرفت الجمهور في اسرائيل في عامها الـ 59، ولا معني لتخفيف حدتها عند الاحتفال بيوم الذكري ويوم الاستقلال. حكومة جديدة، برئاسة حركة سياسية جديدة تعهدت بوضع حد للاحتلال، قادت ـ أو ربما الادق قيدت ـ من جيش مغرور وصديء الي هزيمة أليمة، مخيبة للامــال ومحــملة بالمخــاطر في حرب ضد حزب الله.الحرب وضعت حدا لخطة الانطواء، للنية المعلنة لازالة مواقع استيطانية ولآمال الحوار مع السلطة الفلسطينية. في داخل البيت، قضية لاحقت قضية. هتافات تنظيف الاسطبلات انطلقت عاليا، ولكن احيانا كان يخيل بأن صورة مكارثي تحوم في الهواء. اما الفقر والتمييز فلم يتراجعا. رغم كل ذلك والي جانب كل ذلك انطلق النمو الاقتصادي بسرعة. في المرافق الاقتصادية كانت أجواء ازدهار، استثمارات وبناء. فالاستثمارات تدفقت، وفيها مال كثير من اليهود بحثاً عن الارباح ولكن ايضا سعياً الي نقل رسالة. العديد من اليهود من بلدان مختلفة اختاروا الاستثمار في المساكن في البلاد. نموذج جديد من الهجرة نشأ، في اطاره يوزع الناس حياتهم بين اسرائيل وبلادهم الاصلية. في عصر الثقافات المتعددة وكثرة الهويات، فان الاسرائيلية واليهودية يرتبطان ويتنوعان، وليس في ذلك اي ضير. وليس أقل أهمية بدا واضحا في اثناء السنة الماضية بان تلك الاحاسيس من الاحباط والهلع التي مرت علينا اصابت بشدة مجتمعات يهودية في العالم ايضا. الجدالات التي مزقتنا عصفت بهم ايضا. صحيح، انه برز ميل معاكس، ولا سيما في أوساط اليهود الشباب، ميل للابتعاد عن اسرائيل بل والتنكر للدولة التي تجتذب النار من كل صوب. غير أن هنا ايضا تنشأ مفارقة يخيل أنها اشتدت مع وجود اسرائيل علي مشارف العام 59، مثل اللاسامية الكلاسيكية، التي لم تعط ايضا لليهودي المنخرط بين الشعوب والمغترب الفرصة للهرب من يهوديته، هكذا مناهضة الصهيونية اليوم محرجة ومثيرة للحـــفيظة، بــل ومهددة لليهود في كل الآراء.وبينما نجحت اسرائيل، بسياستها السخيفة علي مدي أربعين عاما من الاحتلال من شق وتمزيق التضامن اليهودي، فقد جاءت الكراهية الشديدة ضدها، والتي لا تتعلق بأي سياسة لها، لتعزز التضامن اليهودي العام والاحساس بالتكافل المتبادل.لا يدور الحديث عن دعم أعمي لدولة اسرائيل وحكومتها. عهد الدعم الاعمي انقضي منذ زمن وهذا حسن. الاستطلاعات، وكذا الاتصال المباشر، تفيد علي نحو ظاهر بأن الشعب الذي يعيش خارج اسرائيل لا يقل وعيا، بل وانتقادا عن الاسرائيليين انفسهم في كل ما يتعلق بسلوك الدولة. معظم هؤلاء مثل معظم أولئك يتطلعون الي يوم يحل فيه حل الدولتين.تضامن اليهود، دعمهم، استثماراتهم، هجرتهم، وفي نهاية المطاف تعلقهم بنا وتعلقنا بهم ـ كل هذا فقط يعزز المسؤولية التاريخية الرابضة علي الاسرائيليين للحرص علي أن تجد دولتهم أخيرا السبيل للعيش في سلام في أوساط جيرانها، كي تتمكن من أن تحقق بكامله هدفها الصهيوني.أسرة التحرير(هآرتس) 23/4/2007