اخبرني عن شجاعته التي لا نظير لها مراراً وتكراراً وعن عركاته الشديدة في كافة احياء مدينة.. جدة.. فهو البطل الذي لا يقاوم والشجاع الذي تهابه كافة الشجعان والفتوات، حتى في المدرسة كان يهابه المدرسون، ناهيك عن الطلبة اشد من هيبتهم من وزير التربية والتعليم، كان يطوف بدراجته النارية الحي الذي نسكن فيه والاحياء المجاورة وهو يلقي التحية بكل اعتزاز وكبرياء شامخ. كان يود الجميع ان يتقربوا منه ليتعرفوا على الشخصية القادمة من زمن الاساطير، فهو كوصفة لنفسه اشبه ما يكون بعنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم، سألني يوماً اتعرف فلانا الفلاني قلت له لم اره قط، ولكني سمعت عن شجاعته الكثير – ليس منه – فأنا لم اره قط، ولكن يقولون انه شجاع بمعنى الكلمة، وله مواقف مشهودة ومسموع بها، قال لي وبكل اعتزاز فلان الفلاني انا اكلته التراب وجعلته اضحوكة وعبرة لمن لا يعتبر. بلعت ريقي بخوف وتوجس وعدت ادراجي ارتجي دروب السلامة والحذر فيعلم الله اني سمعت عن فلان ولم اره قط يقولون انه صنديد لا يقاوم، كان يمتطي صهوة دراجتة النارية بتواضع ملحوظ واخلاق مصطنعة تغلف الشخصية الغامضة التي لا يعرف عنها، سوا ما يحكيه هو عن نفسه فهو.. وهو…. هذا حسب ما يحكيه هو عن نفسه سألت عنه احد الاشخاص الذي تجمعه به علاقة وطيدة فهو همزة وصل ما بيني وبين الاسطورة، فأنا ايضاً تجمعني به علاقة جيدة، هل رأيت لفلاني الفلاني اي موقف بطولي؟ قال لي لا! تعجبت بشدة ودارت الايام والاسطورة يصول ويجول بدراجته النارية، ويجمع من حوله المعجبين والمؤيدين لغموضه الاسطوري صار موقف بينه وبين احد افراد الحي الذي يحمل بين ضلوعه الكثير من الشجاعة الشامخة المجملة بالتواضع الاصيل، اخذ الموقف يحتدم والامور تسير بينهما ما بين جزر ومد، فالهدوء الذي يسبق العاصفة يخيم على المكان والاطفال والنساء من على الاسطح والبلكونات يرقبون الموقف بخوف واي الخصمان سيطوي صفحة الاخر، وافراد الحي كلهم يتوقعون نزع الفتيل في اي وقت ولسان الحال يا ستار سترك يا رب والاسطورة كان يجمع من حوله الاصحاب والمؤيدين له ويعزز من تواجدهم وحضورهم الدائم معه فهو لا يعرف متى ستكون المواجهة المحتومة صار ما لا يحمد عقباه، وتشابكت الجموع وجرحت الايادي وسالت الدماء وانفض الغبار عن الجرحى وكل اصيب بحسب هجومه ودوره الذي اداه الا الاسطورة ولله الحمد لم يصب بأي اذى في المعركة التي كانت شاهد اثبات لبطولاته السابقة التي حفظتها عن ظهر غيب لانه من الاساس لم يشارك في المعركة فهو وقبل الاشتباك بلحظات وبدون ان يشعر به احد امتطى صهوة دراجته النارية وبأقصى سرعة انطلق الى الحي المجاور للحي المجاور للذهاب الى المهندس للكشف عن دراجته النارية التي ليس بها اي شي لانه من قبل لم يجد الوقت المناسب والان اتيحت الفرصة. خالد النهيدي – اليمن