‘رفضت خمس ممثلات كرديات المشاركة في الفيلم الكردي الجديد ‘صورة النار’، من اخراج ادريس شحاوان. وسبب ذلك مشهد قبلة طويل بين بطلي الفيلم. وفي النهاية استقر رأي الممثلة هيرو حسن زادة أن تستجمع الشجاعة وتقبل الدور الذي ألزمها أن يتم تقبيلها ست مرات قبل أن يرضى المخرج.
فازت السينما الكردية من قبل بجوائز دولية، لكن المشاهد الرومانسية ما زالت تثير اختلافا عاما برغم أن وضع النساء في الاقليم الكردي في العراق جيد نسبيا. وقد وجدت العاصفة التي أثارتها ‘القُبلة’ ميدانا طبيعيا للتنازع في الفيس بوك، حيث أسرع شباب الى نشر صورهم وهم يُقبل بعضهم بعضا. ‘هل يُحرم الاسلام القُبل وإظهار الحب علنا؟’، قال المتصفحون في تحدٍ، ‘لماذا يجب أن نعيش في إنكار، ألسنا جميعا يُقبل بعضنا بعضا ونرى جميعا مشاهد رومانسية في الأفلام؟’.’
وتحولت قضية أخلاقية القُبلة سريعا الى نقاش في الفروق بين الجيل القديم والجيل الجديد من الشباب الذين يبنون ويطورون الاقليم الكردي الغني في العراق. وليس هذا الاختلاف في الرأي مقطوعا عن الازمة السياسية التي تجري على الاقليم الآن، فان حزبا جديدا اسمه ‘غوران’ (حركة التغيير) يهدد مكانة الجيل القديم. وقد أُسس الحزب في 2009 بقيادة نشيروان مصطفى ليكون معارضة ليبرالية واصلاحية لسلطة الحزبين الكبيرين حزب الاتحاد الوطني، بقيادة جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردي، بقيادة مسعود برزاني. وبعد ذلك بأربع سنوات في الانتخابات التي أُجريت لمجلس الشعب الكردي في 21 أيلول من هذا العام فاز ‘غوران’ بالمكان الثاني ودفع حزب طالباني الى المكان الثالث.
قد تكون لفوز غوران وضعف حزب طالباني الذي يستشفي من جلطة دماغية في المانيا، آثار بعيدة المدى على انتخابات مجلس النواب العراقي التي ستُجرى في نيسان 2014. فمع زيادة عدد النواب الأكراد في مجلس النواب العراقي، بحسب قانون الانتخابات الجديد، قد يصبح غوران القوي حزبا تراوده الاحزاب الشيعية ويحدد مستقبل العلاقات بين الحكومة المركزية والاقليم الكردي الذي ما زال يستخف بها.
واذا تجاوزنا العلاقات المعقدة للحكومة المركزية فان الاقليم الكردي الذي يُدبر أموره باستقلال شبه كامل مانعا الجيش العراقي من العمل في داخل ارضه وصادا دخول مواطنين عراقيين عربا الى الاقليم ومتمتعا بأمن نسبي واستثمارات اجنبية كبيرة، يجب استقرار الرأي على كيفية السلوك فيما يتعلق بالازمة السورية. وعليه خاصة أن يحدد موقفه من القرارات التي اتخذتها في الاسبوع الماضي مجموعات سياسية كردية أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي، والمتعلقة بانشاء اقليم ذي حكم ذاتي كردي في سوريا. وكل ذلك بعد أن أحدثت الانتصارات العسكرية لقوات الحزب على الحركات الاسلامية التابعة للقاعدة قاعدة من الارض لانشاء منطقة ذات حكم ذاتي على حسب طراز الاقليم الكردي في العراق.’
لكن ما يبدو مثل نشوء ‘هلال كردي’ موحد يثير مخاوف شديدة عند مسعود البرزاني، رئيس الاقليم الكردي في العراق. فالبرزاني الذي يرى نفسه زعيم الاكراد الأعلى ويطمح الى إخضاع مليوني كردي السوريين لسلطته، يتقاسم مع تركيا التي يراها شريكته الخوف من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. ويعتبر هذا الحزب إبنا لحزب العمال الكردستاني الذي يُعرف في تركيا بأنه منظمة ارهاب. إن الحلف بين البرزاني وتركيا الذي ازداد قوة في السنتين الماضيتين وبخاصة بسبب التعاون الاقتصادي الضخم وانهاء بناء أنبوب النفط الذي يربط حقول النفط الكردية بتركيا، يهدد العراق التي تراه تهديدا مباشرا لسلامة الدولة الى جانب ضياع ايرادات من النفط.
إن واشنطن ايضا تنظر الى هذا الحلف في تخوف وشك لأنها ما زالت تولي سلامة العراق أهمية استراتيجية. وترفض واشنطن في نفس الوقت اجراء حوار مع الاكراد في سوريا عن موقف مبدئي يرى أنه لا ينبغي اجراء تفاوض مع جهات معارضة مفرقة بل مع الائتلاف الوطني السوري الذي هو أكبر منظمة معارِضة وتعتمد على دعائم واهية. إن هذه المعارضة نددت بشدة بقرار الحركات الكردية في سوريا على انشاء ادارة مستقلة في الاقليم، بل عرفت حزب الاتحاد بأنه ‘عدو المعارضة’. وسبق ذلك ايضا أنباء نُشرت قالت إن الحركات الكردية تتعاون مع الاسد وتتوقع أن تنال نصيبا من الحكم مع انتهاء الحرب. وحقيقة أن هذه الحركات تحارب القوى الاسلامية بصورة جيدة لا تفيدها لا عند البرزاني ولا عند الاتراك الذين ساعدوا هم أنفسهم بحسب تقارير المعارضة السورية الحركات الاسلامية مدة ما.
إن الدوامة السياسية العسكرية التي تسيطر على المنطقة الكردية في سوريا أصبحت قابلة للانفجار أكثر فأكثر بسبب نشاط احزاب كردية مستقلة تعتمد على شباب يطمحون الى استقلال محلي لا يكون متصلا بالاقليم الكردي في العراق وبسلطة البرزاني. وهكذا في الوقت الذي تتيح فيه الحرب في سوريا للاكراد في العراق وسوريا فرصة لتوحيد الصفوف ولانشاء اقليم مستقل واسع ذي تأثير سياسي اقليمي، تُلاشي الانقسامات الداخلية السياسية والاجتماعية احتمالات تحقيق الحلم التاريخي. فيتبين أنه لن توجد هنا قُبلة رومانسية.
تسفي برئيل
هآرتس 18/11/2013
أن كان اكراد العراق سيحققون حلمهم المنشود عاجلاً أم اَجلاً فأن هذا التطور سيخدم ولاشك مصالح الدولة العبرية الاستراتيجية العليا في تقسيم أو تفتيت المنطقة العربية الى نحل وملل وطوائف و مذاهب لها أول و ليس لها اَخر(وسينطبق ذلك على أيران و تركيا أذا تطلّب الامر) وبالتالي فأن أسرائيل ستكون هي الدولة المهيمنة والمسيطرة على كل ما يجري وبدعم و مباركة المجتمع الدولي….لماذا ؟؟؟ لان العرب فشلوا في مسيرتهم التحررية من الاستعمار الاجنبي و ها هم يفشلون في تحررهم من أنظمتهم المستبدة التي ورثوها من الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.