الامن ينتصر دوما

حجم الخط
0

تحاول وزير المالية، يئير لبيد، أن يعرض هذا كحل وسط، ولكن الحقيقة هي أن المالية خرجت مصابة ومرضوضة من المواجهة مع جهاز الامن. معنى الحل الوسط الذي اقر في نهاية الاسبوع هو تنازل شبه مطلق عن التقليص الذي خطط له في الميزانية. هذه هزيمة لاذعة للبيد، وللمالية ولمواطني اسرائيل.
التقليص في ميزانية الدفاع حظي قبل اربعة اشهر، عندما اقر كقانون في الكنيست، بمديح كبير. وفي المالية ادعوا بان هذا انجاز هائل، تحقق بعد صراع شديد خاضه وزير المالية في مواجهة الجيش الاسرائيلي واللوبي الامني، واشاروا الى أن لبيد نجح في اقناع وزير الدفاع موشيه يعلون بتأييد التقليص. وبالفعل ايد يعلون في البداية التقليص في الحكومة وفي الكنيست، ولكن بعد زمن غير طويل غير الاتجاه، وطلب اعادة مبلغ التقليص بل وأكثر من ذلك. في اعقاب حملة الضغوط من وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي قرر في نهاية الاسبوع المجلس الوزاري الامني بالاجماع، بما في ذلك لبيد، اعادة 2.75 مليار من اصل 3 مليار قلصت الى الجيش. وهكذا تحول الانجاز الهائل الى فشل مدوٍ. لقد اثبت جهاز الامن مرة اخرى بانه في الصراع مع المالية، تكون يده دوما هي الاعلى.
بمراعاة العلاوات الهائلة في الميزانية والتي حصل عليها الجيش الاسرائيلي في أعقاب حرب لبنان الثانية، لاغراض التسلح والتدريب، وفي ضوء حقيقة أن التهديدات التقليدية على اسرائيل ضاقت جدا في أعقاب الازمات الداخلية في مصر، و سوريا والعراق. كان يمكن لهذا الوقت ان يكون زمنا مناسبا لتقليصات ونجاعة في جهاز الامن، في ظل تحويل الاموال منه الى المجالات الاجتماعية، الرفاه، الصحة وغيرها. ولكن تراجع رئيس الوزراء، واعادة التقليص بكامله تقريبا، أفرغ من محتواه كل طلب من جهاز الامن للنجاعة، وتجفيف حفر السمنة الكبيرة فيه.
هكذا سيواصل مواطنو اسرائيل تمويل الازدواجية المثيرة للغضب بين الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع، البعثات الامنية والمشتريات المنتفخة في الخارج، قسم اعادة التأهيل الذي يبذر المليارات، القواعد الباهظة في مركز البلاد، التقاعد الفضائحي لرجال الخدمة الدائمة الذين يخدمون في الجبهة الداخلية ويتسرحون في سن 46 وهذه مجرد قائمة جزئية.
الجمهور، المعتاد على التسليم الأعمى بحجم ميزانية الدفاع وما يجري في جهاز الامن يجب أن يفهم بانه هو الذي سيدفع ثمن الانتصار. العلاوة لن تسمح للبيد ونتنياهو بتخفيض الضرائب في 2015 مثلما ارادوا. لن تسمح لهما أيضا بان يكرسا المزيد للتعليم، والصحة، ولرفاه، والحضانات النهارية للبنى التحتية ولحل مشاكل السكن.

هآرتس 3/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية