الانتخابات المقبلة… بين مراوغات نتنياهو وخطاب غانتس الأخير

حجم الخط
0

سينطلق القطار من المحطة اليوم نحو معركة انتخابات رابعة في غضون أقل من سنتين. بعد أشهر من المفاسد والنزاعات والمواجهات التي لا تتوقف، سيرفع اليوم إلى التصويت في الهيئة الكاملة للكنيست مشروع قانون “يوجد مستقبل – تيلم” لحل الكنيست وتفكيك الائتلاف. وقرر رئيس “أزرق أبيض” غانتس، أمس، بعد أيام من الترددات، بأن حزبه سيرتبط بالمعارضة وسيؤيد مشروع قانون شريكيه السابقين، لبيد ويعلون. وبعد أن حذروه من أن اتفاق التناوب كتب على الجليد، وأن نتنياهو لن يلتزم بالاتفاقات.. فهم غانتس بأن ليس لهذه الحكومة فرصة للبقاء، ومن الأفضل حلها بدلاً من انتظار نتنياهو.

ألقى غانتس أمس الخطاب الأكثر زعامة وصدقاً له في الأشهر الأخيرة. والسؤال هو: هل حدث هذا بعد فوات الأوان؟. لقد ضغط آفي نيسنكورن وغابي أشكنازي على غانتس من الداخل، وهدد عمير بيرتس وايتسيك شمولي بالتعاون مع المعارضة، وحتى رئيس “ديرخ ايرتس” الوزير يوعز هيندل، قال لغانتس إن الأمر لن ينتهي بالخير مع نتنياهو. ولكن أقوال غانتس أمس، تشير أنه لن يتراجع عن الانتخابات.

يدير رئيس الوزراء نتنياهو هذه الأيام معركة أخيرة على الوعي. فكثير من الناس يرون فيه المذنب المركزي في الأزمة السياسية في أعقاب رفضه رفع ميزانية الدولة للعام 2021 لإقرار الحكومة، مثلما تعهد في الاتفاق الائتلافي. ويكرر نتنياهو الكلام عن “الوحدة” في الآونة الأخيرة بوتيرة جهاز إطلاق نار. “أدعو غانتس للسير نحو الوحدة والامتناع عن حل الكنيست”، قال صباح أمس. وقبل وقت قصير من إعلان غانتس في المساء، واصل يقول: ” ليس هذا وقتاً للانتخابات، بل وقت الوحدة. يا بيني، ما ينبغي عمله الآن هو التفافة حدوة حصان عن السياسة”.

مع كتلة “أزرق أبيض” سيكون للمعارضة اليوم أغلبية 66 نائباً مع قانون حل الكنيست. غير أن هذه الأغلبية أيضاً غير مؤكدة. من يستطيع هز التوازن هو رئيس كتلة القائمة العربية الموحدة، النائب منصور عباس (من القائمة المشتركة)، الذي أدار في الأسابيع الأخيرة قصة غرام سياسية موضع خلاف مع نتنياهو ويفكر بالتصويت ضد موقف المعارضة.

حسابياً، للمعارضة أغلبية حتى بدون أربعة نواب القائمة العربية الموحدة، ولكن عباس يهدد الاستقرار داخل القائمة المشتركة والمعارضة. “نعمل وفقاً لتوقعات جمهورنا وليس وفقاً لتوقعات اليسار أو اليمين وليس وفقاً لتعليمات لبيد، وغانتس، ونتنياهو أو بينيت”، أوضح النائب عباس. وعلى حد قوله، فإن قرار كيفية التصويت سيتخذ اليوم.

إذن، ماذا بعد؟

مشروع قانون حل الكنيست سيجاز اليوم بقراءة عاجلة. ومع ذلك، لا يعني هذا بأن الكنيست ستحل صباح غد والتوجه إلى الانتخابات، فالمشروع يفترض أن يجاز أيضاً بالقراءة الأولى وأخيراً بالقراءتين الثانية والثالثة. وفي هذه الفترة الزمنية، سيكون ممكناً خوض مفاوضات والوصول إلى تسوية لمنع التوجه إلى صناديق الاقتراع.

ولكن بالتوازي مع مشروع القانون، ثمة موعد “محسوم” لحل الكنيست إذا لم تكن هناك ميزانية للدولة في 23 كانون الأول. إذا حلت الكنيست في هذا الموعد، فستجرى الانتخابات تلقائياً بعد 90 يوماً، أي في 23 آذار. وبالمقابل، إذا حلت الكنيست في أعقاب مشروع القانون، فإن كل شيء يكون مفتوحاً، إذ سيتقرر موعد الانتخابات وفقاً للمفاوضات بين الأحزاب وحتى نصف سنة من لحظة حلها.

من ناحية غانتس، ثمة إمكانيتان فقط: إما إجازة ميزانية 2021 في أقرب وقت ممكن، أو انتخابات. أما نتنياهو فليس مستعداً لأن يقر ميزانية 2021 لأن هذا يغلق له إمكانية التملص من التناوب. وبالتالي، فإن دولة إسرائيل تسير إلى الانتخابات.

بقلم: يوفال كارني

 يديعوت 2/12/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية