باريس-“القدس العربي”:بعيدا ًعن رذاذ السواحل الفرنسية، فرضت طيور النورس أو “زُمُج الماء” حضورها المتزايد في باريس منذ زهاء ثلاثين عاماً، معششة على الأسطح، ومطلقة أصواتاً، أضحت، يوما تلو الآخر، تثير سخط وانزعاج العديد من سكان العاصمة الفرنسية.
فقد اشتكت، بريجيت البالغة من العمر 52 عاماً، وهي طبيبة، تعيش في حي بلفيل، في الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة الفرنسية والذي يبدو أن طيور النورس تملأه، قائلة: “سابقًا، في الربيع، كان يمكن الاستماع للعصافير في الصباح، تعطي إشارة الاستيقاظ، وكان ذلك لطيفا للغاية. أما الآن فأصبحت هذه الصرخات الصاخبة”.
ولكل صرخة من صرخات النورس وظيفة معينة. ويتردد صخبه الشهير، الذي يثير سخط الباريسيين أحيانا، من آذار/مارس إلى آب/أغسطس خلال موسم “التعشيش” ثم يصمت مرة أخرى. ويوجد هذا النوع من الطيور غالباً قرب الشواطئ إذ يتغذى على الأسماك والفضلات الكثيرة التي يجدها عليها.
ومع ذلك فإن الطيور مثل النسور، التي بدأت تتكاثر في باريس في أوائل التسعينيات، لا يزال عددها محدودا، كما يشير الخبراء. ويوضح جان فيليب سيبليت، عالم الطيور في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، أن باريس هي موطن لعدد قليل من طيور النورس، حيث إن أعدادها لم تشهد تزايداً ملحوظاً مقارنة بتقديرات عام 2013 لفريدريك مالهر، نائب رئيس مركز علم الطيور في منطقة باريس وضواحيها.
وعليه؛ يقول إنه لا يمكن الحديث عن “غزو للنوارس” وإن كانت هناك زيادة لا يمكن إنكارها في أعدادها في العقدين الأخيرين، لكنها تظل بنسب معقولة جدًا. كما يؤكد عالم الطيور.
ويضيف للتوضيح أنه لا علاقة لما يحدث في باريس بالمدن الفرنسية الساحلية مثل مدينة لوهافر، التي يوجد فيها ميناء النورماندي المعروف والذي تحوم حوله طيور البحر من جميع الأنواع. أو مدينة أو تروفيل التي تعد منتجعاً ساحلياً قريباً: فقبل بضع سنوات، لجأت بلدية هذه المدينة إلى طائرة بدون طيار لمعالجة مشكلة انتشار الأعشاش.