غزة ـ ‘القدس العربي’: قالت حركة حماس أنها لا تتكلم مع إسرائيل إلا بـ’لغة الرصاص’، نافية وجود أي تنسيق أمني تجريه مع جيش الاحتلال، وأعلنت أن الاتصالات بشأن تجاوزات إسرائيل تتم عبر الدكتور غازي حمد الذي يتصل بالوسطاء المصريين في جهاز المخابرات العامة، وذلك في ردها على تصريحات لضابط إسرائيلي كبير، قال أن هناك بين جيشه والحركة التي تحكم قطاع غزة ‘لغة من المصالح’، و ‘رسائل متبادلة’ أتاحت لقوات الجيش الدخول إلى مناطق على حدود القطاع.
وشدد الدكتور صلاح البردويل في تصريحات لـ ‘القدس العربي’ من نفيه لما جاء على لسان قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال ‘ميكي إدليشتاين’ حول التنسيق بين الطرفين، وقال ‘هذه تصريحات عدائية لا يؤخذ بها على الإطلاق، ولا تعتمد كمصدر’.
القيادي في حماس رد أيضا على القول بأن هناك تنسيقا بين الطرفين بالقول ‘العلاقة مع المحتل هي علاقة مواجهة’، مشيرا إلى الاشتباك الذي دار الشهر الماضي عند نقطة حدودية تقع في المنطقة الشرقية لجنوب قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد أربعة من نشطاء كتائب القسام ‘الجناح المسلح لحماس’، وجرح خمسة جنود إسرائيليين.
وقال البردويل وهو يعقب على تلك المواجهة المسلحة ‘العدو فهم مغزاها’، وكان جيش الاحتلال يحاول وقتها تدمير نفق لحماس يمر أسفل الحدود، وجهز لعمليات خطف جنود.
وأوضح أن إسرائيل تريد من خلال الحديث عن وجود تنسيق ‘الطعن في المقاومة’، لافتا إلى تساوق وسائل إعلام عربية وخصوم فلسطينيين للحركة مع هذه التصريحات بهدف ‘تشويه صورة حماس’.
ولا تشهد مناطق قطاع غزة وتحديدا مناطق الحدود في هذه الأيام أي هجمات، وذلك لالتزام الطرفان فصائل المقاومة وإسرائيل باتفاق التهدئة الذي أبرم العام الماضي برعاية مصرية، وينص على وقف الهجمات المتبادلة، غير أن إسرائيل كثيرا ما تخرق هذا الاتفاق.
وقال البردويل وهو يعلق على اتفاق التهدئة خلال تصريحاته لـ ‘القدس العربي’ أنها كانت ‘نوع من أنواع إدارة الصراع مع العدو، الذي لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال’.
ورغم التهدئة قال البردويل الذي كان أيضا يرد على القائد في جيش الاحتلال ‘قانون التعامل مع الاحتلال هو الرصاص، ولا توجد ترتيبات مع الاحتلال، كما تفعل السلطة الفلسطينية’.
وأضاف أيضا ‘ننفي أي علاقة تنسيقية مع المحتل، ونؤكد أن العلاقة هي المواجهة والصراع’.
القيادي في حركة حماس قال لـ ‘القدس العربي’ أن جهاز المخابرات العامة المصرية هو الوسيط الوحيد في التهدئة، كونه هو من قام برعاية الاتفاق مع إسرائيل.
وأشار إلى أن حماس تتواصل مع جهاز المخابرات المصرية في حال وجود خروقات للتهدئة من قبل الجانب الإسرائيلي.
وعن طريقة الاتصال التي تتم في هذه الأوقات بين حركة حماس ومصر، في ظل حالة الجفاء بين الطرفين على خلفية ما يدور من أحداث في مصر، قال البردويل إن المخابرات تتصل مع الدكتور غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة، وهو بدوره يقوم بالتواصل مع الحكومة، والرد على الجانب المصري، مشيرا بذلك أن علاقة الاتصال تتم مع مصر وليس إسرائيل.
وجاء نفي القيادي في حماس عقب نقل القناة العاشرة الإسرائيلية تصريحات لقائد فرقة غزة ‘ميكي إدليشتاين’، خلال اجتماع مغلق مع سكان من القرى المحيطة بالقطاع، قال خلالها ‘هناك لغة من المصالح باتت تربط إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على غزة’.
وأشار إلى أن حكومته تسعى للحفاظ على أمن مستوطناتها في جنوب إسرائيل، وأن حماس ‘تحرص على عدم تدهور أوضاع غزة’.
وأضاف يقول أن حماس ‘أنشأت وحدة من 800 مقاتل يقوم على عاتقهم منع أي تصعيد على الحدود، خاصة في جانب إطلاق الصواريخ، أو وضع العبوات الناسفة لتجنب مواجهة إسرائيل في هذه المرحلة’.
وزعم أيضا وجود ‘مصالح مشتركة بين الجيش وحركة حماس الحاكمة في غزة، وأن قادة حماس السياسيين والعسكريين ‘يفعلون كل شيء من أجل ضبط النفس’.
ويقول أنه إذ أراد الجيش الدخول إلى مسافة 100 متر عند مناطق الحدود ‘تكون حماس على علم بذلك’.
وأشار إلى أن الحديث الدائر مع حماس ما زال عبر رسائل من خلال الوسيط المصري.
ويشير إلى أن عزل الرئيس محمد مرسي كان له تأثير كبير على حركة حماس، لم تكن تتوقعه، لذلك فهي ‘تحاول في هذه الأثناء الحفاظ على ما في يدها من حكم قطاع غزة، وهذا ما أبلغته حماس لكل من حليفيها تركيا وإيران’.
وأضاف، رغم المصالح المشتركة مع حماس فليس هناك ضمان بأن تبقى حماس لوقت طويل على هذا النحو، فهي بحسب ما يقول ‘حركة إرهابية’ فتحت الأرض (يقصد شيدت الأنفاق) وتستعد للمواجهة القادمة’.
يشار إلى أنه منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في منتصف العام 2007، شنت إسرائيل ضدها حربين مدمرتين، كان آخرها في منتصف نوفمبر من العام الماضي، واستمرت ثمانية أيام، بدأت باغتيال قائد أركان حماس أحمد الجعبري، وانتهت بالتهدئة التي أرستها مصر، والتي لا تزال قائمة حتى اللحظة.
للأسف حماس فقدت الكثير من المصداقية .. الله يرحم الشيخ ياسين و الرنتيسي يومها كانت حماس حقيقة حماس