الدوحة – “القدس العربي”:

كشفت رشيدة داتي، عضو البرلمان الأوروبي ووزيرة العدل الفرنسية السابقة أن البرلمان الأوروبي سيصوت الخميس المقبل على قرار هام بخصوص قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مشدّدة على أن ظروف اختفاء خاشقجي غير مقبولة تماماً، وفي هذا الإطار سيكون القرار الذي سيخرج به البرلمان الأوروبي.

وعلّقت رشيدة داتي، عبر تغريدة على حسابها الرسمي في “تويتر”،  بالقول: “إن الظروف التي أحاطت اختفاء جمال خاشقجي غير مقبولة تماماً، ولا بد من كشف الحقيقة سريعاً وبمنتهى الشفافية. وهذا مضمون القرار الذي ستتم مناقشته من قبل البرلمان الأوروبي خلال جلسة علنية عامة، في مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ”.

ويعكس تصريح رشيدة داتي، عضو البرلمان الأوروبي زيادة حجم الضغوط الدولية التي تطالب المملكة العربية السعودية بضرورة الكشف عن حقيقة ما جرى للصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، قبل 19 يوماً، في ظل التشكيك الدولي الذي قوبلت به الروايات السعودية لحد الآن حول حقيقة ما جرى، بعد إنكار المملكة -في بادئ الأمر – على لسان ولي العهد محمد بن سلمان تورط السعودية في قتل جمال خاشقجي، قبل أن تبدأ السلطات السعودية – تحت الضغوط الدولية – في الاعتراف بمقتل مواطنها أولا، وتمرير تسريبات لوكالة “رويترز” حول ما حدث لخاشقجي، دون أن تحظى روايتها بقبول واقتناع المجتمع الدولي الذي يبقى ينتظر نتائج التحقيقات التركية والألة التي يمكن أن تكشف عنها، لفك ما تبقى من ألغاز أحد أسوء الجرائم التي تطال الصحافيين وتسبب في أزمة دولية.

البرلمان على خطى الاتحاد الأوروبي

وجاء تصريح رشيدة داتي، موازاة مع إعلان ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، أن مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، يعدّ خرقا صادما لاتفاق فيينا للعلاقات القنصلية، ودعت لتحقيق واف في القضية.

وقالت موغيريني، في بيان السبت إنه “بعد مرور حوالي 3 أسابيع ظهرت في نهاية المطاف حقائق تؤكد أن الصحافي، جمال خاشقجي، قتل في مقر القنصلية العامة للسعودية في اسطنبول يوم 2 أكتوبر من العام 2018”.

وأشار البيان إلى أن “الاتحاد الأوروبي يعرب عن أعمق تعازيه لعائلة وأصدقاء الفقيد ويكرم ذكرى هذا الصحافي الذي كان على اتصال مباشر في عمله مع كثير من المؤسسات والمنظمات الأوروبية”، مردفا: إننا نؤكد التزامنا بمبدأ حرية الصحافة وحماية الصحفيين في العالم برمته”.

وأضافت موغيريني: “تثير ملابسات مقتل خاشقجي، التي تطفو على السطح، الحزن الأعمق وتمثل خرقا صادما لاتفاق فيينا للعلاقات القنصلية من العام 1963، وخاصة مادته الـ 55”.

وشددت موغيريني في هذا السياق على أن”الاتحاد الأوروبي، إلى جانب شركائه، يصر على ضرورة مواصلة تحقيق واف وموثوق به وشفاف يشرح بشكل واضح ملابسات عملية القتل ويضمن المحاسبة الكاملة للمسؤولين عنها”، واختتمت بالقول: “إن كلا من ذكرى جمال خاشقجي وعائلته يستحق العدالة”.

رشيدة ذاتي تنقلب على بن سلمان

على الجانب الآخر، يعدّ تصريح رشيدة ذاتي عضو البرلمان الأوروبي انقلاباً جوهريا في مواقف الوزيرة الفرنسية السابقة التي لطالما وقفت في صف المملكة العربية السعودية، وولي عهدها محمد بن سلمان، من قبيل تصويتها ضد قرار البرلمان الأوروبي بشأن الأوضاع في اليمن.

وفي تصريحات سابقة، نقلتها الصحافة الفرنسية والخليجية قالت وزيرة العدل السابقة في حكومة نيكولا ساركوزي والعضو الحالي في البرلمان الأوروبي إن “المجتمع الدولي أيقن أن السعودية هي مفتاح العمل لمكافحة الإرهاب، ويتحتم علينا الاعتراف بما تبذله السعودية من جهود وإجراءات وسياسيات” لمحاربة التطرف.

وقالت داتي إنها زارت الرياض منذ شهرين، وأعجبت بالتجربة السعودية لمحاربة التطرف، داعية البرلمان الأوروبي الى الاستفادة من تجربة السعوديين في مكافحة الإرهاب. وشددت كثيرا على الاستفادة من السعودية.

وفي أيلول/ سبتمبر 2015، هاجمت رشيدة داتي السعودية بقوة إثر إعدامها للشيعي علي النمر، ووصفت ما قامت به بالوحشية، وقالت “أننا لسنا صارمين بما فيه الكفاية مع العربية السعودية”.