البرهان إلى نيويورك وسط دعوات أممية لتكثيف الجهود لإنهاء الأزمة السودانية

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم- «القدس العربي» : توجه رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، إلى مدينة نيويورك، على رأس وفد السودان المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلقي رئيس المجلس السيادي خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس المقبل. وحسب مجلس السيادة السوداني، سيلتقي البرهان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدد من الرؤساء من مختلف دول العالم، بجانب ممثلين من المنظمات الدولية والإقليمية، لبحث سبل التعاون الثنائي ودور التعاون متعدد الأطراف في إطار منظمة الأمم المتحدة لبناء مستقبل أكثر استقراراً.
في الأثناء، قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، نكويتا سلامي، إن الأزمة في السودان والمنطقة ستحتل مركز الصدارة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما تنضم الدول الأعضاء إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للدعوة إلى تحرك عاجل وجماعي لدعم معالجة الكارثة الإنسانية والدفع من أجل السلام.
وطالبت المسؤولة الأممية المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتركيز على محنة الملايين من الأشخاص في السودان الذين تضرروا بشدة من الصراع العنيف الذي استمر نحو17 شهرًا وتسبب في أسرع حالات نزوح المدنيين والأزمات الإنسانية نموًا في العالم.
ودعت العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء السودان والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع المدمر، وضمان الوصول غير المقيد حتى تتمكن أكثر من 150 منظمة إغاثة عاملة في البلاد من الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يواجهون المرض الحاد والمجاعة.
وأشارت إلى أن السبب الأساسي لإنشاء الأمم المتحدة هو منع الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية، مشددة على أن كل ساعة تمر تعني أن النساء والأطفال في أجزاء من مدينة الفاشر الواقعة غرب السودان والخرطوم والجزيرة وسط البلاد بالإضافة إلى سنار في الجنوب الشرقي وغيرها من المناطق المتضررة بشكل مباشر من النزاع من المحتمل أن يموتوا بسبب الأعمال العدائية أو سوء التغذية أو المرض.
وطالبت الأطراف السودانية بوقف الهجمات على المدنيين والمنازل والمرافق الأساسية، مثل المستشفيات، التي يحميها القانون الإنساني الدولي.
وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، قتل منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان من العام الماضي، ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وأصيب آلاف آخرون.  وأجبرت المعارك أكثر من 10 ملايين شخص على الخروج من منازلهم، حيث نزح 8.1 مليون داخل السودان، و2.4 مليون آخرين عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة وغيرها من البلدان. في حين نزح نحو (1500) شخص من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في أعقاب تصاعد الأعمال العدائية في المدينة، الأيام الماضية.
وأبدت المسؤولة الأممية قلقها من الوضع في الفاشر بعد تأكيد لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في آب/أغسطس الماضي.
وتوقعت أن تشهد 13 منطقة أخرى، بما في ذلك مخيمان آخران للنازحين في شمال دارفور، ظروفًا مماثلة وتحتاج إلى الوصول والمساعدة العاجلة، فضلاً عن التقارير الخاصة حول تفشي وباء الكوليرا وحالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالنواقل التي تؤدي إلى تفاقم الوضع المزري بالفعل، الذي يواجهه الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة الأطفال والنساء.
وحسب السلطات الصحية السودانية، وصلت حالات الكوليرا في البلاد إلى 13 ألف حالة بينها 415 حالة وفاة خلال الشهرين الماضيين.
وأشارت منسقة الأمم المتحدة في السودان إلى أنه بعد مرور تسعة أشهر من العام الجاري، لم يتم تمويل النداء الإنساني للسودان، الذي يسعى للحصول على 2.7 مليار دولار أميركي، إلا بأقل من 50% من التمويل المطلوب هذا العام. ولفتت إلى أن نقص التمويل يقيد ويحد من جهود الاستجابة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية على الأرض، بما في ذلك في دارفور والخرطوم وكردفان وغيرها من المناطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية