لندن-“القدس العربي”: أثار إعلان وزارة التجارة الداخلية السورية عن “البطاقة الذكية” التي من شأنها تحسين الاقتصاد جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، وفتحت المجال أمام سخرية المواطنين.
وقالت صفحة “يوميات قذيفة هاون في دمشق”: “في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لاستمرار توفير المواد الغذائية ومنع الاحتكار والحد من تداعيات الإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية التي تمارس بحق أبناء شعبنا، وتنفيذا لما تقرر في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بتاريخ 12/1/2020 أكدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك انه سيتم في مطلع شهر شباط/فبراير المقبل البدء بتوزيع عدد من المواد الأساسية الضرورية على البطاقة الاجتماعية الذكية”.
وقال المهندس جمال الدين شعيب معاون وزير التجار الداخلية وحماية المستهلك في تصريح له أنه “سيتم البدء بتوزيع مادة السكر بمعدل 1 كغ للشخص خلال الشهر بحيث ان لا تتجاوز الكمية 4 كلغ للأسرة و1 كلغ غرام من مادة الأرز بحيث لا تتجاوز الكمية 3 كلغ للأسرة و200غ من الشاي أيضا بحيث لا تتجاوز 1 كلغ للأسرة خلال الشهر”.
وأكد أنه “تم اتخاذ جميع الترتيبات والإجراءات اللازمة لتوفير المواد والسلع التي سيتم توزيعها عبر البطاقة الذكية وهي من نوعيات ومواصفات جيدة وهناك تعليمات أن تكون المواد من أفضل المواد والسلع وترضي جميع أذواق المستهلكين ولن يسمح بالتلاعب بها وستكون متوفرة في جميع الصالات السورية للتجارة بجميع المحافظات وستضمن هذه الطريقة التوزيع العادل للمواد ولكافة المواطنين”.
وقال المهندس رفعت سليمان معاون الوزير لشؤون الإدارة المركزية في تصريح مماثل أن “بيع المواد الغذائية عبر البطاقة الاجتماعية (الذكية) هو تجربة فرضتها تداعيات الحرب الظالمة والإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية والقوى المرتبطة بها ضد أبناء شعبنا”.
وأضاف أن “توفر مواد أخرى غير السكر والرز والشاي ممكن إدراجها عبر البطاقة الاجتماعية (الذكية) إذا اقتضت الضرورة والحاجة لذلك وتنوع المواد يتوقف حسب حاجة الأسواق والمتغيرات التي تشهدها ويتم الآن دراسة أسعار المواد التي ستباع عبر البطاقة الاجتماعية (الذكية) لتكون أرخص من أسعارها في الأسواق الخاصة وسيتم الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة”.
واستقبل السوريون القرار الحكومي بسخط، إذ اعتبروه عودة إلى تجربة ترشيد استهلاك الوقود التي فاقمت أزمته وأدت إلى ارتفاع هائل في أسعاره.
واعتبر مغرد أن “البطاقة الذكية كلمة حق يراد بها باطل وتحولت إلى اذلال للسوري”.
واعتبر معارضون للحكومة أن هذا القرار “إذلال وإهانة” للمواطنين السوريين، إذ قال أحدهم: “جديد عبقرية حكومة بشار اللا موقرة رز، سكر وشاي عبر البطاقة الذكية من السورية للتجارة في الأول من شباط، وبناء عليه، يحق لكل فرد عبر البطاقة الذكية الحصول على كيلو سكر، كيلو رز، 200 غرام شاي شهريا. ويتم اعتبار عدد أفراد العائلة ثلاثة فقط للرز وأربعة أفراد للسكر مهما كان عددهم”. في حين قال غيره: “وزارة التجارة التابعة للنظام السوري تحدد للمواطن في الشهر 1 كيلو سكر و1 كيلو رز و 200 غرام من الشاي عبر ما يسمى البطاقة الذكية على الا يزيد عدد أفراد العائلة الواحدة المستفيدين عن 4 فقط. الى هذا المستوى من الإذلال أوصلت قيادة الأسد البلاد والمواطن”.
وعبر العديد من السوريين عن استيائهم من الوضع المعيشي في سوريا ومن الغلاء، إذ قال مغرد: “نداء إلى من يهمه الأمر في دولتنا: الوضع المعيشي للناس بات في أسوأ حالاته والغلاء أكل الأخضر واليابس وقدرة التحمل عند معظم المواطنين تراجعت كثيراً وباتت تحت الصفر رجاءً رجاءً عالجوا الأسباب الداخلية بسرعة”. وقال مغرد آخر: “عم تعيش سوريا بالوقت الراهن مرحلة من أصعب المراحل يلي مرت عليها قبل هلق.. خنق وحصار اقتصادي.. الدولار يلي تخطى حاجز ال 1150 ليرة لأول مرة بتاريخ سوريا ..احتكار الغاز ..ورفع الأسعار بشكل جنوني ..والبطاقة الذكية ..حتى الخبز عم ينسرق ..إلى متى؟”.
وشملت التعديلات الجديدة إضافة مزيد من المواد للبطاقة الاجتماعية الذكية، واعتمادها لتوزيع ثلاثة منتجات استهلاكية هي الشاي والأرز والسكر.
وقال الصحافي المقيم في دمشق ماهر المونّس لموقع “بي بي سي” إن استخدام البطاقة الذكية بدأ منذ عام تقريباً في دمشق ومحافظات أخرى بهدف “تنظيم عملية استهلاك الموارد النفطية بشكل رئيسي منها الغاز والمازوت والبنزين، وذلك لشح هذه الموارد”.
وحسب الموقع، “تخصص لكل مركبة بطاقة ذكية تخول لصاحبها شراء كمية محددة من الوقود، بسعر مقيد مدعوم من الحكومة. وفي حال احتاج مواطن للمزيد من الوقود، فبمقدوره شراؤه بسعر التكلفة الحر” ويشير المونّس إلى أن قيمته قد تصل لضعف السعر الحكومي المدعم. واعتبر أن “إضافة المزيد من المنتجات لنظام البطاقة الذكية المدعوم من الحكومة، يعود إلى قلة المواد وصعوبة الاستيراد وغياب الحركة الصناعية الثقيلة من البلاد”.
واستخدم بعض المغردين السخرية للتعبير عن استيائهم من قرار البطاقة الذكية، إذ قال مغرد: “الحكومة السورية كانت سباقة في تخفيف أضرار السكر عن المواطن إنه اختراع البطاقة الذكية”. وقال غيره: “وأخيراً البطاقة الذكية للسكر والرز والشاي نزلت بسوريا بعد طول انتظار بس اكتر شي ببوجعني قلبي ع هدول لهاجروا ع المانيا والسويد وخسروا كيلو الرز والسكر ووقية الشاي ع البطاقة الذكية الله يهديهم ويرجعوا ويلحقوا ياخدوها”.