البناء هو الرد المناسب

حجم الخط
1

قد يستقر رأيهم مرة اخرى على أن «ضبط النفس قوة»، وقد يكتفون مرة اخرى بقصف من الجو كما حدث في عمود السحاب، وربما نتوصل في هذه المرة الى عملية برية والى «رد عسكري مناسب». لكن ما حال «الضربة الصهيونية المناسبة»؟ وما الذي حدث للغريزة اليهودية الاكثر أساسية وسلامة في عودة جيلنا الى صهيون؟ أعني توليد الحياة والبناء ردا على الموت والثكل. والغرس في مقابلة كل اجتثاث! ومستوطنة في مقابلة كل ضحية. كان ذلك في الماضي شيئا أساسيا عندنا. فبعد كل عملية وقتل انشأنا مستوطنة أو حيا. وهي مزروعة في بلدنا: نتيف هلاه ومعاليه هحميشه وكريات شمونة وجفعات سلعيت ومشمار هشفعه وعشرات البلدات الاخرى التي يخلد بعضها قتلى وضحايا ارهاب وأنشيء بعضها ردا مباشرا على قتل يهود.
هذا هو الانتقام الحق وهو أشد ايلاما للفلسطينيين من كل شيء آخر. وهو يبين لنا ولهم أن اليهود ما زالوا يذكرون أن الحديث عن وطن صهيون؛ وأننا لا نرد على الصواريخ والارهاب بمسيحانية السلام وبجلد الذات على هيئة «الاحتلال مذنب»، ولا بالانسحاب أو خطط «الانفصال» بل بالصمود اليهودي، أعني التمسك بالارض وانشاء حياة جديدة فوقها. ويجب أن يحدث هذا قبل كل شيء في القدس التي ينبغي أن نناضل عن وحدتها وألا ترهبنا الصعاب، وبعد ذلك في الاماكن التي كان يدرس فيها الفتية الثلاثة الذين قتلوا – في غوش عصيون والخليل اليهودية التي أصر اليهود بعد مذبحة 1929 على العودة اليها والسكن فيها، والتي جدد الاستيطان فيها مع صعاب كثيرة قبل 35 سنة. ويجب أن يحدث هذا ايضا في الجليل والنقب والمثلث في مواجهة قلاع الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية التي تحتاج صلتها وعلاقتها بحماس الى تحقيق جدي واستنتاجات.
لا تكتسب ارض اسرائيل بحروب الدم والنار فقط ولا بنظم حماية لا نهاية لها كالقبة الحديدية والجدران وعوائق الفصل وما لا يحصى من وسائل الحذر. فالأمن وسيلة والحياة في صهيون هي الغاية. وإن البؤر الاستيطانية الجديدة التي نشأت في نهاية الاسبوع في غوش عصيون يجب احلالها وتوسيعها سريعا، لكن يحتاج الى اكثر من ذلك في مواجهة من يريدون القضاء علينا. إن المفاتيح في يدي رئيس الوزراء ووزير الدفاع فهما اللذان يجب عليهما أن يصدرا الأمر.

اسرائيل اليوم 6/7/2014

نداف شرغاي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    غريب هذا الفكر الصهيوني: كيف يفكرون وما المنطق الذي يستعملونه؟
    كأنه لا يوجد شعب في ارض فلسطين وكأنه لهم الحق كل الحق في قتل وسلب وبناء مستعمراتهم دون وازع اخلاقي ولا انساني. ولا قانون دولي..

إشترك في قائمتنا البريدية