لندن- “القدس العربي”: يسود قلق كبير لدى خبراء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ولجنة الأسلحة في الكونغرس الأمريكي بسبب استعمال صواريخ عالية الثمن – تقدر بملايين الدولارات – لإسقاط مسيرات يطلقها الحوثيون بالكاد تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات. ولا تريد الأساطيل الغربية السقوط في هذا الخطأ حتى لا تبقى بدون ذخيرة.
ويفرض الحوثيون معادلة جديدة في البحر الأحمر وباب المندب من خلال استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ دولة الاحتلال. وتحاول الولايات المتحدة حشد عدد من الدول لكي تنضم الى مبادرة محاربة استهداف السفن من طرف الحوثيين، غير أنها فشلت بعد رفض القوى الكبرى الانضمام مثل روسيا والصين، في حين فضلت دول مثل فرنسا وإيطاليا العمل بدون قيادة أمريكية.
ويبقى المثير في هذا الملف هو ما أورده الموقع الرقمي الأمريكي المتخصص في القضايا العسكرية “ديفانس وان” بالإشارة إلى القلق من استعمال صواريخ مضادة باهظة الثمن لاعتراض الطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون. ويبرز المقال حرفيا “لا تواجه البحرية مشكلة كبيرة في اعتراض طائرات الحوثيين بدون طيار إيرانية الصنع، حتى عندما يتم إطلاقها بالعشرات. لكن البنتاغون بدأ يشعر بالقلق بشأن استخدام صواريخ اعتراضية بقيمة 11 مليون دولار لتدمير طائرات بدون طيار يمكن أن تكلف أقل من بضعة آلاف من الدولارات”. ويضيف “هذا التفاوت في الأسعار هو السبب الذي دفع الجيش إلى البدء في استخدام أسلحة الليزر وغيرها من أسلحة الطاقة الموجهة، والتي تعد “شواحن” رخيصة وغير محدودة تقريبًا لاعتراض الطائرات بدون طيار بكميات كبيرة. وقد قامت الولايات المتحدة بالفعل بنشر أجهزة الليزر على متن السفن بشكل فعال، بدءاً من حاملة الطائرات يو إس إس بونس في عام 2014″.
يشعر البنتاغون بالقلق بشأن استخدام صواريخ اعتراضية بقيمة 11 مليون دولار لتدمير طائرات بدون طيار يمكن أن تكلف أقل من بضعة آلاف من الدولارات
ويوجد عائقان أمام استعمال أسلحة الليزر التي تعتبر نظريا رخيصة ولا تنتهي وهما: الأول، استمرار بعض الصعوبات في استعمال هذا السلاح ضد أسلحة هجومية تتحرك، إذ تمت تجربته حتى الآن وبنجاح ضد أهداف ثابتة. وثانيا، عدم تعميم هذا السلاح على مختلف السفن الحربية للأسطول العسكري الأمريكي.
وهناك قلق كبير لدى الأساطيل الغربية، إذ إن إطلاق الحوثيين طائرات بدون طيار يتطلب عددا من الصواريخ الاعتراضية، وهذا يجعل مخزون هذه الصواريخ يتراجع بشكل سريع لاسيما بالنسبة للدول الأوروبية التي لديها ذخيرة محدودة. ولتجاوز هذا الوضع، تمركزت حاملة الطائرات ايزنهاور وسط البحر الأحمر ولم تعد في باب المندب، لأن تمركزها الجديد يتيح لها اعتراض أحسن لهذه المسيرات وبتكلفة أقل عندما كانت في بحر العرب.
وعلاقة بما يجري في البحر الأحمر، اعترضت الولايات المتحدة ليلة الثلاثاء 18 طائرة مسيرة وصاروخين من نوع المجنح (كروز) وصاروخا باليستيا. ونشر البنتاغون بيانا يبرز أن جميع السفن العسكرية الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر وفرقاطة بريطانية وطائرات إف 18 شاركت في عملية الاعتراض. وجاء الرد الحوثي الأربعاء باستهداف سفينة عسكرية أمريكية، ولكن لم يتم الإعلان عن خسائر.