البنتاغون يعيد هيكلة قواته الجوية ويعتزم نشر 5 حاملات طائرات في الهادئ تحسبا للصين

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: رغم التهديد الروسي بسبب الحرب الأوكرانية، يتجه البنتاغون الى نهج استراتيجية مواجهة الصين، ومن ضمن الإجراءات الأخيرة إعادة النظر في هيكلة سلاح الطيران ثم نشر خمس حاملات طائرات في المحيط الهادئ لمواجهة ما يطلق عليه “الاستفزاز الصيني لجيرانه”.

في هذا الصدد، أورد الموقع الأمريكي المتخصص في القضايا العسكرية “ديفانس وان” كيف يقوم البنتاغون بتغيير طريقة انتشار القوات الجوية كجزء من إصلاح شامل لجعل الجاهزية أكثر كفاءة واستعدادًا للقتال ضد الصين. ويبرز “فبدلًا من نشر القوات سربًا واحدًا في كل مرة وجلب الأفراد والطائرات من مختلف الوحدات في جميع أنحاء الخدمة للالتقاء في مسرح العمليات، ستقوم القوات الجوية الآن بهيكلة الأجنحة للتدريب والانتشار معًا”. وهذا يعني عدم الاعتماد على تجميع قوات جوية من مختلف الوحدات بل يجب أن تكون هناك وحدات قائمة الذات ومستعدة طيلة الوقت للمواجهات وكأنها تخوض حربا حقيقية.

ووفق الموقع نفسه، يرى المسؤولون أن هذا الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة، الذي جرى يوم الإثنين، يمثل أهم التغييرات في هيكل القوات الجوية الحالية منذ عقود خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة. وستركز الاستراتيجية الجديدة على إعادة النظر في انتشار القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط وجزء من أوروبا. وكان هذا التواجد يخضع لمواجهة الاتحاد السوفييتي ثم احتواء روسيا ولاحقا الحروب التي وقعت في المنطقة مثل الحرب ضد أفغانستان والعراق. غير أن هذه الاستراتيجية لن تنفع في مواجهة الصين نهائيا.

ستركز الاستراتيجية الجديدة على إعادة النظر في انتشار القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط وجزء من أوروبا

ومن ضمن المستجدات، لا يتعلق الأمر بتمركز جديد للقوات الجوية وتجميعها بالقرب من قواعد قريبة من الصين، بل التنسيق مع القوات العسكرية الفضائية التي جرى إنشاؤها منذ سنوات ضمن ما يعرف بحرب النجوم.

ومنذ أكثر من عقد، قام البنتاغون بتحديد الصين كمصدر التهديد المباشر بدل روسيا، وبدأ بنقل ثقله العسكري الى المحيط الهادي والرفع من التنسيق مع دول مثل كوريا الجنوبية والفلبين، وقد تكون سنة 2024 المنعطف الحقيقي.

منذ أكثر من عقد، قام البنتاغون بتحديد الصين كمصدر التهديد المباشر بدل روسيا، وبدأ بنقل ثقله العسكري الى المحيط الهادئ

في هذا الصدد، أورد الموقع العسكري “غلاكسيا ميليتاري” أن واشنطن ستنشر هذه السنة خمس حاملات طائرات في المحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الصيني وكوريا الشمالية. وهذه أول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تدفع واشنطن بقوات من هذا الحجم الى المنطقة، مع فارق في نوعية وقوة السلاح بين الأمس واليوم. ولدى البنتاغون 3 حاملات طائرات في المنطقة حاليا، وستلتحق حاملتان أخريان بها خلال الأسابيع المقبلة. وأجرت القوات الأمريكية مناورات خلال يناير الماضي مع كوريا الجنوبية واليابان، ثم مناورات أخرى مع الفلبين.

وكان البنتاغون قد نشر سنة 2020 ثلاث حاملات طائرات في المنطقة، وانتقدت بكين هذا التصرف الذي اعتبرته “استفزازا” وتعهدت بعقوبات، وسيكون ردها بدون شك أقوى مع حضور 5 حاملات طائرات.

وبالموازاة مع ارتفاع التوتر بين الصين وجيرانها اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين ثم تايوان حول فضاءات بحرية في الهادئ، ترفع واشنطن من حضورها العسكري كنوع من الردع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية