البيت الابيض ‘بيتنا’

حجم الخط
0

تصفح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان اول أمس موقع ‘ايستا’. وكان هناك الكثير جدا من صفقات اللحظة الاخيرة، رحلات جوية لكل العالم باسعار مضحكة وصور لمشاهد اخرى مع وعد بان تكون بهجة وروعة وعظمة. والعالم يبدو له، فجأة، جذابا ومدللا ومحبا ومفتوحا بحيث أنه قرر بانه حقا هكذا. ‘لماذا ينبغي لنا أن نركز على الولايات المتحدة عندما تكون لنا اماكن كثيرة نضع رأسنا في حضنها’، سأل الوزير نفسه. ‘على أي حال، فان الرحلة الجوية ا لى نيويورك هي الاغلى والاطول’، فكر الوزير بصوت عالٍ. ‘حان الوقت لان نجد لنا حلفاء جدد’، اطلق الوزير تصريحا علنيا. فجأة، في لحظة واحدة، العالم لم يعد ضدنا.
بالطبع لا يدور الحديث عن قصة حقيقية. الوزير ليبرمان يدير السياسة الخارجية لاسرائيل بشكل أكثر جدية من مجرد التصفح بالصدفة لمواقع الرحلات الجوية. وعلى مدى زمن طويل، والوزير يسعى نحو تعزيز شبكة العلاقات مع روسيا ومع رئيسها، فلاديمير بوتين. ليبرمان، حقا، يؤمن بان روسيا مناسبة لنا أكثر كحليف وتفهم ما يجري في الشرق الاوسط اكثر بكثير من الولايات المتحدة.
نعم، روسيا. تلك التي حلفاؤها هم ايران وسوريا، تلك التي لا تستخدم أي تفكير اخلاقي أو قيمي في مجال علاقاتها الخارجية. تلك التي يقف على رأسها رجل فاسد، عنيف لا يؤمن بالديمقراطية. روسيا. تلك التي حلمها الرطب هو ادارة علاقات مع اسرائيل على حساب علاقاتها مع كل أنظمة الشر في الشرق الاوسط. تلك التي تخرق حلفها مع حزب الله في صالح لقاءات مثيرة مع نائب الوزير الكين. روسيا. التي الكثير من مواطنيها يعيشون في فقر لا يعقل. هي تلك’ التي ستقدم المساعدة لاسرائيل وتمنحها الاسناد الاقتصادي والسياسي.
ليبرمان يشعر براحة مع الروس. أحقا؟ أنا ايضا. اللغة والعقلية هما شيئان لا يسيران على الاقدام، وكمن تربت في بيت روسي أكثر بكثير منه أمريكي، فان عطفي يوجد بالضبط في المكان الذي يوجد فيه ليبرمان. ولكن من هنا وحتى البحث عن تأييد واسناد في العالم بشكل عام، ولدى الروس بشكل خاص، فان المسافة بعيدة. امريكا هي حليفة اسرائيل، ليس لنا غيرها بل ولن نجد. امريكا هي يهودية وافنجيلية. دعم هاتين المجموعتين لا يقدر بالذهب. اليمين الامريكي مؤيد لاسرائيل حتى من يهود الولايات المتحدة. الاسباب لا تهم في هذه اللحظة، ما يهم هو الحقيقة.
نحن أمة انطلاق تكنولوجي. فخورون جدا بمبيعات الشركات الاسرائيلية. فليتفضل الوزير ليبرمان بسؤال رفيقه، الوزير بينيت، كم شركة انطلاق اسرائيلية اشترت روسيا في السنوات الاخيرة. وسيكتشف بان من الافضل، ولكن تماما من الافضل، التعاون مع الولايات المتحدة. إذن بدلا من الحلم من اتحاد مؤثر ما مع القوة العظمى الثانية في العالم، أو في امسية مؤثرة وثقافية مع الاوروبيين، حان الوقت للاعتراف بالواقع: ما ومن يوجد لنا هي الولايات المتحدة. كل أنواع الخيالات لن تغير هذه الحقيقة، ولا حتى المشاعر. ليس لنا خيار آخر غير أن نكون وحدنا. وان يكون المرء وحيدا هو امر صعب ومتعذر. السماء المفتوحة هو أمر جيد لتخفيض الاسعار وللاجازات القصيرة. وليس للسياسة الخارجية أو للحياة بعيدة المدى.

معاريف 4/12/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية