نفتالي بنيت قال الحقيقة التي لا يريد المفاوض الفلسطيني سماعها. فزعيم حزب البيت اليهودي عبّر عن المزاج السياسي الغالب في اسرائيل. وسط التجاذب حول المفاوضات واثمان استمرارها، اوضح السيد بنيت ان المشروع الذي تعمل اسرائيل على انجازه هو ضم الغور بأسره، اي ما يعرف بالمنطقة ج، اضافة الى ضم المستوطنات اليهودية في الضفة، وما يتبقى للفلسطينيين يمكن ان تسموه دولة او ما شئتم، لأنه لن يشكل كيانا حقيقيا.
هذه هي اللعبة، والحق يقال ان السيد بنيت بوقاحته كشف المخفي في هذه اللعبة التي لا تنتهي. فمنذ عشرين عاما والفلسطينيون يفاوضون على اللاشيء. اسرائيل تريد من المفاوضات شراء الزمن، من اجل ايصال الفلسطينيين الى الاعتراف بأنهم اختفوا من الوجود، والمفاوض الفلسطيني يريد بيع الزمن كي يحافظ على مبنى سلطة لا سلطة لها، وكي يتجنب ايصال الأمور الى حيث يريد الاسرائيليون الوصول.
من الواضح ان اسرائيل لن تعطي شيئا، والمسألة لا تحتاج الى كثير من الذكاء كي نكتشف هذه الحقيقة. السؤال هو لماذا على اسرائيل ان تنسحب، وهل هناك من ضغط ملموس يجبرها على ذلك؟
ما لم يُقل في سردية هذه المفاوضات التي لا نهاية لها، هو هدف اسرائيل الحقيقي في اوسلو. فالذي فاوض ووقع اتفاقات اوسلو هو حزب العمل عبر الثنائي رابين- بيريس. الأول هو بطل مذبحة اللد والثاني هو ابو القنبلة النووية الاسرائيلية. تلميذا بن غوريون وقعا اتفاق اوسلو ليس بصفته اعترافا بالحق الفلسطيني، بل لتفادي الخلل الديموغرافي الذي احدثه الاحتلال، ولأن الزعيمين الاسرائيلين كانا حريصين على الاحتفاظ بالغلبة اليهودية العددية في الدولة.
صحيح ان الانتفاضة الأولى شكلت الثغرة الكبرى الثانية في صورة اسرائيل في العالم، بعد ثغرة مذبحة شاتيلا وصبرا، لكن الدافع الرئيسي للرجلين كان نابعا من خطاب صهيوني عميق يريد ان يحافظ على صورة الضحية الوحيدة التي تغطي حقيقة مطامع الذئب الاسرائيلي.
الدافع العميق الذي حكم كل هذا الضجيج الاسرائيلي حول السلام، كان يتركز على فكرة المحافظة على صورة اسرائيل في العالم من جهة، وعلى الأغلبية اليهودية في الدولة، كي لا يقود الاحتلال الى دولة ثنائية القومية في النهاية، من جهة ثانية. اي اننا كنا امام ضجيج يتغرغر بلغة السلام وليس امام مشروع سلام.
غير ان قواعد اللعبة الاسرائيلية الداخلية تغيرت مع مجيء الليكود وحلفائه من اقصى اليمين الى السلطة، هؤلاء لا تهمهم الصورة، يقتلون ويتباهون، معلنين عنصريتهم بشكل واضح لا التباس فيه.
حرص حزب العمل على صورة اسرائيل ما كان ليقود الى سلام، لكنه كان ينعش الكلام عن السلام. فهناك اجماع اسرائيلي على رفض عودة اللاجئين وعلى عدم الاعتراف بالجريمة التي ارتكبت عام 1948، وعلى ان لا تكون هناك دولة فلسطينية ذات سيادة.
الذي تغير هو اللغة، لا اكثر. رابين كان يتمنى رمي غزة في البحر، فنفذ شارون امنيته، والون اراد ان يكون نهر الاردن هو حدود اسرائيل الأمنية، فتبنى نتنياهو الموضوع، بن غوريون لم ينجز المهمة عام 48، لكن نتنياهو سينجزها.
انتهى اليسار العمالي الاسرائيلي بعد حرب تشرين-اوكتوبر، لأنه لم يعد يملك لغة ملائمة، فجاء اليمين بصلافته، ليضفي لغته على السياسة القديمة اياها التي نشأت مع تأسيس الدولة.
والسؤال هو لماذا لا يتعنت الاسرائيليون؟
هل هم مهددون بحرب؟
هل ابقى التنسيق الأمني شيئا من روح الانتفاضتين؟
هل يشكل العالم العربي اي ضغط على الاحتلال؟
هل هناك مبادرة عربية فعلا؟ ام هناك كلام فقط؟
هل سمعتم مرة ان احتلالا ينسحب هكذا لوجه الله؟
هل عرف التاريخ سابقة اقتنع فيها المنتصر بأن انتصاره سيؤذيه على المدى الطويل؟
المحتل ينسحب حين يكتشف ان احتلاله صار مكلفا بطريقة لم يعد قادرا على تحملها، والذي يقترح مبادرة سلام عليه ان يضع على الطاولة بديلها ويترك للمحتل ان يختار بين الحرب والسلام؟
كل هذه العوامل غائبة اليوم، السلام صار كذبة كبرى واضحوكة، اما التعويل على الضغط الامريكي فهو الوهن والهوان، لأن الولايات المتحدة لن تضغط الا على الطرف الضعيف.
كل كلام آخر هو شراء للوهم بالوهم.
لذا يجب ان يؤخذ مشروع حزب البيت اليهودي بجدية، كي يبنى على الشيء مقتضاه.
وهذا الذي نسميه البناء على مقتضى الشيء هو رحلة طويلة وصعبة من اجل ان يجد الفلسطينيون بداية جديدة.
دائما وأبدا كانت أوسلو هى بداية النهاية للقضية الفلسطينية. إتفاقية أوسلو التى كتب نصها عتاة أهل القانون فى إسرائيل، وقامت المنظمة بتوقيعها دون حتى قراءتها. أوسلو نصت على إعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل وحقها فى الوجود. فى المقابل إعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة شرعية للشعب الفلسطينى. لم تنص إتفاقية أوسلو على وجود كيان فلسطينى، بل كان كل الإعتراف بالمنظمة كممثلة للشعب. إتفاقية أوسلو جاءت بمؤامرة صهيونية بعدما تحققت إسرائيل من وصول منظمة التحرير إلى حالة من الضياع واليأس بعد إقفال كل الأبواب العربية بوجه المنظمة بسبب موقف رئيسها من إحتلال الكويت. إتفاقية أوسلو ألغت تاريخ فلسطين العربى والإسلامى بإقرار الجانب الفلسطينى بحق إسرائيل فى الوجود! قيل لنا إن إتفاقية أوسلو نصت على الحديث فى الوضع النهائى للشعب الفلسطينى بعد 5 سنوات من توقيع الإتفاقية. هذا ما حصل بعد 5 سنوات بدأ الحديث ولم ينته حتى اليوم لأن المفاوض الفلسطينى إستمرأ المفاوضات وإعتبرها حياته وبقاؤه، لهذا إستمر فيها حتى يومنا هذا ولا زال يصر على إستمرارها رغم إقتناعه فى قرارة نفسه أن القضية تم تصفيتها وأنه لم يبق شبر أرض من الممكن أن تقام عليه خربة وليس دويلة. السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تكون بهذا الغباء أنها لم تفهم أن إستمرار المفاوضات ماهو إلا لعبة إسرائيلية للإستيلاء على الأرض الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها ولا يمكن إزالة شقة منها. النوايا الإسرائيلية كانت واضحة وجلية، ما كان يدعى فلسطين قد إنتهى وما هو موجود اليوم هو أرض إسرائيل من البحر إلى النهر وهى حق أوحد للشعب اليهودى ولذلك يطالبون بالإعتراف بدولة إسرائيل يهودية للشعب اليهودى. السلطة ومنذ دخولها إلى غزة وأريحا أولا وهى تعمل على حماية أمن إسرائيل أولا وإقامة مؤسسات لها لإيهام الشعب الفلسطينى أن كل هذا تحضيرا لإعلان الدولة. طبعا إشتركت إسرائيل بطريقة غير مباشرة فى خداع الشعب الفلسطينى عن طريق إستمرار المعونات التى كانت تدفعها الدول لإستمرار السلطة التى قامت من جانبها بتعيين آلاف الموظفين وجعلتهم عبيدا للراتب وينسوا بلادهم والمحتل فيها. السلطة الفلسطينية هى المسؤولة عن هذا الوضع المزرى وهى التى سكتت طيلة هذه السنوات حفاظا على مصالحها الشخصية فقط. من يصدق أن عشرات من أركان السلطة أصبحوا من أصحاب الملايين والأدهى من ذلك أنهم يقومون بإستثمارها فى إسرائيل. هل ستكون عملية الخليل التى قام بها شاب فلسطينى هى بداية النهاية لسلطة فاشلة متآمرة إرتكبت جريمة الخيانة العظمى بحق فلسطين وشعبها؟ هذا ما يتمناه كل فلسطينى، لأن الفلسطينى لم يعرف إلا بالشجاعة والنخوة والمحافظة على الكرامة. إن غدا لناظره قريب…
هل تقترح نفسك مفاوضا عن ألفلسطينيين , ولماذا تركت ثورتك ألسورية وحيدة . كأن لبنانك مفاوض شرس ؟؟؟
الى عبد اللطيف سليمان
الكاتب يقول الحق وبدلا من الرد على منطقه بمنطق مقابل رددت عليه بلغة الردح.
تحيه للكاتب الذي كتب عن الحقيقه التي يدركها المفاوض الفلسطيني لكنه يتمسك بالمفاوضات ليبقي على مكاسبه الشخصيه وابسطها بطاقة في اي بي.
للاسف لم يصل الوعي الفلسطيني بضروره الثوره الشامله على الاحتلال بهدف ازالته. ولا يوجد تفسير منطقي عملي في التعاون مع المحتل الاستيطاني.
جيّد .. المشكلة أن الآمر واضح من البداية .. فمن يتحمل مسؤولية الضياع عشرات السنين ؟ وهل قاموا بنقدهم الذاتي ووضعوا أنفسعم على ذمة محاكمة شعبهم لهم ؟..
للأسف هذا هو الواقع المرير الذي نلعقة بكل اسف ولاشك جميعنا افرادا ومجتمعات نتحمل مسؤولية مأساة فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والى الخ