لندن – “القدس العربي”:
قالت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها إن مدينة نيوم (تحت الإنشاء) التي يقدمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كصورة عما يمكن للسعودية أن تظهره عن نفسها في القرن الحادي والعشرين كانت محلا للقاء غريب بين رفيقين.
وعندما سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومدير الموساد يوسي كوهين، اللذان كان ينظر إليهما في السابق كأعداء للمملكة، إلى نيوم على متن طائرة خاصة، كان من الواضح أن هناك شيئا ما مهما يتم التحضير له.
وقالت إن الآمال باتباع السعودية خطوات جارتيها البحرين والإمارات وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ليست في محلها. ولا يزال السعوديون يصرون على أن تحولا كبيرا كهذا مرتبط بحل دائم للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، ولا يوجد حل في الأفق. ولكن الزعيم الإسرائيلي وولي العهد السعودي متفقان على شيء واحد وهو الدور الإيراني الخبيث في المنطقة وقلق مشترك من إظهار الرئيس الأمريكي المقبل، جوزيف بايدن، لهجة تصالحية مع طهران. ولهذا كان اللقاء الذي دفع به وزير الخارجية مايك بومبيو يهدف لإطلاق سهم في مرمى إدارة بايدن.
وهناك خشية من محاولة بايدن البحث عن طرق للعودة إلى الاتفاقية النووية التي تخلى عنها ترامب في 2018. ولا يزال معظم الديمقراطيين بمن فيهم الذين اختارهم بايدن لإدارة الخارجية والأمن القومي لا يزالون يعتبرون الاتفاقية التي تفاوضت عليها إدارة باراك أوباما صورة عن فن الحكم. ومع أن الاتفاقية عرضت البرنامج النووي الإيراني للتدقيق الدولي إلا أنها منحت المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله خامنئي، ورقة مفتوحة لمواصلة دعم الجماعات الوكيلة له في المنطقة. ولم يؤد تخفيف العقوبات عن إيران وتدفق الموارد إلى ازدهار وطني ولكن زيادة المساعدات للجماعات الوكيلة مثل حزب الله.
وحاولت إدارة دونالد ترامب تصحيح هذا وحصلت على دعم من إسرائيل ودول الخليج. وأقنع مقتل الجنرال قاسم سليماني والصدع الذي أحدثه في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عددا من دول الخليج أن هناك إمكانية لإقامة تحالف جديد مع إسرائيل، ويعتمد على التشارك في المعلومات الأمنية وتقديم الأسلحة المتقدمة من الولايات المتحدة.
إلا أن لا اتفاقية أوباما العوراء ولا الحرب الاقتصادية الشاملة التي أعلنها ترامب أدت إلى النتيجة المرغوبة، أي تغيير شامل في سلوك النظام الإيراني. فقد ظل النظام الإيراني يعتقد أن إدارة ترامب وقبله إدارة أوباما تعاملت معها كدولة مهزومة، وهو ما ولد لديها حالة من السخط الذي أكد لها أهمية الحفاظ على موقعها كعقل مدبر للإرهاب في الشرق الأوسط. ويقترح اختيار بايدن لمستشاريه أنه يفضل العودة للاتفاقية النووية إن لم يكن توسيعها. وسيمنحه هذا فرصة للعودة إلى الإجماع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ويقوم هذا على رؤية أن عدم مراقبة إيران وجهودها نحو القنبلة النووية سيؤدي إلى سباق تسلح بالمنطقة والذي يستهدف في النهاية أمريكا. وتنظر إسرائيل والسعودية ودول الخليج الموقف المتوقع من إدارة بايدن على أنه أقسى درجات السذاجة. وهم يعتقدون أن إيران لا يمكن النظر إليها من خلال منظور البرنامج النووي، لأنها فتحت عددا من الجبهات في الدول الجارة، وهي تلعب بالنار. وربما لم تكن السعودية وإسرائيل حلفاء محتملين لكنهما تشتركان في رؤية أن رئيسا مضللا قد يسمح بولادة إمبراطورية فارسية مرة ثانية.
يجب أن لا ينسى الجميع أن الرئيس أوباما كبل العبوس القمطرير بضعة أيام قبل مغادرته الحكم بقرار من مجلس الأمن يعتبر كل المستوطنات غير شرعية وهي مثل الشوكة في حلق الصهاينة إلى اليوم