التايمز: النائب البريطاني القتيل كان يدعم تقوية علاقات واستثمارات قطر في بلاده.. ما علاقة هذا بالصومال؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
4

لندن – “القدس العربي”:

قالت صحيفة “التايمز” إن الشرطة البريطانية تحقق في علاقة النائب البريطاني سير ديفيد إيميس مع دولة قطر التي كان رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة للدفاع عن مصالحها، وزارها الأربعاء الماضي قبل مقتله في محاولة منه لدفع الحكومة القطرية لدعم مشروع بالملايين في منطقته الانتخابية.

وكانت آخر تغريدة أرسلها النائب هي عن زيارته لقطر. وتقول الصحيفة إن الشرطة تحاول البحث عن سبب قتل علي حربي علي كولاني النائب، فغير كونه على قائمة المراقبة التي حولتها المؤسسات الأمنية لمشروع ربريفنت، وأنه على قائمة المراقبة للتطرف لم يجد المحققون الدافع الحقيقي. ولهذا يحاولون الربط بين إيميس ودفاعه عن المصالح القطرية ومحاولة دفع الاستثمارات القطرية في بريطانيا والاستثمارات القطرية والتأثير في الصومال. وقالت الصحيفة إن المصادر الأمنية تؤكد على أنه يتم استكشاف كل الطرق في عملية فحص عملية القتل. والشخص المتهم هو نجل مستشار لرئيس الوزراء الصومالي.

 وقتل إيميس (69 عاما) يوم الجمعة أثناء قيامه باستقبال المراجعين “لعيادته” بالمنطقة والتي يتلقى فيها شكاوى ومطالب أبناء منطقته الانتخابية في ساوث إند بمقاطعة إيسكس.

ونقلت صحيفة “صاندي تايمز” عن والده الذي يعيش في شمال لندن قوله إنه “مصدوم، وهذا أمر لم أتوقعه أو أحلم به”. وقال جار أثناء طفولة علي المولود في كرويدون، جنوب لندن “لا ليس هو، كان علي ولدا طيبا، وأعرفه عندما كان صبيا”. لكن صديقا سابقا له أخبر صحيفة “صن” قائلا إن علي أصبح متشددا بعدما اطلع على خطب ومحاضرات رجل الدين المتشدد أنجوم تشاودري. وقال الصديق “أصبح متشددا من خلال الإنترنت وأصبح الآن مشتبها به في أمر شرير كهذا، هذا أمر فظيع”. وتعمل مجموعة قطر في مجلس العموم البريطاني على تقوية العلاقات بين بريطانيا ودولة قطر. وقام إيميس بعدة زيارات ما بين 2018 – 2020 بناء على دعوة من وزارة الخارجية القطرية وتقدر كلفتها بحوالي 8.700 جنيه إسترليني. وفي تموز/يوليو قبل ضيافة وإقامة بـ 700 جنيه إسترليني لحضور سباق الخيل في غودوود والذي ترعاه قطر.

ودعا النائب المخضرم السفير القطري في لندن، يوسف الخاطر، إلى ساوث إند عام 2019، وعقد اجتماعات معه مرة ثانية في آذار/مارس هذا العام لمناقشة استثمار قطري بقيمة 60 مليون جنيه في منتجع سكني. واعتقل علي يوم الجمعة ويتعاون مع الشرطة في مركز لها حيث تم اعتقاله بناء على قانون الإرهاب. وحققت الشرطة بداية في دوافع تتعلق بالتطرف الإسلامي. وقالت مصادر إنها تواصل التحقيق ومفتوحة على كل الاحتمالات. وتم إحالة علي المولود في بريطانيا إلى برنامج “بريفنت” لمكافحة التطرف، وذلك عندما كان في صباه، لكن قوات الأمن لم تكن تعرفه. وتقوم وزارة الداخلية بإعداد خطة لتقديمها للنواب بشأن أمنهم. وأثار مقتل النائب ذكريات مقتل النائبة العمالية جو كوكس أثناء الاستفتاء على بريكسيت عام 2016، وكذلك طعن إسلامي للنائب ستيفن تيمز عام 2010. وتحاول الشرطة فحص فيما إن كانت جهود إيميس لتعزيز العلاقات مع الدولة الخليجية أسهمت في مقتله.

وإيميس هو أقرب سياسي بريطاني لقطر واللجنة البرلمانية للعلاقات معها، وقام بزيارات منتظمة للخليج. وكانت أهم لحظة في العلاقات هي استقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حيث طرح إيميس موضوع وضع ساوث إند وتحويلها إلى مدينة. وتعد عائلة علي حربي علي كولاني من العائلات السياسية المعروفة في الصومال. وتدعم قطر الرئيس الحالي الذي انتخب في شباط/فبراير 2017 وظل في مركزه بعد نهاية ولايته. وقدم والد علي الاستشارة لرئيس الوزراء عمر شرمرك الذي عمل مرتين في المنصب، وخلال فترة حكومته بدأت الصومال بالتقرب من قطر للاستثمار. وبعد خسارته السلطة ذهب شرمرك إلى كينيا حيث يعيش برفاه هناك. ورئيس الصومال المعروف بفرماجو على خلاف مع رئيس الوزراء قبل الانتخابات التي تم تأجيلها. وحاول الرئيس محمد تمديد ولايته مما أدى إلى مواجهات مسلحة. وعائلة المشتبه به مرتبطة بالنخبة الصومالية، فعمه أول كولاني هو السفير الصومالي في الصين. وعمته سميرة، رئيسة لمعهد بحث أمني في مقديشو وتقدم النصح للحكومة. ويعيش والده في باوندز غرين في شمال لندن.

 وفي وقت سابق نقلت بي بي سي إيسكس، عن النائب القتيل قوله “آمل بدعم قطر للمشروع وأعرف أن غالبية سكان ساوث إند سيرحبون بالاستثمار القطري في ساوث إند”. و”لو حاول مجلس العموم إسكاتي حول الحديث عن وضعية المدينة فإنني سأذكرها في كل فرصة سانحة”، وتحدث عن خططه وإشراك المواطنين في المشروع. ووصف الأمير إيميس بأنه “لعب دورا مقدرا في تقوية العلاقات التاريخية بين دولتينا الصديقتين، وتعازي الحارة لعائلته والشعب البريطاني”.

واستضاف إيميس لاحقا الخاطر في البلدة وحث القطريين على الاستثمار فيها وهنأه لاحقا بفوزه في انتخابات مجلس الشورى القطري الأسبوع الماضي. وتقول مصادر أمنية إن تحقيق الشرطة في قيادة النائب بالبرلمان وعلاقته بقطر هي خط تحقيق مهم لأن قطر كانت موضوع آخر تغريدة له. وقال مصدر إنها واحد من خطوط تحقيق يتم استكشافها. و”هذا لا يعني أن والد كولاني متطرف بأي طريقة”. وقال مصدر في الحكومة “لم يتم بعد العثور على سبب واضح حول استهدافه”.

وربما تم التخطيط له لمدة أسبوع، فقد حجز المتهم موعدا في العيادة الأسبوعية بعد إعلان النائب عنها على منصات التواصل الاجتماعي. وتم تحويل علي إلى برنامج مكافحة التطرف “بريفنت” قبل خمسة أعوام. ولاحظ أستاذ في المدرسة الثانوية ملامح تشدد وقام بتحويله. وقال مصدر في الحكومة إنه لا توجد أدلة عن دعمه لحركة الشباب الصومالية أو انتمائه إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد شهاب:

    قتل النائب جريمة لا شكّ فيها .
    لكن الشيء بالشيء يذكر . النخب السياسية البريطانية تذهب خلف الأموال إينما وُجدت كما النحل يذهب للرحيق!

  2. يقول ساعد الكنفاني:

    لا يستبعد أن تكون المخابرات الإماراتية بالتواطؤ مع الموساد الإسرائيلي هم من جند الشاب الصومالي لقتل هذا النائب لإلحاق الأذى بالاستثمارات القطرية في بريطانيا خاصة بعد التدهور الحاصل لصورة الإمارات بسبب سلسلة الفضائح الأسرية لمحمد بن راشد آل مكتوم وتزعزع صورة الإمارات وآل زايد بسبب التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحرك المنظمات المناهضة للعنصرية ولإسرائيل في اتجاه مقاطعة إسرائيل والإمارات في بريطانيا وتخوفهم من تدهور علاقاتهم معا إلى مستويات خطيرة واستفادة قطر من هذا الوضع !

  3. يقول عربي مصدوم:

    الحق عن الإمارات

  4. يقول مجتهد:

    إذن المسألة لا إرهاب ولا يحزنون وربما غيرة و غضب وحمية من منفذ الجريمة على أموال المسلمين التي تبدد في الغرب وهناك مئات الملايين من المسلمين يبيتون جوعى. ومع ذلك جريمة غير مبررة ومن يصرف مليماً على غير المسلمين يتحمل مسؤولية ذلك أمام رب العالمين. وهذا لعمري يماثل توظيف دول الخليج لملايين الهندوس وتفضيلهم على المسلمين الهنود وغير الهنود. ومن يغل يأتي بما غل يوم القيامة.

إشترك في قائمتنا البريدية