لندن- “القدس العربي”:
تحاول صحيفة التايمز تسليط الضوء على مشاكل يعاني منها تويتر في ساحات أخرى تتجاوز ساحة التغطية الإعلامية المركزة على مقرها في سان فرانسيسكو وعلى إيلون ماسك، الملياردير القوي فيها، فترى الصحيفة أن الحرائق التي تندلع “هنا” في بريطانيا تحتاج إلى الاهتمام إذ يبدو الأمر على شكل نقص في الإستراتيجية ونزوح جماعي لذوي الخبرة والاختصاص.
تورد الصحيفة عدة أمثلة من بينها سينيد ماك سويني نائبة الرئيس العالمي للسياسة العامة في تويتر، وهي المديرة التنفيذية المقيمة في أيرلندا، والتي قامت بإجراءات قانونية ضد الشركة في نهاية العام الماضي بعدما قالت إنها مُنعت من الوصول إلى أنظمة الشركة عندما لم ترد على رسالة بريد إلكتروني تسألها عما إذا كانت ستبقى في ظل النظام الجديد، “Twitter 2.0”. في نهاية نوفمبر فازت بأمر قضائي أعاد لها وظيفتها ووصولها إلى أنظمة تكنولوجيا المعلومات. لكن الآن وبعد تسوية خارج المحكمة ورد ذكرها في الصحافة الأيرلندية يبدو أن ماك سويني تركت العمل في تويتر بالكامل، بعد أن كانت أحد موظفيها الأيرلنديين الأوائل في عام 2012.
وتشير الصحيفة إلى أن دبلن هي المقر الأوروبي لتويتر، لذا فإن ما حدث هناك هو أمر مهم. وذلك بعدما كانت تويتر أغلقت مكتبها في بروكسل في نوفمبر وفقدت رئيسها في باريس في وقت كان الاتحاد الأوروبي قد أدخل للتو قوانين جديدة صارمة على شركات التكنولوجيا، فيما تسير بريطانيا على نفس المنوال، بمشروع قانون الأمان الخاص بها على الإنترنت.
وتذكر الصحيفة أن لجنة حماية البيانات، وهي هيئة تنظيم المعلومات الأيرلندية، أطلقت تحقيقا في تويتر قبل يومين من عيد الميلاد في أعقاب عمليات اختراق ضد مستخدمين بارزين. هذا مثال رئيسي على سبب حاجتك إلى أشخاص أقوياء على الأرض يعرفون ويمكنهم التعامل مع الضغط الشديد للمشرعين المحليين، وذلك فقط لأن هذه المشكلات تقلق المعلنين والعلامات التجارية الكبرى التي تدفع مقابل المشاهدات على تويتر.
لكن ولكي نكون منصفين – تضيف الصحيفة – كانت هناك هجمات إلكترونية وقضايا متعلقة بالسياسة قبل تولي إيلون ماسك زمام الأمور. لكن ما يحدث للأشخاص (أصحاب الخبرة) داخل مكاتبها الأوروبية مهم حقا. فقد كان مكتب المملكة المتحدة مؤثرا، مع وجود 450 شخصا من قسم المبيعات حتى السياسة، يعملون هناك ما قبل استحواذ ماسك (على تويتر)، حيث كان لدى تويتر أحد أكبر الفرق الهندسية خارج الولايات المتحدة.
أما بعد ماسك، فقد تم تسريح ما يقرب من 200 شخص وقرر أيضا حوالي 50 المغادرة. استقال دارا نصر، العضو المنتدب للمملكة المتحدة، في نوفمبر بعد عشر سنوات من العمل في الشركة، كما يرغب العديد من الأشخاص الآخرين في المغادرة، ولكن مع تجميد التوظيف في شركات التكنولوجيا الأخرى أو تقييدهم بالتأشيرات فإن أولئك الذين يستطيعون البحث عن وظائف جديدة، يشعرون بأنهم محاصرون.
وترى التايمز أنه ليس هناك شك في أن الشركة واجهت مشاكل من قبل فقد اشتكى عمال لندن من البيروقراطية والتعامل مع الولايات المتحدة، لكن موظفي تويتر في المملكة المتحدة الآن يبلغون عن معنويات في الحضيض. ويتذكر الموظفون السابقون العمل الحيوي الذي قامت به تويتر في التعامل مع المجتمعات (المختلفة) وتحدي خطاب الكراهية. في حين أن هذا اليوم قد يكون من خلال نظارات وردية اللون، فلا يوجد الآن مكتب صحافي، وكما قال أحد الموظفين السابقين: “إذا لم يكن موقع تويتر في وضع يسمح له بسرد قصته، فإن الضوضاء المحيطة به ستزداد ومعها المزيد من الإرباك وقد تؤدي روح “التسرع وكسر القوالب” في وادي السيليكون إلى إحداث ضرر دائم به.