التايمز: هدوء على جبهة الجولان وطبول الحرب مع إيران ابتعدت عنها إلى الخليج

إبراهم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر عن عودة الهدوء إلى مرتفعات الجولان واختفاء الحديث في الصحف الإسرائيلية عن الحرب التي يخوضها الجيش على ثلاثة جبهات، مع الجماعات الوكيلة لإيران وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.

ويقول سبنسر إن الحديث عن الحرب المحتومة بين إيران وإسرائيل استبدل بحديث عن حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران. واشار الكاتب للتوتر السابق الذي جرى على جبهة الجولان والغارات الجوية التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد أهداف إسرائيلية في العمق الإسرائيلي. واليوم لم يعد هناك حديث عن الحرب على الجبهات الثلاث وتركز الحديث على اتهامات الفساد الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفشله في تشكيل حكومة ائتلافية بشكل دعا إلى الإعلان عن انتخابات جديدة. ويقول الكاتب إن إسرائيل في ظل التوتر الحالي مع بين واشنطن وطهران التزمت الصمت وتنفست الصعداء. ويقول مايكل هيرتزوغ، الجنرال المتقاعد “لا يوجد أي احتمال كبير  للنزاع في المستقبل القريب” ولكنه لم يستبعد ضربات لمواقع حزب الله في بيروت وفي الجنوب اللبناني. ولكن المسؤولين العسكريين وفي مجال الإستخبارات يرون أن مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية أدت في الوقت الحالي لإبعاد الخطر الإيراني في سوريا.

وقال ضابط كبير للصحيفة “لم يعد هناك أي تهديد وجودي على دولة إسرائيل”، ويسوق الإسرائيليون سببين لتفسير انخفاض التوتر على الجبهة مع سوريا مع أنه زاد على جبهات أخرى. الأزمة الإقتصادية في إيران والتي سبقت قرار الرئيس دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات والتي فاقمت الأزمة الموجودة أصلا. فقد أخبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله مقاتليه وأنصاره لشد الأحزمة وأعلن في الفترة الماضية عن حملة جمع تبرعات في داخل وخارج لبنان. وقامت إيران التي تقدم أكثر من ثلثي ميزانية حزب الله، على ما يعتقد بتخفيض الدعم المقدم للحزب بنسبة 40%. وخسر الحزب 2.000 من مقاتليه في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري لبشار الأسد. ومن هنا فطلب حسن نصر الله من  10.000 – 20.000 مقاتلا التحضير للحرب في الوقت الذي لا يستطيعون الحصول على المال لدفع فواتير الدواء لعائلاتهم. أما الجبهة الثانية التي تقوم إسرائيل بضربها منذ ستة أعوام، هي سوريا. وخسرت إسرائيل مقاتلة للدفاعات السورية إلا ان الجماعات الموالية لإيران عندما أطلقت صواريخ في مرتين على الجولان، أخطأت هدفها. ويقول الكاتب إن روسيا التي تحدثت تقارير عن منع سوريا تصعيد المواجهة مع الجيش الإسرائيلي قامت بمنع إيران من بناء “حزب الله 2” في سوريا. وقال الضابط في وزارة الدفاع إن “الإيرانيين بعيدون عما أردوا تحقيقه” وأضاف أن الإيرانيين “رغبوا بإقامة قاعدة أو قاعدتين بحريتين وأربع قواعد جوية وقوات برية مكونة من ميليشيات محلية وحزب الله وقوات من جيش النظام تبلغ 100.000. ولم تحصل إيران إلا على ثلث هذا العدد. وقد جعلنا من الإيرانيين الهدف الأول في سوريا”.

وتقول الصحيفة إن عناوين الأخبار لم تعد تأتي من الجبهة الإسرائيلية بل من الخليج، ولم تثرها الإحتجاجات في غزة أو الغارات الإسرائيلية عليها ولكن من إعلان الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات وطائرات متقدمة في منطقة الخليج. ويؤكد الكاتب إن أهمية ما حدث ربما أسيء تقديره حيث تم ضرب أربع ناقلات نفطية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولم يعلن طرف مسؤوليته عن الحادث فيما أعلن الحوثيون عن هجوم آخر إلا أن الإمارات العربية مثل السعودية حليفة للولايات المتحدة وعدو لإيران. ولا يشك الكثيرون أن الهجمات كانت تحذيرا للولايات المتحدة وحلفائها الذين هم أكثر عرضة للعمليات الإنتقامية من إيران. ولم يتم استهداف أمريكا بهذه الهجمات ولا إسرائيل، ذلك أن إيران كما يقول المحللون توصلت لنتيجة وهي أن ثمن الحرب المباشرة مع إسرائيل والتي قد تؤدي إلى دمار للبنى التحتية التابعة لحزب الله قد أقنعت طهران بفتح جبهة أخرى في الجنوب. ومن هنا فشبح الحرب لم يختف بالكامل. وقال محلل إيراني إن النظام في إيران رد على العقوبات بمثلها، التهديد الأمريكي بمنع إيران من تصدير نفطها يعني أن سفن النفط العابرة للخليج خاصة من السعودية أصبحت هدفا. ويقول الكاتب إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية رفع صوته عاليا بتهديد أمريكا ولكنه صمت عن إسرائيل. ويمارس الصبر حيث يرسل المقاتلين إلى سوريا ولكنه لم يأمر بهجمات، رغم ما يعانون من حرب الإستنزاف التي تشنها عليهم إسرائيل. وفي حالة اندلعت الحرب فسيلعب الحرس الثوري والجماعات الشيعية الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان دورا. وتظل الحرب قائمة حالة حدث سوء تقدير في مرحلة ما.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية