الخرطوم ـ رويترز ـ د ب ا: أعلنت السلطات السودانية الأربعاء تعطيل الدراسة بمدارس العاصمة حتى نهاية الشهر ، وذلك وسط الاحتجاجات التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد بعد رفع الحكومة الدعم عن المحروقات.
وأفاد المركز السوداني للخدمات الصحافية بأن ‘وزارة التربية بالخرطوم أعلنت عطلة بجميع مدارس الولاية حتى 30 أيلول/سبتمبر’.
وردد المتظاهرون الذين كانت غالبيتهم من الطلبة شعارات ‘حرية، حرية’ و ‘الشعب يريد اسقاط النظام’، مستعيدين بذلك الشعار الابرز ‘للربيع العربي’. ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت بإلقاء قنابل مسيلة للدموع.
واغلقت المتاجر ابوابها في الخرطوم والمدينة القريبة منها ام درمان. وقطع عدد كبير من الطرق، اذ اضرم المتظاهرون النار في الاطارات المستعملة وفي اغصان الاشجار، وانتشرت سحابة دخان كثيفة سوداء فوق عدد كبير من احياء العاصمة.
وقطعت من جهة اخرى اتصالات الانترنت في العاصمة، كما ذكر عدد من المستخدمين، لكن لم يكن ممكنا معرفة ما اذا كان هذا التوقف ناجما عن عطل او عن قطع متعمد من قبل السلطات .
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي دعوات الى تنظيم تظاهرات احتجاج ضد الحكومة.
وافاد مدير مستشفى أم درمان أن عدد ضحايا الاحتجاجات في السودان قد بلغ 22 قتيلا حتى الآن.
وقالت مصادر أخرى ان عدد الضحايا هو ثمانية بعد أن قتل ستة أشخاص في الخرطوم أثناء الاحتجاجات على زيادة أسعار المحروقات في السودان.
وذكر صحيفة ‘سودان تربيون’ ان اعمال الشغب اندلعت في بعض الاحياء اسفرت عن عشرة قتلى على الاقل .
وصرح الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي بأن الترتيبات ‘تمضي على قدم وساق لمرحلة ما بعد إسقاط النظام الحاكم في السودان’.
وأعلنت الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، دعمها وتأييدها الكامل لـ’الثورة التي انطلقت في الخرطوم’.
ودعت الجبهة أفراد الشرطة والقوات النظامية إلى ‘عصيان أوامر النظام وعدم إطلاق الرصاص الحي وقتل إخوانهم’.
وحذرت الجبهة من أنها ‘لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه دموية النظام حال التمادي في قتل المتظاهرين’.
ويعاني الاقتصاد السوداني من ارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمة العملة على اثر فقدان عائدات النفط بعد ان اصبح جنوب السودان دولة مستقلة في تموز/يوليو 2011 واستحوذ على 75′ من انتاج النفط البالغ 470 الف برميل يوميا.
ومنذ ذلك الحين يواجه السودان تضخما متسارعا وندرة في العملات الصعبة لتمويل عمليات الاستيراد.
وأعلنت الشرطة السودانية أنها قامت بضبط عدد ممن شاركوا في الاحتجاجات التي خرجت أمس في أنحاء السودان بعد قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات.
وقالت الشرطة في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا) ان بعض المحليات شهدت ‘أحداث شغب متفرقة وتجمهرات غير مشروعة بغرض الإتلاف والسلب والنهب والتخريب وتمثلت في إحراق بعض الممتلكات العامة والخاصة ولم يكن ذلك بهدف التعبير السلمي القانوني مما حدا بالشرطة للتدخل لتأمين الأرواح والممتلكات وحفظ الأمن حيث تم ضبط عدد من المتهمين المشاركين في هذه الأحداث’.
وعلى صعيد متصل ، اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ‘عناصر من الجبهة الثورية’ بالتسلل إلى الولايات للقيام بعمليات تخريب.
وأعرب مسؤول في الحزب عن أمله ‘أن ينظر الناس إلى قضية الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة من زاوية اقتصادية’ ، وقال إن ‘أي خلط مع الزاوية السياسية سوف يفرغ الخطاب من مضمونه’ ، مشيرا إلى ‘ظهور الملمح والتحريك السياسي في التظاهرات’.
ودعت السفارة الامريكية في الخرطوم الاربعاء جميع الاطراف السودانيين الى ‘عدم استخدام العنف’ وذلك بعد اتساع نطاق التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية لليوم الثالث على خلفية رفع الدعم عن اسعار المحروقات.
وقالت السفارة الامريكية في بيان انها ‘تدعو السلطات الى احترام الحريات المدنية وحق التجمع السلمي وجميع الاطراف الى عدم استخدام العنف’.
واوضحت انها ‘تلقت تقارير مؤسفة عن اصابات بليغة واضرار في الممتلكات بعدما اخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفا’.
وتابعت السفارة الامريكية ‘في هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع (التزام) الحذر وضبط النفس’.
اكيد ان السودانيين ليسوا كألاردنيين فالأردنيين حاله فريدة لا بد من دراستها
اعتقد انه من الأفضل ان نتوقف عن استعمال مصطلح “الربيع العربي” حيث انه ليس ربيعاً على الأطلاق. خراب ودمار والاف القتلى والجرحى والمهجرين ونزاعات اهليه قبليه وطائفيه وسيطره اجنبيه. هل هناك ربيع في سوريا و مصر وليبيا واليمن؟ طبعاً النظام العربي مؤقت وغير مقبول ولا بد من استمرار المظاهرات والاحتجاجات ولكن بشكل منظم وسلمي وحضاري وبدون تعطيل الاشغال. لكن وللأسف ليس هناك شيء اسمه ربيع عربي..!!
سوف يكون ربيع خارق حارق مدمر وسوف تلتحق بركب بقية الدول العربية الفاشلة والمنهارة بفضل ” الربيع الغربي” وليس العربي واذكر السودانيين بالمثل القائل ” عمشة ولا عمياء
“