ليس الشأن شأن عدد المستوطنات التي تم ادخالها الى القائمة فقد تم ايضا ادخال كيبوتسات وقرى عربية كثيرة، بل استطاعت ان تظهر بمظهر أنها ‘سلبت’ كريات غات وعسقلان مكانتهما. لأن الشأن هو حقيقة أن المستوطنات يُعلن بأنها ‘مناطق تفضيل قومي’. أنفقنا عشرات السنين على دعاية مسمومة موجهة الى رواد الصهيونية على عهدنا، ويُغرينا صحافيون من ناحوم برنياع الى أمنون ابراموفيتش في كل اسبوع بالتشهير بالمستوطنات في يهودا والسامرة وشرق القدس ويسيئون سمعتها ويصدقهم العالم. وينفق الاتحاد الاوروبي وصناديق يسارية عالمية ومنها صندوقنا لاسرائيل جديدة مالا كثيرا على اخراج الأبناء الشرعيين لهذه البلاد من حضن وطنهم الوحيد، لكنهم لا ينجحون هنا فقط في الاقناع. يعلم الجمهور العريض ان الاستيطان في يهودا والسامرة ليس شهادة تأمين قلب البلاد من قلعة حماسية على سفح الجبل فقط، بل هو تسويغنا الاخلاقي لمطلبنا الذي لا يوجد ما هو أكثر عدلا منه بأرضنا. خلال آلاف سني جلائنا كانت تقصد كل حركة هجرة أولا الى المواقع التاريخية التي حددت قوميتنا القديمة والمجددة. وليس عجبا ان نشبت حرب عالمية على يهودا والسامرة خاصة وعلى القدس أولا. يعلم جيراننا وأعداؤنا أنهم اذا نجحوا، لا سمح الله، في الفصل بيننا وبين ارض حياتنا فسيبرهنون للعالم على ادعائهم الكاذب الذي قال به عضو الكنيست زحالقة في الاسبوع الماضي وهو ‘نحن كنا أولا’؛ واذا تخلى اليهود عن يهودا فانهم مستعمرون اغتصبوا ارضا ليست لهم. إن ‘المستوطنين’ هم أكثر من مجرد ‘ساكنين’، لأن الارض هي أكثر من مكان نسكنه أو نستوطنه. إن الارض هي عالم مالكيها الحقيقيين الذي يتمسكون به بما أوتوا من قوة، ويبرهن المستوطنون لعرب الشرق الاوسط وللعالم كله على أننا ايضا نعلم فصلا من فصول الصمود وأننا لا ننظر الى اراضي مهد ميلادنا على أنها ‘مناطق’ بل على أنها ارض حياة منها أمل أعقابنا باعتبارنا شعبا يعود ويُثبت نفسه في وطنه القديم. كانت حكومة اسرائيل على حق، وهي في قرارها هذا الاسبوع أقرت على الملأ أن الاراضي المجددة لرواد عهدنا في السامرة ويهودا هي مناطق لا تفضيلا قوميا.