التسييس بين بوتين وشولتس ومذيعة سورية.. وترحيل الأتربة بدأ في مخيم اليرموك

حجم الخط
1

بعد سنوات من تهجير سكان مخيم اليرموك، إثر حصار مرير وتجويع وتدمير، تعود وكالة أنباء النظام السوري إلى المخيم لتصوير فيديو بعنوان «مبادرة لترحيل أتربة المخيم»، المبادرة فردية، كما يقول أحد ضيوف الفيديو، ومع ذلك يأبى المسؤولون تفويت مناسبة للظهور المتلفز والاحتفال المليء بالوعود: الكهرباء لم تصل بعد، لكنها ستأتي، وأشياء أخرى ضرورية لا بد ستنبني، كما يعد مسؤول في منظمة التحرير، فالمخيم، كما تعلمون، له خصوصية، وهو عاصمة الشتات الفلسطيني، لذلك لا بد أن تأتيه أشياء كثيرة ذات يوم.

الديكتاتور القاتل لم يترك شيئاً إلا وحشر السياسة فيه، ويظل في إمكانه أن يتهم أحداً ما بالتسيس، كما لو أنه متطلب للجمال ولمعايير الفن وحدها.

هل تعرف معنى دولة المؤسسات التي يتشدق رماديون كثر باعتبارها الملاذ وخشبة الخلاص؟ إنها سوريا الأسد، التي تقلب الدنيا رأساً على عقب، ثم تقوم برعاية عطوفة لمبادرة أهلية بترحيل الأتربة. كثّر الله خيركم!

تسييس

ينال فيلم «نافالني»، الذي يروي جانباً من تجربة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني، خصوصاً بعد محاولة اغتياله، ينال أوسكار أفضل فيلم وثائقي أمس، فيسارع الكرملين إلى اتهام هوليود بالتسيس. ينال الفيلم الروائي «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» فيسارع متحدث باسم الزعيم الألماني أولاف شولتس إلى تهنئة فريق الفيلم الألماني، معتبراً أن الأوسكارات الممنوحة إليه هي إشارة سياسية ضد العدوان الروسي على أوكرانيا.
المتحدث باسم شولتس أكد أن الزعيم الألماني لم يشاهد الفيلم بعد، وأنه سيراه قريباً، كما من المرجح أنه لم يتح لبوتين مشاهدة الفيلم الوثائقي «نافالني» (موجود شخصياً في سجنه بعد أن حكم عليه بأكثر من عشر سنوات).

غالباً ما يؤخذ على الصحافي المواطن أنه منحاز، وهو كذلك بالفعل، لأنه هو الخبر، وهو ممثل الضحية، ويريد أن يقول لشاشات الأخبار انظروا ما يحل بنا.

في تصريح شولتس ما هو بديهي، فالفيلم الألماني العظيم والجائزة يدعمان موقفاً متوقعاً من البشرية ضد العدوان، لكنك تستغرب حقاً أن يتحدث بوتين عن «تسيس»! الديكتاتور القاتل لم يترك شيئاً إلا وحشر السياسة في أنفه، ويظل في إمكانه أن يتهم أحداً ما بالتسيس، كما لو أنه متطلب للجمال ولمعايير الفن وحدها، هو الذي ارتكب في ظل انتصارات رياضية مزيفة (انظر الفيلم الوثائقي «إيكاروس») أفظع المجازر.
لا يُنكَر أن موقف الزعيمين ينطلق من السياسة ويصبّ فيها، لكن الفرق ساطع، موقف شولتس أقرب إلى وضع الصحافي المواطن، الذي غالباً ما كان يؤخذ عليه أنه منحاز، وهو كذلك بالفعل، لأنه هو الخبر، وهو ممثل الضحية، ويريد أن يقول لشاشات الأخبار انظروا ما يحل بنا، فيما موقف بوتين وإعلامه هو الموقف المضاد، القاتل الذي يريد أن يخرس الآخرين بذريعة التسييس.
بلى، إنه تسييس، بلّط البحر إن استطعت.

تعريف المراسل الحربيّ

بمناسبة عشرينية قناة «العالم» الإيرانية، تتحدث المذيعة السورية فيها نور محمد، عن تجربتها معها، كيف بدأت كمراسلة حربية في حماة وإدلب والرقة. كيف «أدركتْ أن الحرب إعلامية» وأرادت أن تعرف ما يجري فعلاً على الأرض، وأن تتابع تقدّم الجيش، ثم شاركتْ بتحضير «وثائقيات المؤامرة مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية»، وتبدي فخرها بحضور «تشييع الشهيد سليماني والمهندس اللذين كان لهما فضل في تحرير سوريا»، على ما تقول.
في لغة هذه المذيعة مثال يدرّس لتعريف المراسل الصحافي الميداني من عدمه، فإن وجدَ المراسل نفسه شغوفاً بمتابعة «تقدّم الجيش» ليس إلا، وبأنه قرر سلفاً أنه يواكب بشغف كيفية «التخلص من هذا الإرهاب»، فذلك يعني أنه أقرب إلى جندي في جيش غازٍ، حتى لو تدرّع بدرع الصحافة واتحاداتها.

خطف طائرات

كتبت الممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب، متحدثة عن مسلسل «الجابرية 422»، الذي شاركت فيه كممثلة: «‎تم توقيف عرض مسلسلنا «الرحلة 422»، الذي شاركت في التمثيل به، بعد عرض ثلاث حلقات منه على (منصة) شاهد، بحجة أنه يسيء لطائفة كويتية، رغم أن العمل ضد الطائفية، ومع تعايشهم معًا بعيدًا عن الإرهابيين. يتناول حادثة اختطاف طائرة الجابرية الكويتية في الثمانينات من قبل عماد مغنية بدعم إيراني، وبالتأكيد بات واضحًا من المتضرر من عرضه ومن سعى لإيقافه».

ليت كل جرائم خطف الطائرات تأخذ نصيبها ومساحتها الكافية من الدراما، من دون خوف، ولا تحذيرات مخادعة.

غريب حقاً أن يكون لدى إيران وممثليها من ميليشيات هذه القدرة على الرقابة والمنع، وغريب أيضاً أن تنصاع منصة بث سعودية بسهولة لمطالب المنع والإلغاء.
هناك من يرتكب الجريمة، ثم يحذّر الناس بورع من فتنة تأكل الأخضر واليابس.
ليت كل جرائم خطف الطائرات تأخذ نصيبها ومساحتها الكافية من الدراما، من دون خوف، ولا تحذيرات مخادعة.

* كاتب من أسرة تحرير «القدس العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Harry:

    والان اصبح اكتشاف الحقائق والحقوق يتم عبر افلام تساهم في انتاجها المخابرات الغربية . اته فيلم دعاية لبيع وجهة نظر ولمساعدة قوى الغرب المترنحة .

إشترك في قائمتنا البريدية