التشاد: المجلس العسكري يدعو للتعاون للقبض على المتمردين الفارين

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط- “القدس العربي”: أغلق المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي يحكم التشاد منذ مقتل رئيسها إدريس ديبي قبل أيام، الباب أمام وساطة كلف بها الرئيسان الموريتاني والنيجري ودعمتها فرنسا القوة الاستعمارية السابقة الحاضرة في الميدان، وأكدت المعارضة التشادية المسلحة قبولها.

فقد فوجئ الوسطاء والمهتمون بإنهاء سريع للأزمة التشادية ببيان أعلن فيه المجلس العسكري الانتقالي الأحد “ألا تفاوض مع جبهة التغيير والوئام بقيادة محمد مهدي علي، بل إن الوقت ليس وقت وساطة ولا تفاوض مع” من سماهم “الخارجين على القانون”.

ودعا الجنرال عازم الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي في بيان تلاه في التلفزيون الرسمي “حكومة النيجر للتعاون مع المجلس للقبض على قادة وعناصر التمرد الذي طاردهم الجيش التشادي وتفرقوا في منطقة الحدود بين التشاد والنيجر”.

وشدد المجلس العسكري رفضه التفاوض مع من وصفهم بـ”الخارجين على القانون”، مؤكدا أنه “سيطارد رتل المرتزقة القادمين من ليبيا والذين انسحبوا، حسب بيان المجلس، خلال معارك طاحنة دارت بينهم مع الجيش التشادي على بعد 600 كلم من نجامينا بالقرب من قريتي أنكيكيمي وأنغورتي”.

وأضاف الجنرال عازم الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي “نجت سيارات قليلة من المعارك ودخلت منطقة الحدود التشادية مع النيجر حيث طاردهم الطيران العسكري وسجل تفرقهم كمجموعات صغيرة داخل المنطقة الحدودية مع النيجر”. وقال “إن المتمردين الهاربين وعلى رأسهم قائد جبهة التغيير والوئام مهدي علي محمد المطلوب من نيابة طرابلس في ليبيا لارتكابه جرائم ضد الإنسانية والذي جمدت حساباته بعد أن مول الإرهابيين في ليبيا، يسعون بدعم المجموعات التكفيرية وجماعات التهريب، لزعزعة استقرار التشاد”.

ودعا المجلس العسكري الانتقالي في بيانه شركاء التشاد وبخاصة دول مجموعة الساحل الخمس وجمهورية النيجر بالذات إلى “مساعدة التشاد والتعاون طبقا للاتفاقيات التي تربط بين البلدين الشقيقين لتسهيل القبض على المتمردين الموجودين على أراضيها والذين يعتبرون جناة حرب لكونهم مسؤولين عن قتل عشرات الجنود التشاديين وعلى رأسهم مارشال التشاد”.

وأضاف “أمام هذا الوضع الذي يهدد أمن التشاد واستقرار المنطقة، فإن الوقت ليس وقت وساطة ولا تفاوض مع الخارجين على القانون”. “إن التشاد، يضيف البيان، توجه نداء حارا للدول الأعضاء في مجموعة الساحل من أجل المزيد من التضامن والتنسيق، وتبادل الجهود من أجل تصفية أولئك الذين اغتالوا مارشال التشاد والذين يهددون أمن التشاد بل وأمن منطقة الساحل كلها”.

وقد نفى قائد جبهة التغيير والوئام مهدي علي محمد ما ذكره المجلس الانتقالي بخصوص وجوده في النيجر، وأكد في مكالمة مع وكالة فرانس برس “أنه موجود داخل التشاد في منطقة كانم الواقعة على الحدود مع النيجر على بعد 400 كلم من نجامينا”. وتمكنت جبهة التغيير والوئام التي شكلها عام 2016 ضباط منشقون عن نظام ديبي، من الدخول يوم 11 إبريل الجاري إلى أراضي التشاد قادمة من ليبيا حيث عسكرت في منطقة الحدود بين التشاد والنيجر، وبينما كانت قوات الجبهة في منطقة تبعد ما بين 200 و300 كلم شمال نجامينا، قام الجيش النظامي التشادي بإبعادها لتتموقع في منطقة أقرب للحدود ولتعلن عن هدنة بمناسبة دفن الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي.

وفي يوم 19 إبريل الجاري أعلن الجيش التشادي أنه تمكن من سحق رتل من المتمردين قادم من ليبيا، قبل أن يعلن في اليوم الموالي أن إدريس ديبي الذي يحكم أفقر بلد العالم بيد من حديد منذ ثلاثين سنة قد مات إثر معارك قادها ضد المتمردين في الشمال. ومنذ ذلك اليوم أصبح ابنه محمد إدريس ديبي الرجل القوي في التشاد محاطا بأربعة عشر جنرالا من أعوان والده الراحل. ووعد رجل التشاد القوي الذي يتمتع بكامل السلطات بتنظيم انتخابات حرة وشفافة بعد فترة انتقالية من 18 شهرا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية